Alef Logo
المرصد الصحفي
              

فقهاء "اتّحاد الكتّاب العرب" يعلنون فتاويهم!

نبيل الملحم

2010-03-27

اتحاد الكتاب العرب في سوريا أطلق بيانه الأول.. في بيانه، تخطى فصائل المقاومة بمنوّعاتها من "حزب الله" الى "حماس"، وبطبيعة الحال تجاوز أحمد جبريل، وتجاوز النظام العربي برمّته، كما تجاوز شعار بلاده : "السلام كخيار استرتيجي" الى حدود ازالة اسرائيل من الخارطة، بعد أن أكد أنّ : "فلسطين عربية"، وأنّ "الكيان الصهيوني مصطنع"، وأنّ "الصراع معه صراع وجود"، "، وذلك هو "الوسيلة الوحيدة الممكنة حتى زوال هذا الكيان".

لاحظوا معنا : "الوسيلة الوحيدة"، مايعني، بالتالي، أنّ جميع جولات المفاوضات من "مدريد" الى "واي بلانتيشن" لعب بالوقت، أو أن خيار بلاده للسلام خيار خاطئ، وعلى "اتحاد الكتاب" تصحيح هذا الخطإ، والانتظام في حملات متطوّعين لممارسة الحزام الناسف بعد ممارسته الأدب المقاوم.

بيان "اتحاد الكتاب" لم يأت بعد تقديم الاتحاد سلسلة من الشهداء :" على دروب الحرية والنصر"، فجزء كبير من المنتظمين فيه تهرّبوا من الجندية، ولم يسبق لهم أن تطوعوا في العمل الفدائي، بمن فيهم جيل الستينيات الذين كان درب المقاومة سالكا أمامهم (أقلّه حين كانت منظمة التحرير الفلسطينية). والاتحاد ذاته لم ينجب حتى اللحظة أدبا مقاوما بمستوى ماأنتجه درويش أو القاسم.

وحين يتبرّأ الاتحاد من الجنس والسياسة، كما من (الهرولة) الى التطبيع، يتحوّل الى مجموعة من فقهاء الفتاوى والمفتين. وآخر فتاويه تذهب الى تخوين من يشارك في مسابقات كتلك المسماة باسم نجيب محفوظ، أو المسماة بجائزة "البوكر". ولابدّ أنه في طريقه الفقهي الجديد، يذهب نحو التأكيد على أنّ : "جسد جمانا حداد"، رذيلة، والى تحريم الأعمال الروائية التي تتناول:" الجنس/ الاقليات/ الطوائف والاثنيات/ قمع المرأة/ ظلامية الفكر الديني ومخاطره/ عيوب المجتمعات العربية على اختلافها"، فيما كان لابدّ على الروائيين من إعمال خيالهم الخلاق في : " الموعظة الحسنة/ والارشاد المدرسي/ والتاكيد على المواطن الصالح"، والصالح هنا لن يكون صالحا إلا اذا مهر بخاتم اتحاد الكتاب، ليخرج بعدها معقما ونظيفا من كلّ الشوائب السابقة، خصوصا نقد الدين ونقد الجنس والتقاط عيوب المحيط المعيش، وكلّه في بيان واحد، اقترحه اتحاد الكتاب على الكتاب الصالحين والمارقين بآن واحد، وبطبيعة الحال بعد تأكيده على هوية مانحي الجوائز الأدبية الملوثين بالصهيونية من مثل جائزتي نجيب محفوظ و"البوكر"، لتبقى جائزة واحدة جديرة بالاحترام هي جائزة اتحاد الفلاحين غير المعلن عنها بعد، والتي لابدّ من اعلانها لتشكل اغراء للكتاب السوريين، فيعودون اثر اغراءاتها الى الطريق (القويم). والأكيد أنّ المتسابقين إليها سيكونون خالين من الجنس والصراع الطبقي، وسيعبدون الطريق الى (التحرير) صعودا على مصفحّات اتحاد الكتاب وقد طرد منه ، أو همّش فيه، أو "طفش" عن حضرته أكثر الأسماء السورية احتراما من مثل الطيب تيزيني (وهو رجل إصلاحي)، أو نايف بلوز (وخلت جنازته من نعي باسم اتحاد الكتاب)، أو عادل العوا، أو صادق جلال العظم، وهكذا الحال مع أدونيس، الذي بات عليه طلب المغفرة من حسن حميد ليعود مواطنا صالحا، وربما شاعرا او ناثرا للبيانات التي تؤكد : " موت الخيال"!

بيان اتحاد الكتاب السوريّين تجاوز أكثر ليتهم مؤسّسات إعلامية بعينها، ويشير إلى أنّها مضت، غفلة، في طريق التطبيع مع اسرائيل، ومنها صحيفة "تشرين" الحكومية، ربّما لتعاونها مع موقع "كيكا" الإلكتروني وبسبب كتابها الشهري. والجريدة، ووفق كلّ المعايير، هي من الجرائد الأولى التي تلبي احتياجات الخط السياسي لبلادها!

أما الاتهامات للكتاب السوريين "المطبعين" فكانت صريحة وواضحة ولا تحتمل الغموض. وتجاوزت الاتهامات المشاركين في جوائز أدبية، لتطال كل من يكتب بالجنس أو حول الاقليات أو عيوب المجتمعات العربية.

عن موقع الأوان









تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أن تكون سوريّا

05-تشرين الأول-2019

لقاء مع الأديبة إكرام انطاكي

14-تشرين الأول-2017

أن تكون سوريّا

09-أيلول-2017

فصل من رواية / جو .. راقص فوق الحلبة

13-حزيران-2010

رفيق فهد .. كيف حال الآخرة

30-أيار-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow