Alef Logo
الآن هنا
              

الى حين تحملهم المسؤولية كاملة !!ــ شلومو – ابنيري ـ ترجمة وتعليق رجاء ناطور

ألف

2008-02-27

كما في سنين سابقة يحي الفلسطينيون يوم النكبة في تاريخ 15 أيار .
نحن مجبرون للانصات لاصواتهم : كبشر ويهود علينا الانصات لوجع الاخرين وتتبعه , رغم كونه عدوا حتى هذه اللحظة . لكن على هذا الانصات ان يكون انصاتا ناقدا .

أولا علينا ان نسأل , لماذا يحي الفلسطينيون ذكرى النكبة في ال15 من ايار ؟ في هذا اليوم انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين أرض اسرائيل . ولكن في هذا اليوم ايضا كان من المفترض ان تقوم حسب قرار الامم المتحدة رقم 118 من تاريخ 29 نوفمبر , دولة عربية في جزء من اجزاء أرض اسرائيل . القرار كان موافقة علنية واعطى شرعية عالمة لقيام دولتين – قوميتين على ارض النزاع الخاصة بالانتداب البريطاني هل يعترف الفلسطينيون بهذه الحقيقة ؟؟ وانهم قاموا برفض الحل الذي تم اقتراحه من قبل المجتمع الدولي المتمثل بقرار التقسيم ؟؟ .

مع كل رغبتنا الانسانية بالتفهم والضامن مع الألم , علينا طرح بعض علامات الاستفهام والاسئلة على الطريقة التي تتم بها احياء ذكرى النكبة من وجهة نظر الفلسطينين والعالم العربي العربي , الحكاية التاريخية ؟؟ . النكبة تعرض كأنها كارثة حدثت للفلسطينين : تنقصها ذرة من التبصر الداخلي والنقد الذاتي والقدرة على الاعتراف بحقيقة دور الفلسطينين في نكبتهم .

بامكاننا ان التفهم دون ان الموافقة رفض الفلسطينين قرار التقسيم , كما رفض الصهاينة الرفزيونستيم القرار . لكن اغلب المستوطنين اليهود ( اليشوب ) وافقوا على قرار التقسيم , ولو وافق الفلسطينيون على القرار لقامت دولة فلسطينية مستقلة في جزء من اجزاء ارض اسرائيل المنتدبة سنة 1948 بدون حرب وبدون لاجئين .
الجماهير الفلسطينية لا تملك القدرة على مواجهة هذا الواقع المعقد . بعد حرب 1948 صدر الكثير من الكتب باللغة العربية حول هزيمة العرب في حربهم مع اسرائيل لم يصدر أي كتاب يطرح ويعالج ابعاد رفض العرب حل الوسط المؤلم الا وهو قرار التقسيم ؟ أكانوا سيصيبون لو عضوا على شفاهم وقبلوا خطة التقسيم كالصهاينة ؟
بالتراث اليهودي يكثرون من القول , ( بسبب خطئنا اجلينا عن ارضنا ) المعنى الحرفي لهذا القول هو ديني بحت , ولكن المعنى الابعد لهذا القول هو ان اليهود شاهدوا غربتهم وحياتهم بالمهجر من خلال نقدهم الذاتي لانفسهم , كان من السهل اتهام الرومان والعالم باسره . لكن الحكاية اليهودية كانت مختلفة راى اليهود كارثتهم وحياتهم بالمهجر كجزء لا يتجزأ من اعمالهم وفشلهم .
كل امة وخاصة امة مهزومة تقبل وتمثل دور الضحية : لكن الكثير من الامم التي هزمت – مثل المانيا في الحرب العالمية هي مثال كلاسيكي واضح للتبصر والتنقيب الداخلي الذاتي للمجتمع -قيمه وافعاله .
أنا لا ادعي ان اليهود صدقوا وان العرب لم يصدقوا . ما يقلقني ويقلق الكثير من اليهود الصهاينة الذين يودون الانصات لالم الفلسطينين ويرغبون بمد يد لتصحيح الظلم ولاقتراح حل وسط تاريخي هو انعدام الاستعداد الكامل الذي نجده بالجانب القلسطيني بالاعتراف لنه في حرب 1948 هم وقوادهم اخطئوا خطأ تاريخيا فظيعا – سياسيا واخلاقيا – برفضهم حل المجتمع الدولي الذي تم اقتراحه .
احد النقاط المثيرة للغضب والتي يقوم بها الفلسطينيون دائما مقارنتهم بين النكبة وبين الكارثة والبطولة : هل قام يهود المانيا و اوروبا باعلان الحرب على المانيا ؟ هل رفض يهود العالم حل وسط تم اقتراحه عليهم ؟ تم قتل يهود اوروبا على ايدي النازيين لكونهم يهودا فقط . ما وجه الشبه بين هذا وبين قرار الفلسطينين رفض اقتراح حل الوسط الخاص بمجلس الامم واعلانهم الحرب ؟
لن يكون مبالغا به اذا قلنا , انه لن يكون هناك حل وسط حقيقي بين اسرائيل والفلسطينين دون استعدادهم ولو استعدادا ضئيلا بالاعتراف , ان لهم دورا ومسؤلية كبيرة لما حدث لهم في حرب 1948 .
الكاتب هو بروفسور متخصص في العلوم الدولية , جامعة القدس العبرية .

تعقيب :
حين نقرأ لكتاب يهود او كتاب اخرين علينا اولا ان نتتبع صوتهم العميق الداخلي ..استعمالهم للغة توظيف المصطلحات فرغم دعوة الكاتب للانصات اوجع الاخرين فان الاخرين ما زالوا اعداءا وهو يصغي لهم ليس فقط لان ادميته وبشريته تحتم عليه ذلك بل لان حذره وتأهبه وحرب البقاء الطاحنة التي تدور داخل بنيته النفسية , والاجتماعية والعسكرية اصبحت عملاقة, انه انصات اعرف عدوك , ارصد صوته جيدا . هذا الانصات ليس انصاتا متضامنا متفهما يعترف بجزء ولو ضئيل من المسؤولية عن النكبة , لذا فهو انصات القوي او من يسيطر على دفة الحديث عمقه ومستواه انصات القوي للاضعف , لا يستطيع الاخر ان ينصت انصات المتضامن لان ذلك يعني ان ميزان الحوار والقوى اختلف, معناه ان التضامن اصبح تعاطفا اعترافا غير مباشر بما فعله المحتل للضحية وبالتالي هذا الاعتراف الذي يدور بمستوى( الحوار ) هو الاعتراف الغير مباشر بمسؤولية الاخر المحتل عن افعاله .

يمكن دراسة التاريخ طبعا والتعلم منه كثيرا لكن مسألة الحكم على حقبة معينة من التاريخ دون رؤية الابعاد الاوسع للمجتمع الفلسطيني تركيبته ؟ قيادته ؟وعيه السياسي انذاك ؟ تجعل مسألة الحكم على احداث معينة ضيقة . من الصعب الحكم على احداث حدثت قبل قرابة ستين عاما بادوات تاريخية علمية تاريخية عصرية , هل يمكن اضاءة أحداث الماضي بنور العصر ؟ .
لذلك من هنا محاولة الكاتب الربط بين القبول بقرار التقسيم الذي كان سيؤدي الى تفادي الحرب ومأساة اللجوء غير دقيقة كليا أولا لأنه يعرف ذلك الان بحكم كونه شاهدا حيا على العصر وليس بحكم كونه مؤرخا عبقريا , ثانيا لان مسألة قبول القرار او رفضه ومسألة ولادة قضية اللاجئين مسألتين مختلفتين لماذا كان على الرفض ان يلد لاجئين ؟ وهل كان القبول سيمنع الحر ب؟ مجرد تخمينات, قضية اللاجئين قضية ولدها قرار التقسيم دون الحاجة للحرب , ثالثا ما لا يعترف به الكاتب هو وجود خطة تهجير مكتوبة وموثقة فضحت بالاونة الاخيرة فقط اسمها الخطة دال ( توخنيت داليت ) خطة تهجير سكان الجليل الاعلى الى لبنان .

هل اخطأ الفلسطينيون بعدم موافقتهم على قرار التقسيم ؟ على أن أسأل من هم الفلسطينيون انذاك القادة ؟ الشعب ؟ المقاتلون والمقاومة ؟ . لم يوافق الفلسطينيون على قرار التقسيم لان الوجود الصهيوني كان مرفوضا بشكل تام الموافقة تعني القبول والاعتراف بهذا الوجود . اسؤال الاهم ماذا كان يعني انذاك هذا القبول الحرب ؟ اللجوء ؟ البقاء ؟ اعتقد انه عنى وقتها ما يعنيه الان الوجود الفلسطيني وخاصة الوجود الفلسطيني داخل الخط الاخضر لليهودي تهديد الكيان والهوية , نحن نرى اليوم كم ترفض اسرائيل ان تصبح دولة ثنائية القومية لانها تؤمن ان لها الحق بالحفاظ على الطابع اليهودي الصهيوني الاحادي لدولة اليهود هذا مع فعله اليهود خلال حياتهم في اوروبا امتنعوا عن الاندماج في المجتمعات الاوروبية بهدف الحفاظ على هويتهم هل يلغون كونهم مختلفين الان ؟ ولم ؟ !!. كان القرار قرارا مجحفا لكن الرفض لم يأخذ بعين الاعتبار ابعاد الرفض . السؤال الاعمق هو قرار التقسيم ضم قيام دولتين , لم قامت دولة واحدة !!!

ما زال الفلسطينيون يطورون حوار الضحية للقاتل ..ويلعبون ذلك الدور باتقان وينقصهم التبصر الداخلي والانتقداد الذاتي الشديد , ولكن الاعتراف بالخطأ برفض قرار التقسيم يزيل عن كاهل الشعب اليهودي مسؤلية الحرب الاحتلال وقضية اللجوء والتهجير والقمع وهنا تكمن خطورة ما يطلبه هذا الكاتب ومن جهة اخرى كيف يمكن الاعتراف بخطأ نتائجه تخمينية !!فأي اعتراف يريد منا هذا الكاتب , والادهى من ذلك انه يريد اعترافا بهذا الخطأ التاريخي مشروط بايجاد حل وسط وحوار حقيقي .

اخيرا لمَ تغضبهم المقارنة بين النكبة والكارثة والبطولة ؟ الجواب الذي يدعيه المؤرخون اليهود هو ان النازيين الالمان كتبوا خطة لابادة الشعب اليهودي خاصة , خطة مكتوبة صنعت من اجلها اليات عصرية بنيت مخيمات التركيز , وغرف الغاز , والأفران وغيرها بينما هنا لم تكتب خطة لم تكن خطة مكتوبة لابادة شعب ولم تصنع اليات عصرية لابادة جماعية ما حصل كان نتيجة لاحداث محلية تطورت فاصابت كل البلاد عامة . اليهود ينكرون كليا كونهم قاموا بالتخطيط للتهجير والمذابح او الابادة , الادعاء ان هناك فرق بين الحرب وبين الحرب من اجل ابادة شعب كامل !! والاهم من ذلك انهم ينفوا عنهم تهمة القاتل الذي تقمص وجه قاتله .
لماذا يقارن الفلسطينيون بين النكبة بالرغم من ذلك ؟ لان لهم كارثتهم الخاصة !! ا او لان فقدان الوطن هو كارثة مستمرة تفوق موت 6 مليون انسان !! ؟ لان هنا ترتكب عملية ابادة شعب نادرة من نوعها !!
اوافق مع الكاتب على نقطة واحدة هي هذا الحوار الذي طوره الفلسطينيون حوار الاتهام الدائم للعالم الذي ما زال يشعرنا بالمسكنة والضعف والأخطر من ذلك اننا بحالة تفوق النقد , الضحية غير قابلة للنقد . سننام ونشير باصبع واحدة على العالم ونبكي !!

دائما قلت لابي وكاني ابصق في وجهه ..لم تكن حرب
ولم تقاتلوا ..ربما متم لكن لم تكن حرب
كنتم في الهروب
ومتم سلفا ..

رجاء ناطور
كاتبة – خريجة جامعة تل ابيب
للعلوم الانسانية السلوكيه





























تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow