Alef Logo
ابداعات
              

كُوني مفتاحَ الورد

علاء الدين عبد المولى

2010-04-19

خاص ألف
للمساءِ أبوابهُ على رحابتكِ
مطرٌ يقودُ إليكِ
من النّافذة أراهُ، حيث الغيومُ لحظةَ تفكّرُ بوجهكِ تنفرطُ
هل تسمعين الطّبولَ المائيّةَ تقرعُ بجنونٍ في حلقاتِ العواصِفِ
تنهالُ عليكِ بإيقاعاتها قادمةً من أدغالِ ما قبلَ الزّمنِ؟
عند انفتاحِ يديّ للهواءِ الثّمِلِ بعطركِ أكون قد أنهيتُ رقصةَ العاصفة
لم أقل انتهيتُ من مدائحِ نسيم أيامكِ
ما أكملتُ تأمُّلَ حضوركِ المباغتِ كأنّكِ جرسُ قصيدةٍ
يدعو لصلاة السّاعةِ العاطرة
لم أكمل بعدُ ترحيبي بسفوحِكِ الخضراءِ يشرف عليها قمرٌ من ماء
أرحّب أيضاً بلؤلؤة معتّقةٍ يكتَشِفُها الشّاعرُ في محُيطكِ الهادئِ
اطلعي من بين الموجة والموجة
الفرحُ تهيّئهُ لكِ ساحراتُ الماءِ على الشّاطئ
أسرعي قليلاًِ ستجدينَ حوريّات الحكاية يغتسلنَ من الرّذاذِ المتناثرِ من ضفائركِ المذهّبة
ستكونينَ في زمانٍ قادمٍ قدحَ الإله الصّغير يقرعه بوردة القمر
فتسكر منكما موائد العرس
على نثار الذّهبِ امْشي يا عروس
على النّجوم النازلةِ من فستانكِ تمهّلي
للزّهراتِ تتشكّلُ على جبينكِ انتبهي
كثيراً لا تنحني حتى لا تفقدَ الأرضُ توازنها
الموسيقى حول يديكِ أساورُ
حيثما التفتِّ زنبقةٌ تتكوّنُ
ونرجسةٌ تخرج من مرآتها
كيفما أشرتِ شبابيكُ ياسمينٍ تتدلّى على الليلِ
رائحةُ العرسِ تتجسّدُ على شكلِ بيتٍ مختبئ في عمق قرنفلةٍ حمراء
بيتٍ تشفّ مادّته ليليقَ بكِ وأنتِ تُطْبِقينَ عليكِ جناحين من ملاكٍ
دُوسي على أعتابِ الحنطةِ تباركها قدماكِ
تدورُ وراءكِ بيادرُ
يا منجلَ الحلمِ شرِّقْ وغرِّبْ
ولُمَّ الموسم حتى آخره
هذه الطالعةُ الآنَ من فم الينبوعِ
تديرُ بين أصابعها سلالَ كرزٍ وقناديلَ قزحٍ
ستسمّي المكانَ جنّةً
وتسمّي الجسدَ صديقاً للرّبّ
خذها أيّها الربّانُ الجميلُ إلى قُمْرَةِ الغَسَقِ
خذها كأنها دمعةُ جوريّ على كفّكَ
احملها كما تَحْمِلُ شَفةٌ صوتاً
واغسِلْها بحَليبِ اللّوتسِ
ألْبِسْها رداءً من غاردينيا
طوّق عنقها بالصّهيل
وادْعُ العصافيرَ تنقلها إلى الكرسيّ المجنّحِ
تطيرانِ معاً... ومعاً تمدّدانِ سيرةَ الأبدِ
تظلّلُكما غيماتُ صيفٍ إلهيّ
على الأماكنِ تنشرانِ الحدائقَ
على البيوتِ تلقيانِ السلامَ
على الصّباحِ تستندانِ تشربانِ من آنيةٍ مُزجتْ
بعطرِ آدم وحواء
كُلا من الشّجرةِ أخيراً
لتعودا إلى الفرودس طهورينِ كثلجٍ يذوبُ تحت دمع العصافير...

هل تسمعينَ يا عروسُ نداءاتي؟
المرايا حولَكِ تحرسُكِ من عيونِ الغبار
ربّ الورودِ يحنّ على أطرافكِ
فيحمّمُها بالغيومِ الحبلى
أبرقي أرعدي أمطري أخصبي
أنتِ أمّ العناصرِ في موسوعةِ التّحوّلاتِ
تنتقلين من ظلّ جسدٍ إلى أثيرٍ من فراشاتٍ
من اسمٍ إلى صلاةٍ تتذوّقها أجراسُ النّورِ
يحقّ لوالدةِ الوردِ اشتعالُ الخيالِ
في الخيّالِ الهائمِ خلف سرابِ الحريّة
يحقّ لأنوثتكِ
أن أضعَ على كتفيكِ شالَ القصائد
وبالنّايِ أردّدُ لكِ أناشيدَ رعيانِ السماءِ
لا تتركوها وحدَها يا رُعاةُ
يا حرّاسَ الأساطيرِ
واعدوها على تلّةٍ من قمحٍ
أعدكمْ بأنني كلما نطقتُ باسمها
سيرتفع برجُ حمام
كلما حوّلتُ صوتها إلى وتر كثرَ الزّرعُ
وابتهلَ الحصّادون وحدّثوا الفجرَ عن أصواتٍ تتنزّلُ
على بيوتهم من جهة الشّرقِ
وعندما يخرجون يجدون أرتالاً من ورود على الطرقاتِ
أكمل حتى السّتائرُ وجعلها أطولَ
لتخفي الحلمَ عن الصّيادين
ووجدوا الأبوابَ كذلك مغسولةً بالضّياء
فسجدوا شكراً لله...

للمساءِ إذاً أبوابُهُ عليكِ
للشاعرِ مساؤه عليكِ
وعليكِ إذا أغلق الألمُ أبوابَ القصائد
أن تكوني مفتاحَ الورد

21/2/2009

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

بلاغة تتنفس في الطريق إلى الذبح

26-تشرين الأول-2019

بلاغة تتنفس في الطريق إلى الذبح

28-أيلول-2019

نصوص للحب

07-نيسان-2018

شعر / بلاغة تتنفس في الطريق إلى الذبح

30-أيلول-2017

بورتريه أرمل

28-كانون الأول-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow