Alef Logo
ابداعات
              

النهر وقصائد أخرى

كرم عبدالمحسن

2010-01-27



خاص ألف

فيما كنت أهمُّ بالمغادرة.... صعقني ذلك المشهد

إنه رجلٌ يمشي على سطح الماء....

إنه يمشي وسط النهر وكأنه اعتاد القيام بذلك....

أم هي آثار ليلةٍ متعَبة ؟.. أتراه تجلٍّ إلهي؟

وهاهو شخصٌ آخر يلحق به...

بل هناك رجالٌ ونساءٌ آخرون ....

جاري ينضم إلى السائرين...

مديري في العمل....

إنها عائلتي ... أبي , أمي , والجميع ؟!...

جموعُ السائرين تستمرُ بالازدياد، حتى تكاد أن تغطي وجه النهر...

وجوهٌ أعرفها، وأخرى غريبة......

الملامح ذاتها ، والنظرة التي تستفز دهشتي....

لم يعبأ بي أحد .... لم أتجرأ على مناداة أحد....

فلأستجمع قواي للخطوة الأولى...

أغمض عيني , وأضع يميني / درأً للنحس ....

لم يحدث شيء...

أضع الأخرى وأتقدم ....

مازلت جافاً ...

…. لكنني أستمر بالسير مغمض العينين

.. ! أسير ... !أسير ... وأسير

… وهاأنذا وحيداً في قاع النهر

أقضي معظم وقتي في النظر إلى الأعلى ،

…. مراقباً أقداماً مازالت تسير على سطحه


الحصان


مرَّةً... وجد طفلٌ حصاناً معدنياً قرب بيتٍ مهدم

فأسرجه بحقيبته الجلدية ، وألجم رأسه بحزام الحقيبة

وامتطاه... ووجهه باتجاه الجنوب

أحكم قبضته اليسرى على اللجام

واستلَّ مسطرةً باليمين

ليعلن الحرب على المارد الفضي الذي اختطف ابنة الجيران

عبَر النهر الكبير... وهو يكبِّر

تسلق جبل الصخور القريب إلى قريته... وهو يكبِّر

وقطع رأس مدير المدرسة الذي يحرس باب المغارة ... فعلا تكبيره

وعندما واجه المارد المجرم تحرك حصانه قليلاً ودوَّى صوته

فتناثر الطفل مئاتٍ من الأطفال

وكان الخبر ... أن حصاناً عنقودياً قد غدر بصاحبه


وجــع


كان لي صديقٌ أدار الدنيا بين أصابعه ذات يوم

وصمم موسيقا لعشقٍ غير مألوف الهوية

عشقٌ أحمق بذكائه , طريفٌ بأوجاعه

ساذجٌ حتى وإن بدت عليه علامات النبوَّة

منحَ غيتاره سمة التطرف والنشوز مع من حاول اقتحام جنونه

لمشاركتهِ في عزفٍ لم ُيقدَّر له إلا أن يكون منفرداً بامتياز

أراد صياغة دينٍ جديدٍ على مقياس روحه

دينٌ يؤلِّه علامة ًموسيقيةً رسَّخت نفسها في آذاننا ردحاً من الزمن

فكان الاستماع إليها عبادةً صوفية الهوى تسقط السماء إلينا

لتشاركنا كأساً , أو ذكريات حبّ ٍمراهق .

بعد بضع سنين , وفي ليلةِ شتاءٍ باردة

صعد صديقي إلى سطحِ منزله ليثبِّت إبرة ( دشِّه ) التي حركتها الرياح الشديدة

لم يلحظ غيتاره الذي ألقاهُ منذ زمنٍ بعيدٍ على سطح المنزل

لكنه أيضاً ... لم يلحظني أنا حيث كنت جالساً وأنا أنظر إليه

وقد احتضنت الغيتار .


××××




نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف


































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow