Alef Logo
يوميات
              

بين "خْيار" فياض و " خَيارات " الأمة

نبيل الملحم

خاص ألف

2010-04-09



نبيل فياض، أنزل الجمل عن السقيفة، ولكنه لم يتفرغ للطبابة والدواء، بقدر ماراح الى (هتك) الاقتصاد الوطني، عبر الترويج للمنتجات الصينية، خصوصا تلك المنافسة (للخيار)، وربما (الموز)، وكل ما يشبه ما حمل آدم في رحلته من الحضرة الالهية الى حاضرات البشر.
وكي لا يتوه القارئ في متاهتنا، استورد الرجل، وعبر شركة مملوكة له، ومقراتها متعددة الجنسيات، مجموعة من المنتجات الصينية، المولدة للرغبة الضائعة، ومحفزة للرغبة القائمة، وضالعة في اختراع رغبات ربما اكتشفها الأشقاء الصينيون، أقلها، بعيونهم المغمضة وفضاءاتهم المفتوحة.
لمزيد من التفاصيل الضرورية (وهذا اعلان مجاني لمنتجات فياض صن شناو) فمن المنتجات الصينية، مايدفع النساء الى اللهب، وفيها مايدفع الرجال الى ذات الجهة، وفي كل مااستورده صديقنا المفكر، الأكثر ضراوة في مواجهة الأصوليين بتنويعاتهم، حث متصل على الزيادات السكانية، نقلا عن الصينيين الذين بلغ تعدادهم ربع الكرة الارضية، مع ان الراحل الرفيق ماوتسي تونغ، كان أطلق ذات يوم ثورته الثقافية، وهي ثورة طالما أحصت مفردات الذكورة ومزقتها، وطالما أكدت على زهد البروليتاريا الثورية وعذريتها، فالرفيق للرفيقة أخ لأخته، ووحده الرفيق الأمين العام ، وحده الآب وربما الابن، ولامكانة للروح القدس بينهما، فالثورة اياها، طالما اعتبرت الجنس فعلا امبرياليا، لابد من ايقاف مداه ومده، وتقويض معداته وعدده، ومع ذلك اختلس الصينيون الكثير من الليل ليبزغوا نهارا ممتلئا بأطفال يجوبون بكين العاصمة ويصعدون سورها، ومن بعدها يصيرون البشرية المنافسة لمجاميع البشرية القابعة في القارات الاربع هذا اذا ماأغفلنا القارة الخامسة المسماة أوقيانوسيا.
فياض هنا، يدخل الى العاصمة السورية ثورة ثالثة، وبطبيعة الحال فالاولى كانت ثورة الاستقلال، والثانية ثورة آذار وهي ثورة بمواجهة الاقطاع والرجعية، وهذه هي الثورة الثالثة تأتينا من صحراء جيرود، حيث أقدم ثلاثة شبان على اغتصاب مؤذن ضرير لابد وأنه بكّر في طلب الرحمة، وحصدها، فيما بقية الأهالي يتوافدون لنيل المنتجات الصينية من الأعشاب والمنشطات ذات التأثير المزدوج وعلى كلا الجنسين ذكرا وأنثى، وهي منتجات شكى منها باعة الخضار في جيرود وتلالها، مع مارافق حضورها من منافسة غير متكافئة مابين (خيار) المنطقة وخياراتها، والفارق الفعلي مابين (الخيار) و (الخيارات) يتجاوز اللغة، فالأول منتج طبيعي ينتمي الى الخضار وتتعدد استخداماته، فيما الثانية تتصل بالأمة في بحثها عن اراداتها، وفي الفارق مابين المتشابه لغويا، مسافة طويلة في التاريخ، فللأولى مكانتها التاريخية المستقلة عن ارادات البشرية، أما الثانية فمهجورة منذ ان ولدت الدولة ، أقله في شقها الفولاذي المتفرغ لشؤون صوت المعركة، وهي دولة فهمها واحد وحده من كل الخليقة المبسوطة في هذه المعمورة وهي دولة جورج اورويل، رجل الهمسات النابتة من (أسرّة) نومنا.. همسات تؤكد الشرط الضروري لصلاحية مواطنيتنا.
الثورة الثالثة، في معطياتها (الفياضية) تعمل على أساس الأرض المحروقة، فالمتوافدات من نساء البلد الى صيدليته، يتجاوزن مجموع التظاهرات التي شهدتها العاصمة والمتصلة بحقوق المراة وقانون الاحوال الشخصية وقد نال من مكانتها.
المتوافدات، يذكرننا بالبرتقالي وقد اطلقه الاصلاحي البولوني ليخ فاليسا، ولاندري ماهو اللون الذي سيختاره نبيل فياض لثورته السورية – النسوية الثالثة.
××××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أن تكون سوريّا

05-تشرين الأول-2019

لقاء مع الأديبة إكرام انطاكي

14-تشرين الأول-2017

أن تكون سوريّا

09-أيلول-2017

فصل من رواية / جو .. راقص فوق الحلبة

13-حزيران-2010

رفيق فهد .. كيف حال الآخرة

30-أيار-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow