Alef Logo
الآن هنا
              

ردود فعل على البيان التأسيسي لرابطة العقلانيين العرب ـ التحرير

ألف

2007-12-23

ردان على البيان التأسيسي لرابطة العقلانيين العرب:واحد صدر عن شخص من الداخل أي ممن حضروا المؤتمر وهو السيدة دلال البزرة والثاني وصلته المعلمومة بعد أن انتهى كل شيء عن طريق الإيميل وأعلم ككثيرين غيره أن رابطة العقلانيين العرب قد أسست وهو الدكتور زياد منى .
الردان يحملان توجسات.. إن لم نقل اتهامات فالثاني يحمل الكثير من الاتهامات .. ولا شك أن كثيرين ممن قرؤوا البيان التأسيسي لهم شكوك عديدة ومختلفة ومتنوعة لهذا .. ولكي نكون في الاتجاه الصحيح .. نفتح الباب لمن يرغب في نقاش البيان أو نقاش الفكرة من الأساس ..أي فكرة أن تقرر فئة محددة من الناس أنها ستؤسس شيئا اسمه رابطة للعقلانيين العرب هذا التعميم هل هو حق لها؟؟ أما كان الأجدر بها أن تسمي رابطة العقلانيين فقط دون هذا التحديد
الذي شمل كل العقلانيين العرب دون استشارتهم .. ودون أخذ رأيهم .. ودون حتى وجودهم .
هي عادتنا لن نتخلى عنا .. وما فعلوه .. سبقهم إليه معمر القذافي وعدد كبير من الدول العربية فهم يدعون وفودا .. ويلقون محاضرات فيما نص البيان النهائي صادر ومطبوع قبل توجيه الدعوات .
هذه فسحة .. وفسحة واسعة للنقاش هنا على صفحات ألف ليبدي كل منا رأيه وليقل كل منا ما يريد قوله بصراحة .. ربما استطعنا تعديل البيان أو القبول به كما هو ولكن بعد أن نتناقش ونتحاور
ألف

نقاش لم يحصل في المؤتمر الأول لـ»رابطة العقلانيين العرب» ــ دلال البزري

«رابطة العقلانيين العرب» عقدت «مؤتمرها الأول» في باريس أواخر الشهر الماضي، فكان لقاء بين عقول متفاهمة متضامنة سلفاً. لذلك ربما لم يكن مطلوبا من المدعوين أوراقاً معدّة بهدوء؛ ولا من المنظّمين «خلفيات» مصاغة بمنهجية أو نظام. ماذا نناقش اذاً؟ أسال قبل المؤتمر. هناك عناوين جلسات. هذه لا تقول شيئاً. ولكن الفضول يغلب...
«عناوين الجلسات» هذه لم تكن مطابقة لواقعها المفترض. واليومان ونصف اليوم التي أمضيناها كـ»مؤتمرِين» كانت عبارة عن تداعٍ غير منظم للأفكار والهواجس. ما من خيط منظم لها؛ اللهم الا الايمان بالعقلانية. ولا حتى محاضرة تكون إطارا للنقاش او التعقيب او النقد...
فقط، في الجلسة الاخيرة، قفز «بيان تأسيسي» صادر عن الرابطة، وتحته عنوان مصغّر «من اجل ثقافة نقدية علمانية». البيان قُرئ على عجل، و»نوقش» على أعجل. لم يشفع للمؤتمر مشاركة اساطين الفكر النقدي العقلاني امثال عزيز العظمة وصادق جلال العظم والعفيف الاخضر وجورج طرابيشي. لم يعمل تواجدهم على الباس المؤتمر الجدّة أو الابتكار او مجرد قليل من الصحو في غيوم الافكار.
اثناء الجلسات كلها كان الكلام يتطاير في الهواء. التداعي نفسه للأفكار، التداعي نفسه للاجابات. والاساطين بدت وظيفتهم اضفاء هيبة فكرية و»تنظيمية» على الانفار من الاعضاء. سألتُ احدهم، اذ شعرتُ بسؤ تفاهم، وبغربة ايضا: «ولكن... لماذا دعيتُ الى هذا المؤتمر؟». فأجاب: «كتاباتك عن الاسلامية السياسية»...
ومبعث الغربة ان المناخ الذي بثه المؤتمر لا يعود الى فوضاه وتشوّشه فحسب. بل ايضا الى «الايمانية العقلانية». وهي مصدر التشدّد بامتياز. كانت هناك ثلاث نقاط اساسية، هي االتي كوّنت هذا المناخ. جرت محاولات لمناقشتها اثناء جلسات المؤتمر. والتجاوب القليل معها كان سريعا او مغمْغماً. والبيان «التأسيسي» للرابطة اكد على هذه النقاط. واذا قرأتَه جيدا وقرأتَ معه محاضر الجلسات، فسوف تجد تناغما بينها، حول النقاط الثلاث تحديداً. ويمكن تلخيصها بالتالي:
اولا، من الصعب على أي كان أن يسمي نفسه «العقلاني» دون الباقين، خاصة اذا كان مجال «عقلانيته» هو المجال العام، أي يخص جميع الناس. فصفة «العقلاني» المنسوبة الى النفس تنطوي على نفيَين: نفي العقل عن غيرك. ونفي تبيّن الحقيقة في «عقل» غيرك. اذ تنفي عنه العقل، تضفي على نفسك اوتوماتيكيا لقب المحتكر الحصري للحقيقة. وهذه صفة تجدها لدى اشد خصوم «العقلانيين»: الاسلاميين الذين لا ينطقون بغير الحقيقة الابدية. لدى السؤال عن اسم الرابطة، «العقلانيين» خصوصاً، ومحاولة مناقشته، تأتي الاجابة من الاساطين بان الاسم لا نستطيع تغييره. لكن أحدهم من «جماهير» المؤتمر اقترح تسمية «الرابطة العلمانية». فكان الجواب لا ايضا... اما في الكواليس، فالعلمانية سيئة السمعة وإن كان يقال لك «انت مؤمن ام علماني؟» أو «انت مع شرع الله او مع شرع الانسان؟» الخ... وهذا ما يعني ربما: الخشية من فقدان قاعدة قُرّاء تتآكل بفعل النمو الفطري للتشدّد الديني... إذاً كأنك بصدد تأسيس حزب سياسي لا رابطة ثقافية فكرية ذات منحى فلسفي.
النقطة الثانية مرتبطة بالاولى. ولها علاقة برؤية الرابطة العقلانية للتطرف الاصولي وبعدم رؤية اي شيء آخر غيره. ايضا في الجلسات كان هناك تساؤل ملح عن السبب الذي يجعل الرابطة منكبّة النظر على الاصولية الدينية فحسب. التلميحات كانت هي الاجابات: ان «من الضروري فصل الاستبداد الديني عن الاستبداد السياسي». او من اننا «زهقنا من نقد الانظمة العربية»؛ زهق من «النقد»؟ ام من الهجاء الفارغ؟ ام من الاغراق المتعمّد في العموميات؟ ام من توظيف الكليشيهات المكرّرة خدمة لنفس الاستبداد والتسلّط اللذين نتوق الى الانعتاق منهما.
لكن أهم ما في المناخ الذي نقله البيان «التأسيسي» هو اختيار حزيران 1967 مجرد محطة مجردة: كأن قبلها شيء، وبعدها شيء آخر: الصعود الاصولي وحده الفاعل فيها. كان نائما او غافيا، فصعدَ، هكذا... لا مكونات من فوفه او تحته او على جنباته؛ فتتبخّر بذلك السلطات الحاكمة، ويمّحي دورها في مرافقة هذا الصعود الاسلامي، في قمعه وتنميته، في التفاعل معه الى حد التشابه... في الاسلمة عن طريق المزايدة، التي قد تكون وراء استمرارية العهود الماقبل حزيرانية نفسها في مواقع القرار...الخ. كل ما لاحظه الكتّاب هو «التراجع المتصاعد لدور المثقف النقدي». تلك كانت الخسارة الجديرة بالتسجيل نتيجة الصعود الديني. خيط النرجسية العقيم، وحده هو الواضح في هذا «الفكر».
والبيان يؤكد ويشدد على الصفة «العقلانية». فالحاصل بنظره الآن ان «اللاعقلانية معمّمة». والمنتَظر ظهور الفرسان العقلانيين الذين «يفسرون الخراب العربي بادوات عقلانية» ويعيدون الاعتبار الى «الثقافة النقدية»، بحيث نبلغ مجتمعا «منعتقاً من العموميات الايديولوجية اللاعقلانية». والمفاد ان العقلانيين العرب حدّدوا العلة («التطرف الديني»)، واوجدوا وسيلة العلاج): «العقل». اي عقل؟ تحب ان تسأل. العقل السالف النهضوي، الاوروبي اساسا ومن ثم العربي.
ببعض العناء الفكري استطاع البيان ان يصيغ ما تمثله «العقلانية» التي تقول بها رابطته. انها «مطلب مركزي من مطالب الحداثة التي تقوم (...) على العلمانية والمجتمع المدني ودولة القانون وحقوق المواطنة». «مطالب»؟ و»عقلانية»؟ كيف تكون للعقلانية مطالب؟ واية مطالب؟ مطالب السواد الاعظم من الذين تتميز عنهم؟ أم مطالبها الخاصة بصفتها صاحبة العقل؟
النقطة الاخيرة. تتعلق بالعلمانية. ساد في الجلسات ايضا «جو» عام، قوامه ان «العلمانية هي الحل»، بعد وضع «العقلانية» في المرتبة الرمزية الدلالية التي تستحقها في هكذا حالة.
قيل بأن العلمانية قد لا تكون بالضرورة ديموقراطية هي ايضا بدورها. انظر مثلا الى البعث والجيش التركي والسوفيات... «مستحيل!» يكون الجواب؛ كل هذه انما ليست «علمانية حقيقية». على غرار «هذا ليس اسلاما حقيقيا!»، او «هذه ليست اشتراكية حقيقية!». والعقلاني العلماني يكاد يقول، مكرّرا لازمات اصحاب الحلول الجاهزة والقوية من اسلاميين خصوصا: ان «العلمانية الحقيقية» سوف تأتي على يديه. والبيان «التأسيسي» لم يقلّ ربطا تلقائيا بين العلمانية والديموقراطية. اذ يعتبر العلمانية «سيرورة اجتماعية متصاعدة غايتها فرد مستقل قادر على التفكير ومجتمع ديموقراطي».
ان فصل الدين عن الدولة، اي العلمانية، قاعدة من قواعد الديموقراطية. واذا ما اقترنت بالاستبداد والشوفينية تتهدّم هذه القاعدة. وقد لا تكون سيرورتها على نفس الخط البياني الذي رسمته لها الاقدار الاوروبية الأولى.... فمهلا يا اخوان. العقل يفترض، ايضا، بان الترسيمات التجريدية التي «ينقلها» عن الواقع قد تكون مجرد كاريكاتور عنه. وليس قراءة دقيقة مركّبة له... قراءة مربكة جدا.

دلال البزري الحياة - 23/12/07//

العقلانيّة الغائبة في بيان «رابطة العقلانيّين العرب» ــ زياد منى
فوجئت أخيراً، كما كثير غيري من الزملاء، بتسلم رسالة إلكترونية تحوي إعلانًا عن انعقاد «مؤتمر العقلانيين العرب» في باريس في شهر تشرين الثاني المنصرم، وصدور ورقة تأسيسية تمخّضت عنه تُعلِن ولادة (رابطة العقلانيين العرب).
نحن بالطبع لسنا ضد إحكام العقل، بل نطالب بذلك ونعمل من أجله، في مجالات الحياة، جميعها. ولأننا مع إحكام العقل نجد لزاماً علينا إخضاع هذا الإعلان للفحص الدقيق، لكن طبعاً من دون إيلائه أي أهمية تتجاوز حجمه الحقيقي المحدود للغاية.
لعل أول ما يلاحظه المرء هو ذكر أسماء الداعين للقاء (صادق العظم، جورج طرابيشي، عزيز العظمة، رجاء بن سلامة، محمد الهوني)، إضافة إلى مجموعة من المثقفين العرب لم يجد كاتبو البيان أن أسماءهم تستحق ذكرها!! وفيما يعرف المثقف العربي بعض الأسماء يتعجب لوجود أخرى، وخاصة عندما لا نعثر في المكتبة العربية على أثر لإبداعاتهم المفترضة.
وللعلم، فإن بعض المؤسسين هم من الماركسيين ـــــ اللينينيين السابقين، أو التائبين. لا ندري إن أعلن أحد منهم جهاراً إفلاس الفكر الماركسي ـــــ اللينيني الذي كان يتباهى به ليلاً نهاراً، أم أنه لا يعدُّ مسألة إعلان موته قضية تستحق الوقوف عندها، مع أن أحد «المؤسسين» أعلن أكثر من مرة أنه مع «اقتصاد السوق» و«العولمة» ... إلخ، لكن من دون ذكر أسباب «ارتداده» عنه.
طبعًا، لكل شخص الحق في اختيار الفكر الذي يناسبه ويريحه شخصياً، وهذا حق مكتسب مع الحياة ولا دخل لأي كان في ذلك، وهو ليس منّة من أحد. لكن حتى يكون لذلك «الارتداد» قيمة علمية، لا تماشيًا مع الموضة السائدة، فسيكون من المفيد لهم ولصدقيّتهم، شرح سبب التراجع عن أفكارهم السابقة من منطلقات علمية، وخاصة أنهم، جميعهم كانوا يقدمون «أرضيات علمية صلبة» لإيمانهم السابق.
إضافة إلى ذلك، من الصعب إقناعنا بعقلانية منهج عضو مؤسس في (رابطة العقلانيين العرب) يتباهي في سيرته العلمية بحصوله على جائزة من قسم لاهوت جامعة ألمانية محافظة والحرص على وضعها في سيرته العلمية. هل صدَّق قسم لاهوت مسيحي محافظ «علمانية» الكاتب المزعومة. كلا بكل تأكيد!.
كما إنه من غير الممكن إقناعنا بأن أحد مؤسسي النادي العتيد، الذي انتقد منتقدي رواية آيات شيطانية للهندي سلمان رشدي من دون أن يقرأها، وأنا كنت أيضاً من منتقديهم، كان مصيباً وعقلانياً حين وقف ضد أقوال بحق الكاتب السوري سعد الله ونّوس نُسبت إلى رئيس اتحاد الكتّاب العرب (سوريا)، وصرح في المقالة ذاتها... نعم نعم ... بأنه لم يقرأها!!!. أيّ عقلانية هذه؟!.
سنكتفي بهذا المقدار الآن
من ناحية أخرى، نجد في اسم الرابطة هذه، أي: رابطة العقلانيين العرب، احتكاراً للعلم والعقلانية والمعرفة!. ألا يوحي هذا الاسم بعدم الاعتراف بأي عقلانيين عرب خارج الرابطة العتيدة. كان يمكن اختيار اسم تعريفي آخر، لكن التمسك بألف لام التعريف يعكس محاولة فرض وصاية، أو استعادتها، عملاً بمقولة: أسيادكم في الجاهلية أسيادكم في الإسلام!!!.
ثم ألا يوحي اسم الرابطة هذا، التي خصصت القسم الأكبر من بيانها للهجوم على الحركات الإسلامية دون غيرها، أيضاً بأن الفكر الإسلامي غير عاقل؟ لكن ألم يتمكن حزب الله، الديني بامتياز، من التصدي بنجاح منقطع النظير للعدو الصهيوني لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، بسبب اعتماده على أدوات حداثية من تنظيم وتخطيط وتدريب ومقدرة ... إلخ، أذهلت الأعداء وأربكت خططهم ومؤامراتهم؟
الجوانب المفجعة في البيان تلاحق القارئ في كل سطر من أسطره. أكثر ما أذهلنا فيه السطحية الفجة في نظرته إلى الأمور، يجعله أقرب إلى إعلان وصفة طبية مناسبة لكل الأمراض، أو حتى ولادة تنظيم شبابي منه إلى بيان صادر عن «العقلانيين العرب» حيث يكتفي بتكرار مملّ للديباجات المعروفة.
فلنا الحق، كمواطنين مفجوعين بما آلت إليه أحوال الأمة العربية والقضايا الوطنية والقومية، في توقع تحليل أنثروبولوجي ـــــ فلسفي عميق يشرح ارتباط الاجتماعي بالوطني والقومي، والداخلي بالخارجي، بدلاً من اجترار الشعارات النمطية المملة.
كما من حقنا توقع قراءة نقد ذاتي للقوى التي ساهمت، إما عن جهل وحماسة، أو عن سابق إصرار وتصميم، على ما وصلنا إليه من أحوال مزرية. وبما أن معظم المشاركين في تأسيس المنتدى هم من «اليسار العربي» الماركسي ـــــ اللينيني، فمن حقنا أن نتوقع منهم نقداً ذاتياً علمياً لدربهم السابق، أفراداً وجماعات، وأيضاً لأسباب تحولهم إلى تبني أفكار (الليبرالية الجديدة)، هذا إن أرادوا أن يضفوا أي صدقية على توجههم الجديد حتى لا يغالبنا الظن بأن أصحاب هذا البيان، بمجموعهم، يحاولون استعادة مواقع ليس إلا. وكأنه يجب علينا قبولهم كأشخاص أوصياء علينا كنوع من القدر المحتوم، حتى بعدما انتهت صلاحية أفكارهم التأسيسية.
لقد حاولنا العثور في البيان عن بصيص نور فما وجدناه، ولا حتى بالإشارة ولو من بعيد. لم نعثر في البيان العتيد على أي إشارة إلى الدور التخريبي الذي تمارسه الإمبريالية الأميركية والدول الغربية، وإن بنسب متفاوتة، فرادى ومجتمعة، في دعم القوى اللاعقلانية في بلادنا، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً وفكرياً واجتماعياً ... إلخ. إن وطننا العربي جزء من هذا العالم، يتأثر به ويتفاعل معه، ولأن الشعوب العربية أسيرة ومرهونة، ولأن ما يسمى (النظام العربي) ولد في دهاليز وزارات خارجية ومراكز مخابرات الدول العظمي التي تسهر على حمايته صبحاً وعشيةً، وهي التي تتحكم في كل تفاصيله إلى يومنا هذا، فسيكون من التعسف إهمال التأثير الخارجي في مسار تطوره الروحي والمادي، طبعاً من دون إهمال العوامل الذاتية وثيقة الارتباط به.
لكن الفجيعة تصل إلى ذروتها في تجاهل البيان قضية العرب المركزية، قضية فلسطين والدور التآمري الذي تمارسه الرجعية العربية في محاولة تصفيتها لمصلحة تحالف خبيث وشيطاني مع العدو الصهيوني أساسه التخلي عن فلسطين، وهي القضية التي استخدمها كثر من «المفكرين» مطيّة للصعود سياسياً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. لا يمكننا مغالبة الشعور بأن بعضهم على الأقل، إن لم يكن أكثرهم، استخدموا القضية الوطنية الفلسطينية للتسلق والظهور، وعندما مال الميزان، على ما يتوهمون، لمصلحة التخلي عنها وللتطبيع مع العدو، أيضاً نفضوا أيديهم منها وتخلّوا عنها، وتسلقوا شعارات الليبرالية الجديدة أيضاً بهدف استعادة مواقع توهموا أنهم كانوا قادتها أو مؤثرين فيها. كما إننا لا نعثر في البيان على أي كلمة في ذلك البيان تبيّن موقف الموقعين عليه من احتلال العراق وأفغانستان والصومال ... إلخ. نقول هذا لعلمنا بأن بعض الموقّعين يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن «تحرير العراق»، وكنتُ شاهداً شخصياً على ذلك وقد اضطر للتفصيل مستقبلاً. متى كتب أيّ من هؤلاء المفكرين مقالة ضد العدو الإسرائيلي وضد الصهيونية وضد احتلال العراق وأفغانستان و و و؟
إن هذا التجاهل لقضايا تمسّ الوجود العربي من أساسه وتشكل همّ الإنسان العربي الأول، ليس تقصيراً أو حدث سهواً، وإنما قصدي يشير إلى توجه المنتدى العتيد مستقبلاً. فهل هذا سبب تجاهل البيان إعلام القراء بمصدر تمويل هذه الرابطة لأن المموّل هو الذي سيقرر توجهها!!.
لهذه الأسباب جميعها، وغيرها، والتي لا تغيب عن ذهن المثقف العربي، نرفع البطاقة الحمراء في وجه هذه الرابطة واللاعبين الجدد ـــــ القدامى، ونقول لهم: لقد انتهى عصر الوصاية على العقول.
.زياد منى جريدة الأخبار 22/12/2007












تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow