Alef Logo
الغرفة 13
              

بعد فضيحة بيع حنا مينة لمقتنياته منزل أبو خليل القباني مرحاض للعموم: كمالا قاسم العتمة

2009-11-20

ينطلق مبدأ الاستملاك الذي تقوم به الدولة لبعض المناطق من هدف يرجى منه الصالح العام: كفتح طريق أو بناء مدرسة أو مستشفى. وهذا الاستملاك يجب أن لا يتضرر منه البعض من أجل الصالح العام , لذلك يجب أن يتم تعويض المتضرر تعويضاً يوازي قيمة عقاره أو يفوقها، وذلك تقديراً للضرر النفسي الذي سيقع على الشخص نتيجه فقدانه لماضيه وتراثه واستقراره وجيرانه وكل ما تعود عليه.
وما سيعوضه أكثر هو رؤيته لما سيتم من فائدة على الآخرين وعلى البلد فيكون فخوراً بأنه كان في ذاك المكان.
وأحد هذه العقارات المستملكة هو عقار لأبي خليل القباني، رائد الحركة الفنية في سورية، وقد استملك منذ نحو خمس عشرة سنة من ضمن قرار صدر باستملاك منطقة زقاق الصخر في كيوان الواقعة خلف مشفى المواساة. استملكته وزارة السياحة وأُخلي ساكنو هذه المنطقة بالقوة. أعطي بعض ساكني هذه البيوت في ذلك الوقت بيوتاً أخرى، وأعطي بعضهم الآخر تعويضاً قدر بـ200 ألف، ليرة وحصل بعضهم الآخر على تعويض يقدر بنحو مليار ليرة حسب قول الساكنين. وقد حصل ورثة أبو خليل القباني على منزل في ذلك الوقت في منطقة الشاغور ولم يسكنوه بسبب وفاتهم. أما بيت أبو خليل المطل على نهر بردى وفرعيه (بانياس وقنوات) وعلى منطقة الربوة وجبل قاسيون فقد أغلق بالشمع الأحمر. واستطاع أحد أحفاده الموجود في سورية أن يأخذ إذناً لمدة يومين لكي يستطيع إخراج أغراض ذويه الشخصية منه. وحاول بعد ذلك أن يسترجع البيت، ولكنه داخ بين المحافظة ووزارة السياحة دون أن يحقق أي نتيجة. وبعد فترة وجيزة نهب البيت بعض اللصوص بعد أن كسروا الأبواب, ثم أخلو البيت من الأسقف الخشبية، ومن المنقوشات التي كانت تزينه، ومن السور الحديدي الذي كان يحيط به، والبحرة الرخامية وغيرها .. على الرغم من وجود مديرية تابعة لوزارة السياحة بجانب البيت. إلا أن البيت تحول إلى بقايا حيطان طينية مهدمة تداري خلفها من يريد أن يقضي حاجته وهو يتمتع بهذه المناظر الجميلة.
كل هذا ونحن نتكلم عن أبي خليل القباني كإنسان عادي من حقه وحق ورثته أن يستمتعوا بملكهما ما دام لم يتم التصرف به بأي شكل من الأشكال.. أما وإن أبا خليل هو من المؤسسين للمسرح فللحديث وقع آخر وأهمية كبرى. فهو فنان خلاق ومبدع ومناضل تعاون مع زميله إسكندر فرح وقاوم كل من أصيبوا بمرض الغيرة ولم يفهموه وحاولوا السخرية منه، ونشر هذا الفن في أعظم بلاد العالم كالقاهرة وتركيا وألمانيا وأمريكا. فكان أول من أسس لمسرح عربي وسوري. لذلك لا أستطيع أن أخفي استيائي واستياء كثير من المثقفين الذي يغارون على الوطن عندما أرى أن هذه القيمة الفنية قد أهملت ودمرت بمشاعر باردة، بينما كان من الممكن أن تدر مالاً وفيراً على السياحة، وتخلِّد أحد أعلام سورية.
وقبل أيام زار بعض مثقفي سورية وفنانيها هذه الأطلال، وعزفوا بعض الأغاني التي لحنها، وأضاؤوا الشموع عسى أن تضيء بنورها الطريق أمام المسؤولين إلى منزله.
وتناشد جموع المهتمين والفنانين والمثقفين وزارة السياحة ووزارة الثقافة ومحافظة مدينة دمشق ومديرية الآثار، أن يعيدوا بناء هذا البيت كما كان قبل أن يموت آخر أحفاد هذا العلامة، وتستفيد من ذاكرته البصرية في إعادته , وأن تجعله مسرحاً دائماً يعرض مسرحيات أبي خليل القباني بشكل دوري، فيصبح مزاراً للسائحين والمهتمين بالتراث وبالمسرح. وبذلك تفتح باباً لعمل الكثير من خريجي المعهد المسرحي وتحقق دخلاً سياحياً وثقافياً لسورية، وخاصة بعد أن حققت سورية نهضة فنية ثقافية جيدة في الآونة الأخيرة.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow