للمقارنة بين قانوننا وقانون أمريكا ـ مثلاً- أنصح كل متابعي الأفلام حضور فيلم (law abiding citizen – مواطن ملتزم بالقانون) من بطولة (جيمي فوكس) و(جيرارد بتلر) بالرغم من أنني لست متابعاً لهذه النوعية من الأفلام.

سيتساءل البعض: ما هو الشيء الجديد في ما تطرحه الأفلام الهوليودية؟..

الإشكالية لا تتعلق بصناعة الفيلم أو بمكانه، بل بقدر ما تعتمد عليه من صور وحقائق معاشة في ذلك المجتمع الذي نسميه (غربي).

القصة تبدأ باغتصاب وقتل زوجة وطفلة بطل الفيلم من قبل قاتل معروف وكل الدلائل تؤكد ذلك بالإضافة إلى شهادة الزوج الذي نجا بأعجوبة من عملية القتل ورأى بأم عينيه عمليتي الاغتصاب والقتل. إلا أن القضاء الأمريكي برّأ المتهم من إدانة القتل وألصقها بشريكه الذي لم يشارك إلا بالسطو على المنزل، وذلك من خلال عقد صفقة معينة مع المدعي العام –رغم معرفة الأخير بصحة الإدانة- لكن القانون الأمريكي لا يكتفي بالظن والحسابات، وإنما بالأدلة المادية، أو بالاعتراف المقرون بالأدلة أيضاً (مثلنا فرد شكل).

والحال، فقد قام بطل الفيلم –الزوج- بتسخير كل إمكانياته كعبقري، للتمكن من الانتقام من قاتل عائلته والمتواطئين معه، تحت مظلّة القانون، دون أن يُجرَّم. وفي النهاية لم يبق لدى القضاء سبيل سوى التخلص من الزوج في زنزانته المنفردة، وبالقانون طبعاً! ..

أستغرب من الوسائل التي يتبعها الغرب في تحقيقاتهم والتساهل مع المذنبين! لماذا لا يستفيدوا من التجارب الشرقية في ذلك؟ خاصة وأنهم –الغرب- يمتلكون أضخم أجهزة للاستخبارات والعلاقات في العالم.. فعلاً إن القانون الغربي غبي جداً وضحل جداً.. كان يكفيه سهرة واحدة –في فرع الأمن الجنائي مثلاً- مع المتهم حتى يعترف بأنه قاتل ابنته وجدها وحفيدها بلا أدلّة مادية أو معنوية فقط إذا استفاد من وسائلنا في استخراج واستخلاص الاعترافات!

هناك، في أمريكا، يمكنك استخدام ذكاءك –كما فعل بطل الفيلم- في تخليص نفسك من أكبر الورطات المحيطة بك إن كنت مذنباً. أما هنا فلن تستطيع بذكائك ولا بذكاء غيرك تخليص نفسك إن كنت بريئاً.. وبصفقة أو بدونها مع ممثلي العدالة!!

مرة أخرى أنصح الجميع بحضور هذا الفيلم لأنه يثبت دون مجال للشك بأن طرقنا في إدانة المتّهم أبرع وأسرع بكثير من طرق بلاد منتجي ذلك الفيلم، ولأنه يجعلك تتأمل قليلاً ما تعنيه قيمة الكائن البشري في كلتا الحالتين (الإدانة والبراءة).

×××××

×××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف