Alef Logo
الغرفة 13
              

الفشل الثقافي / تشرين وخليل صويلح نموذجاً ......

جوان تتر

خاص ألف

2009-12-11

عندما أقرَّت صحيفة تشرين السورية ( وبمبادرَةٍ فريدة من نوعها وما في مفردة فريدة من ندرَةٍ تُحيلُنَا إلى نوادر جحا ) تخصيص ملف أسبوعي يعنى بالثقافة والأدب تنفَّسنا الصعداء وقلنا أنه بات بمقدورنا الآن قراءة أصوات جديدة و تلمّس حركة جديدة جيدة تهتم بالفكر وتحرص على تقدمه في ظل انعدام ملحقٍ جادّْ أسوةً بالملاحق العربية الأخرى ( السفير الثقافي _ نوافذ _ الزمان _ وغيرها الكثير ) التي تمكّن من اكتشاف أصواتٍ جديدة تضيف شيئاً ما إلى المشهد الراهن , تحترمُ الكتابة الجادَّة وبعيدة عن العلاقات الشخصية التي تنخر جسد الثقافة الآن, فانعدام وجود صفحات سورية مهتمَّة تنشر تجاربَ شعرية قصصيَّة مسرحيَّة ..إلخ أمرٌ دفع أغلب الكُتَّاب السوريين لالتجاءٍ الى الصحف العربية الأخرى التي تحترم عمل الكاتب وما يريد الإفصاح عنه ( بمعزل عن الشللية الثقافية المقيتة كما هوَ الحال في سوريا ) وكانَ ذلكَ بحركة يأسٍ من القائمين على العمل في الصفحات الثقافية ضمن الصحف السوريَّة والذين يعتمدون على الوصفة العجيبة ( النص لصديقٍ يجالسني في جلسات( النميمة الثقافيَّة ) في مقهى الروضة وهو شاعرٌ ذو مقترح شعري نادر فلننشر له ) كثيراً ما قال خليل صويلح ( المشرف العام على الثقافة في سوريا وملف تشرين الثقافي ) وتفوه بهذه العبارة الأثيرة لديه ( مقترح شعري ) دون توضيح المُقْتَرَحْ المُراد اقتراحهُ خلالَ هذه الفوضى ؟ ,

كثيراً ما أرسلتُ بنصوصٍ لي ( لستُ أنا فقط وإنما العديد من الشعراء الشباب الذين يبحثون عن فرص نشرٍ محليَّة ليتسنى لهم الإنخراط في المشهد الشعري السوري الراهن وبالتالي يأخذوا حق التعرُّض للنقد البنَّاء والدلالة على مواطن الخطأ في كل تجربة ممّا يحقق الفائدة ) إلا أننا كنا نستغرب الرد ( هناك أزمة مواد وضغط) أية أزمة ؟؟!! والأسماء هيَ هيَ , الأسماء التي شاركت في العدد الماضي هي ذاتها المشاركة في العدد الذي يليه, و لعلَّ الأغرب من كل ذلك الزاوية التي كان يكتبها خليل صويلح في كل عدد والمليئة بالنصائح والكلام الفارغ الذي يندرج ضمن نعت

( التنظير ) أو ملء الفراغ الأبيض , خطط للتنمية الثقافية غريبٌ أمرها , خطط للنهوض بالرواية السوريَّة ولا أمل , خطط ومقترحات للكتابة الروائيَّة الجديدة دونَ قاعدة , المشكلة لا تكمن في المشهد الثقافي السوري والخطط الواجب تطبيقها , إنما في الشخص الذي يقترح , ما هوَ موقع خليل صويلح في الرواية السورية الحديثة ؟ أين هي رواياتهُ ؟ في الوقت الذي يكتب ضمنَ عمودٍ صحفي طوباويَّة لا تفعل شيئاً ولن تفعل عن ما يجب أن تكونَ عليه الرواية السوريَّة الحديثة ؟

استمر تشرين الثقافي في الصدور بأسماء ثابتة وليسَ هكذا فقط بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى نشر مادتين لانتفاء كُتَّاب المقالات في سوريا ربما !!! مع دعوات فاشلة من مثل : ( هذه دعوة للكتابة عن الكراسي من موقع شخصي أو سوسيولوجي أو .. أو .. ) من الأفضل

( هذا الإستنتاج بسيطٌ وواضح للعيان , ولكل من يريد التأكد ما عليه سوى أن يعثر على عددٍ من الملحق لا على التعيين ويرى بنفسهِ رداءة المواد المنشورة كملف ) أن يكون الإعلان كالتالي ( دعوة لكتابة موضوع إنشائي عن الكرسي مبيّنَاً مساوئ الجلوس لفترات طويلة مع الأخذ بعين الإعتبار آلام الظهر والعمود الفقري ) حيث المواد المنشورة تكون بمثابة تلقين من خليل صويلح ( اكتب عن هذا أو ذاك ) مع إقصاء كل ما لا ينسجم و موضوع الملف الذي يكون في كل مرة عن مفاهيم ضخمة لا تسعها تشرين ولا أي صحيفة عربيَّة على الإطلاق , إضافةً إلى اجترار القديم والتقليد الأعمى لصحفٍ تُشْهَدُ لها بالرزانة والإحترام ( السفير الثقافي على سبيل المثال ) ولكن التقليد هنا يكون فقط من ناحية ديكور وتصميم الصفحة دون الأخذ بعين الإعتبار جودة المادة وصلاحيتها للنشر , المهم هنا هو الشكل وليس المضمون, هذه المعضلة التي تتسبب كل يوم بكوارث لا أحد سيدرك فداحتها إلا بعد فوات الأوان .

تم إعفاء صويلح من مهمته بعد قصيدةٍ لشاعرٍ شاب, قيس مصطفى , الذي هو من بين حَامليْ ألوية الشعر في سوريا ( حسب رأي خليل صويلح ) هذهِ الألوية التي أتحفتنا بها لجنة جائزة الأمانة العامة لإحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية , طبعاً الرأي ( أعني الألوية ) الآنف الذكر هو رأي يخص ( لجنة التحكيم ) ولجنة التحكيم فقط ولا يجوز تعميمهُ كأمرٍ لا بدَّ من الإمتثال له , هنا يتبادر إلى الأذهان الحيرة التالية : هل من المعقول أن تكون سوريا ضامنة فقط تلك الأصوات والمقترحات الشعرية التي اختارتها اللجنة وهل انتبهوا إلى خطورة العبارة ( مقترح شعري ) !!!!!!!! ؟؟ غريب وأين كانوا هؤلاء قبل الإحتفالية ,إلا إذا كانت اللجنة ستدَّعي اكتشافَ هذه التجارب النادرة . ولماذا لم نكن نقرأ لتلك المقترحات ؟ , سؤال برسم اللجنة التي لم تفعل شيئاً خلال الاحتفالية سوى ارتكابَ الأخطاء الفادحة كما حصلَ في أنطولوجيا الشعر السوري على سبيل المثال لا الحصر ,

توقفت تشرين عن الصدور حيثُ أن القصيدة المنشورة للشاعر قيس مصطفى كانت تحوي مقاطع ( هرطوقيَّة ) كما وصفها أحدهم في مقالٍ منشور يروي قصة تسريح الضابط خليل صويلح من تشرين الثقافي , سيتفاخر قيس مصطفى بأن خليل صويلح أعفي من مهامهِ وأُغلق ملف تشرين الثقافي بسبب قصيدةٍ له , قصيدة لم تفعل شيئاً ولن تفعلَهُ مستقبلاً , هذه الطريقة تدعى بالطريقة السريعة للشهرة , طريقة الضجيج والإدّعاء , سيكتب قصيدة شَبِقَة و ( هرطوقيَّة )!!!!!! وسيخترع هوَ من يعارض القصيدة بدعوى أنها تسيء وتخدش الحياء العام لتبدأ فصول المسرحيَّة ويدافع قيس عن حرية الكتابة !!! ويعفى صويلح من مهامه وتقوم الدنيا ولا تقعد في ( خيالهم طبعاً وليس في الواقع ) فمن ذا الذي سيهتم لهكذا أمر في ظلّ انعدام فكرة الطفرة الشعريَّة أو المعجزة , ثم ليقول قيس مصطفى ( مدَّعياً ) ضرورة التخلَّص من العقول السلفيَّة الجامدة مُمْتَثِلَاً لمقولة ميشيل فوكو ذاتَ مرة ( عندما يتعلق الأمر بالكتابة دعونا أحراراً ) إلا أن قيس تناسى التضخم الأنوي لديهِ ولدى كل مقترح شعري جديد أكتشفه الشاعر والروائي خليل صويلح ولجنة تبنّي المقترحات الشعرية السوريَّة النادرة وترويضها لئلّا تنقرض كما هو حال كل شيء في الوسط الثقافي السوريّْ , إنها مهزلة فعلاً ولن تتوقَّف نَعي ذلك تماما لا بل وواثقونَ منه كما نَحْنُ على ثقَةٍ من المطر الذي يهطلُ ونراه من خلال النافذة الآن .

توقف تشرين الثقافي عن الصدور لتبدأ التواقيع على عرائض تُظهر خليل صويلح كمنقذٍ للثقافة السوريَّة ومانعها من التدهور مطالبَةً بإعادة صويلح إلى مكانهِ ليستمر في ( نشر قصائد جماعتهِ والتي من الأكيد لا علاقة لها , لا من قريب ولا من بعيد بجماعة الفرنسي أندريه بروتون طبعاً ) والموقِّعونَ _ بكل تأكيد _ أنصار خليل صويلح أو لنقل أتباعهُ الذين لا يُنْشَر لهم أبداً في غير صحف , وجدوا وكراً لهم وانتفى الوكرُ ليبدأوا بالصراخ لأجل عودتهِ سالماً وسلمى يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة !!!!!


إكتب عن الشيء المُسمَّى , هكذا يقول خليل صويلح , قاتلاً بذلك عناصرَ مهمَّة في جوهر الكتابة لتصل الى تشرين الثقافي مواد لا يمكن نشرها إلا في تشرين وتشرين فقط , الملف يشبه مؤسسة رسمية تفرض على الموظفين أفعال معينة وتمنع أخرى , أعني أمر إداري أو شيء من هذا القبيل , على مدار السنة ونصف السنة من عمر الملحق لم نقرأ اسماً جديداً في كل عدد بل نفس الأسماء التي وبقراءةٍ متأنية نكتشف ببساطة العُجَالة التي تمت بها الكتابة وهذا إن دل فإنه لا يدل سوى على أمرٍ واحد هو أن تلحق العدد قبل أن ينشَر , الملف قبل أن يُغْلَق ,وإذا حَصَلَ وانغلقَ الملف فإنَّ مصير المادَّة مجهول ( وأيُّ مجهولٍ ) كونها مادة لا تصلح للنشر سوى في تشرين .


إنه احتكارٌ من نوعٍ آخر , احتكار ثقافي , هناك نقطة مهمة بمثابة سؤال إلى خليل صويلح : هل يجوز نشر كتابات أصدقائك أتباعكْ فقط وإهمال الآخرين بدعوى أنهم أعداء لك ؟ ذلك أمرٌ غير جائز بالنسبة لمثقَّفٍ يتحفنا في زواياه الصحفيَّة بأوامرَ ومقترحات مانعة للتدهور الثقافي , ومن يراجع ملاحق الجريدة طوال سنة ونصف

( قبل حادث إغلاق الملف وإعفاء صويلح من مهامه ) يجد أن هناك أسماء تتكرر باستمرار وبصفحات كاملة وأولئكَ هم من مؤيدي تجربة خليل صويلح ( هذا إن كانَت ثمةَ تجربة يمكن الوقوف عندها والتأمّل فيها ). عادَ تشرين الثقافي باسمٍ جديد ( أبواب ) وبذات التشكيلة والأسماء التي تحتكر الهم الثقافي في سوريا _ بلدنا _ لكن كان من الرأفة أن يبقى محجوباً كي لا نعبرَ المكتبة بسرعةٍ وكأنَّ مجرماً يتبعنا ليقتلنا عندما نلمح ملحق ( أبواب ) مُتدلّيَاً كمشنوق .



××××






نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف


























تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

حُجُرَاتُ المَوتِ الأنيقَة

23-كانون الثاني-2021

حُجُرَاتُ المَوتِ الأنيقَة

29-أيلول-2018

أمجد ناصر... عين مفتوحة على تحوّلات العالم

17-حزيران-2017

كتاب: الخلاص أم الخراب؟.. سوريا على مفترق طرق

17-آذار-2015

ذلك السياجُ الملعون ـ كريستين وول / ترجمة

18-أيار-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow