Alef Logo
ضفـاف
              

تعقيب على افتتاحية مجلة ألف (إمارة دينية إسلامية..) لسحبان السواح

خاص ألف

2009-11-09



لا عتب إذن على اليهود حين أنشأوا دولتهم على حساب الدين ثم ادعوا أنهم أمة على ذلك الأساس!

في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب السوري طرح قانون الأحزاب والمجتمع المدني وإصلاح بعض مواد الدستور والقوانين يفاجئنا مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري بهذا التعميم حول تلك الجماعة، التي حاولتُ جاهداً الحصول على اسمها لكنني لم استطع، المتمثلة بالسيد (عبد الهادي الباني) والتي كما ذكر كاتب الافتتاحية تطرح في برنامجها إنشاء أمة إسلامية –ليست بالضرورة عربية- وتعارض تحرير المرأة وعدم مساواتها بالرجل وتجريدها، من حقوقها طبعاً، بما يتعلق بالعمل وغيره من الحقوق المدنية، والعسكرية إن وجد، وتحريم وجود التلفاز في المنزل (لا بأس إن كان في مقهى الروضة!)، وغير ذلك مما ذكره الزميل سحبان..
ما أود التعليق عليه ليس التعميم بقدر ما يتعلق ببرنامج تلك الجماعة. فبالنسبة للقرار المتخذ من قبل القيادة القطرية (إصدار التعميم) ينضوي تحت بند ممارسة الديموقراطية في هذا البلد ومن حق أي كائن بشري يعيش على هذه الأرض إنشاء ما يحلو له من جماعات وأحزاب وجمعيات ونوادٍ..إلخ وله الحق –على ما يبدو- في المطالبة بالاعتراف وإصدار تعميم يشبه السالف! إذن، فالبلد بألف خير.. وأنا مستغرب من الأخ سحبان لزعله من الموضوع.. أليس هذا مطلب من مطالب الشعب، (الديموقراطية).. فلماذا الزعل؟!
والديموقراطية يتوجب عليها أيضاً حجب أي موقع إلكتروني لا ينادي بمبادئها!.
على كل حال، غالبيتنا يعرف الديموقراطية حق المعرفة فلا أريد الإطالة بشرحها.
نأتي هنا لمناقشة التوجهات (الصميدعية) التي تتبناها الجماعة..
أولاً- بما يتعلق بالأمة الإسلامية: هل نستنتج من خلال هذا الطرح أن الجماعة ليس لديها أي مطالب أو غايات سياسية؟ وهل هي مكتفية بالمعتقد الديني فقط كما ذكر التعميم؟
إذا كان الجواب نعم فلا بد أن طرفاً ما لا يفقه شيئاً عن معنى كلمة (أمة) لأنه وبمجرد طرح فكرة الأمة فهذا يعني أن يكون هناك تاريخ مشترك ولغة مشتركة وقوانين مشتركة و..و.. وأرض مشتركة ذات حدود واضحة!. وما دام العاملين التاريخي والجغرافي موجودين فهذا يؤدي -حسب علم الرياضيات- إلى السياسة دون شك وإلى المطالبة بكيان خاص..
ثم، إذا كانت لا تمتلك مطالب سياسية مكتفية بالمعتقد الديني فلماذا تعتمد على برنامج وضعي وتنصرف عن القانون الرئيسي والمرجع الأوحد للدين الإسلامي (القرآن)؟!
ولنبتعد عن السياسة لأن هذه الكلمة ما زالت تربكني..
ثانياً- المرأة: لا أعلم لماذا عندما نتناول الحديث عن المرأة وكأننا نتناول (الكوسا محشي).. فهذا ينادي بوضع الفلفل في المرأة، عفواً (المرقة) وذلك لا يأكلها –الطبخة- إلا عندما تبرد وآخر ينادي بضغطها جيداً. وكذلك الأمر مع تلك المسكينة، المرأة.. لماذا بعض الناس لا يفهمون بأن هذا الكائن ليس للدراسة ولا تطبّق عليه النظريات والفرضيات والقوانين بمعزل عن الكائن الآخر –الرجل- ولا يحق لذلك الأخير تطبيق أي نص عليها بحجة أنها الضلع القاصر أو ما شابه.. وإن كانت تلك الجماعة تريد تطبيق قوانينها الخاصة على المرأة فلتأتِ، كما ذكر الزميل سحبان، ببينات من الذكر الحكيم والسنة الشريفة، بل من كل الشرائع السماوية والوضعية، تمنع بموجبها حق المرأة في العمل والتعلم والاختلاط بالرجال..
ألم تسمع تلك الجماعة بامرأة اسمها (نسيبة المازنية) التي كانت تختلط بالرجال في الغزوات لتداوي جراحهم، وهي التي داوت جرح رسول الله (ص) في غزوة أحد؟! ولم تسمع أيضاً بخولة بنت الأزور التي كانت تقاتل في جيش خالد وأبي عبيدة؟
عجيبة والله.. يعني الجماعة دارت ولفّت ولم تجد موضوعاً تلهي به نفسها غير (النسوان)!

ثالثاً- التلفاز: صراحة، جلّ ما قض مضجعي في برنامج تلك الجماعة هو الشيء المتعلق بالتلفزيون!.. "بالله عليكم يا (جماعة) يعني المرأة والتلفزيون مرّة واحدة! على الأقل اتركوا لنا خياراً من الاثنين"..
سآتي معهم هذه المرة وأرمي بالتلفاز على السقيفة.. ولكني كيف سأتفرج على البرامج الدينية الرائعة التي تطرحها القنوات الاسلامية كالمجد والنور والرسالة والعفاسي..إلخ؟ وكيف سأمتع نظري برؤية أجساد جنود الحلفاء الذين يقتلون في أفغانستان والعراق على يد جماعات الجهاد وغيرها على قناة الجزيرة؟!
وكيف سأمضي وقتي في الليل إذا لم أتفرج على قناة الـ(ناشيونال جيوغرافيك) أو الجزيرة الوثائقية.. والأهم من ذلك ماذا سأقول لأطفالي (المستقبليين) إذا أرادوا التفرج على الـ(سبيستون)؟
أقول لهم أن شباب الجماعة يقولون إنه حرام وإن الله سيضعنا في النار إذا تفرجنا، وأن التلفزيون هو نفسه (الأعور الدجال)!؟..
ومن باب (الفعل ورد الفعل) سيقوم أطفالي (المستقبليين) بإنشاء جماعة يكون برنامجها تحريض الناس على متابعة برامج التلفزيون وارتياد السينما والمسرح والدخول إلى المواقع الإباحية على الكمبيوتر.

في النهاية، وبعيداً عن الأسلوب الذي اتبعته في تعقيبي السابق فالحق يقال إن خطورة هذه المرحلة تستدعي منّا الحيطة والحذر والانتباه جيداً من اتخاذ أي قرار من حقه أن يجر على بلدنا الويلات، ولا أقصد هنا ذلك التعميم بالذات، فالمكتب المختص يعرف عمله جيداً أكثر مني ومن الكثيرين..لكننا لسنا بحاجة إلى جماعات تعيد إلى الذاكرة مرحلة يريد الجميع مسحها من كتب التاريخ ومن الذاكرة.





تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow