Alef Logo
الغرفة 13
              

قِـحابٌ وقَــوّادون وجــوائزُ

سعدي يوسف

2009-12-25

الانحطاطُ السياســيّ الذي يَسِـمُ المشهدَ العامّ في منطقتنا العربية ( الشرق الأوسط بخاصّـةٍ ) ، أنتجَ تجـــلّياته " الثقافية " التي لابدّ منها .

لكنّ عليّ القول إن هذا الانحطاط لم يكنْ عمليةً طبيعيةً ناتجة عن ظروفٍ ذاتيةٍ في هذا المجتمع العربي أو ذاك.

هذا الانحطاطُ ، فُرِضَ فرضاً ، وبالقوة ، بل بالتدخل العسكريّ.

ليس ثمّتَ من أُمّـةٍ تختارُ انحطاطَها.

لكن الأمم قد تطرأ عليها ظروفٌ عســيرةٌ ، تَصْعُبُ مغالبتُها ، وربما استدامت تلك الظروف حتى لقد تبدو دائمةً أو كالدائمة . آنذاك ينشأ الخلْطُ بين الأصيل المتأصِّلِ والدخيلِ المتدخِّلِ. وهذا الخلطُ الذي قد يبلغ حدَّ التماهي بين الأصيل والدخيل هو نتيجُ زمنٍ متّصلٍ من محاولةِ إلغاء الهوية الوطنية ، زمنٍ قد يبلغ قرناً أو نحوَه ، كما جرى في الجزائرِ ( بعد الاحتلال الفرنسيّ )، وكما جرى في منطقتنا (منذ الحرب العالمية الأولى 1914- 1918) .

الآنَ ، وقد استتبَّ التحكُّمُ حتى صار حُكْـماً ، لم يَعُد المستعمِرون يستعمـلون الأساليبَ العتيقةَ ذاتـها التي طالَ ما استعملوها في السابق.

لم يعُد المستعمِر يحتاج إلى ضبّاط اتّصاله ، وعلمائه ( ماسينيون في الجزائر ) .

هؤلاء سيظلون في عاصمة المتروبول ، يراقبون المشهدَ ، ويوجِّهون .

المستعمِر ، الآن ، يعتمدُ عناصرَ محلّـيةً . هؤلاء هم قوّادوه وعواهرُه.

ولم يَعُد المستعمِر ينفق من ميزانيّته على برامج الاستحواذ الثقافيّ .

المستعمِر ، الآن، يستعملُ المواردَ المحليةَ للإنفاقِ على برامجه تلك. والذين عُيِّنوا حرّاساً على مناطق البترول ، بصفة حُكّامٍ وأمراءَ وشـيوخٍ ومَشايخ ، هم الذين يدفعون للقوّادين والقحاب.

يستولي هؤلاء القوادون والقحاب ، على تسعين بالمائة من الأموال المدفوعة ( كُلْفةَ إدارةٍ ، وفنادقَ ، ومطاعمَ ، وجــــيوبٍ مثقوبةٍ ، ومكافأةَ احتيالٍ متَّفَقٍ عليه ) ،ويدفعون العشرةَ بالمائة الباقية للفقراء والمساكين من مبدعي هذه الأمّة المخذولة ، المؤلَّـفةِ قلوبُهم ، في هيأةِ " جوائز " . ولسوفَ تدورُ معارِكُ ، متّفَقٌ عليها ، تضليلاً وعَمىً . السوقُ ؟ نعم . سوق النِّخاســةِ ؟ نعم !

ولأننا أُفقِرْنا ، لأنّ المستعمِرَ أنهكَنا ، ولأننا ضعافٌ ... نرانا نقول : نعم ! نعم للقحابِ والقوّادين ... مرحباً بهم في بيوتِنا الفقيرة !

لندن 22.12.2009













تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مسبقة الصنع

14-نيسان-2018

إيروتيكا / ابتداء وقصائد أخرى

24-شباط-2018

ثلاث قصائد

12-آب-2017

أيّ ربيعٍ عربيّ ؟

02-أيار-2011

مرثيّـةٌ للشيخ خزعل

25-آذار-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow