Alef Logo
الغرفة 13
              

من الذى يقول, ما الذى يقوله, وعمَّن؟"هل هى ظاهرةٌ سورية؟"

محمد موافى

خاص ألف

2010-06-01

يبدو أن حماس الصديق محمد موافي لأستاذه جابر عصفور جعل بوصلته تنحرف باتجاهات لم يرغب أن تنحرف إليها، فجاءت مقالته رغم الإيحاء الذي تعطيه في بداية قراءتك لها بأنها مادة مكتوبة بحرفية عالية، تكتشف أن حماسه يحرفه عن المقصود فيترك خصمه الافتراضي ماهر شرف الدين لينتقل إلى خصم آخر لا ناقة لها ولا جمل، وأقصد به الشاعرة السورية التي أشار لها، وروى عنها قصصا سمعها ولم يتأكد منها. وجاءت خارج السياق، فهل يكفي أن أسمع من شاعر مصري أن محمد الموافي كاتب رديء وسمعته سيئة لأعمم ذلك دون أن أتأكد.
نحن هنا وعملا بحرية الرأي التي ينتهجها الموقع، ننشر المادة كما وردتنا مسجلين نقطتين هامتين:
الأولى أن ماهر شرف الدين شاعر مهم في جيله ولكن له أعداء كثر وكل ناجح تكثر أعداءه
الثانية هي أن الشاعرة المشار إليها أيضا لها أعداء كثر وأصدقاء كثر وكان من واجب الكاتب التأكد مما كتبه.
ليس من واجبنا الآن الحديث عن ظاهرة مصرية وظاهرة سورية وظاهرة جزر قمرية وإنما لنتحدث عن الأمور بما يخص أصحابها بعيدا عن جنسيتهم فجنسيتهم لا علاقة لها بالأمر.. ألا يكفينا التشتت الذي نحن به كدول جوار توقفت عن استخدام دول عربية، هل نزيد الطين بلة بالخلافات الثقافية.
الأمر مطروح للنقاش مع رجاء حار دون شتيمة، دون رد لا يناقش ولا يحاور، ولا يريد نتيجة.
لتكن تجربة من نوع جديد، لنترفع عن الترهات، ولنرد بالطريقة التي كتب فيها الكاتب مادته، بالروح نفسها وباللغة نفسها، هو تجنى على الشاعر والشاعر، لنرد ولكن بطريقة راقية.
ألف

على الصفحة الأخيرة فى عدد صدر مؤخّراً من صحيفة "الغاوون", طالعنى رسمٌ كاريكاتورى لجابر عصفور, حاملاً درعاً عليه جمجمة, وقد كُتِبَ تحته "جابر عصفور يتسلّم جائزة القذّافى" فى إيحاءٍ بأنَّ عصفور يمارس القمع وصُنع الجماجم مثل مَنْ تحمل الجائزة اسمه.
وحين سألتُ عن الصحيفة ومَنْ يُصدرها علمت أنّه سورى يُدعى ماهر شرف الدين, لم يسبق لى أن سمعتُ به, وكان يعمل فى صحيفة "النهار" التى سبق للدكتور أسعد أبو خليل أن نعتها بالعنصرية, فهل عملُ ماهر شرف الدين فى مثل هذه الصحيفة يجعله عنصرياً كما جعلت الجائزة جابر عصفور قمعياً وصاحب جماجم؟
لم يُقَل لى عن ماهر شرف الدين سوى أنّه صحفىٌّ سورىّ يعمل فى لبنان وربما يقرض بعض الشعر أو يهتمّ به, دون أىّ شىء آخر ذى أهمية. وهنا خطر لى أنَّ مقالات جابر عصفور وحدها, إذا ما وُضِعَت فوق بعضها بعضاً, قد تتجاوز طول هذا الصحفى الغُفْل, دعْ عنك كتب جابر عصفور: الصورة الفنية –مفهوم الشعر –المرايا المتجاورة –قراءة التراث النقدى –الاحتفاء بالقيمة –استعادة الماضى –زمن الرواية –نظريات معاصرة –آفاق العصر –هوامش على دفتر التنوير –ضدّ التعصّب ... وغيرها, ودَعْ عنك أطروحات الدكتوراه اللامعة التى أشرف عليها, وتلامذته النابهين الذين ملأوا الجامعات العربية كأفضل أكاديميين فى بلاد العرب. ودَعْ عنك إدارته الناجحة للمشاريع الثقافية الكبرى فى المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومى للترجمة.
ومن الطبيعى أنَّ كلَّ هذا لا يلغى إمكانية الخلاف على جائزة القذَّافى, وكلّ جائزة تحمل اسم عاهل من العواهل, ولا إمكانية الخلاف على جابر عصفور فى هذا الجانب أو ذاك, وفى هذه الرؤية أو تلك, وفى قبوله الجائزة السابقة. لكنَّ مطابقته مع مَنْ تحمل الجائزة اسمه شىءٌ آخر, وكذلك نسيان منجزاته وتغييبها.
لكنَّ الأخطر فى الأمر هو ما نجده من تطاول أشخاص مجهولين, قليلىّ القيمة والشأن, على قامات ثقافية وفكرية وإبداعية كبرى, كأنَّ المتطاول يعمل بذلك على افتراس منجزات المبدع وإيهام الجمهور بأنّه هاضمٌ لكلّ ذلك ومُتَخَطٍّ له بما يساعده على نسبة كلِّ قيمة لدى المبدع إلى نفسه والزّعم أمام الجمهور بأنّه قد قطع شوطاً أبعد إلى أعلى, مع أنَّ ذلك كلّه غالباً ما يكون مجرّد وهمٍ أو كذبٍ أو زيفٍ مفضوحٍ تماماً.
وما أقترحه, عندما نسمع مثل هذه التقوّلات, هو أن نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: مَنْ الذى يقول؟ ما الذى يقوله, مَنْ الذى يُقال عنه؟ ومن الواضح أنَّ مثل هذه الأسئلة لا تعفى من يجرى التقوّل عليه من النقد والمحاكمة, لكنّها تبيّن نسبيّة الأمور ومصادرها ومجاريها وغاياتها, حيث يختلف الأمر كثيراً حين يُنقَد جابر عصفور من قِبَل شخص كالكاتب الإسبانى الكبير غويتسيللو على سبيل المثال, وحين يُنقَد من قِبَل غُفْلٍ مثل ماهر شرف الدين, كأنَّ العبارة "قلْ لى من ينقدك أقلْ لكَ من أنت" أو العبارة "قلْ لى مَنْ تنقد لأقولَ أنّك نقيضه" صحيحتان إلى حدٍّ بعيد.
ولقد روى لى شاعر سورى عن كاتبة سورية محدودة الموهبة صاحبة مهرجان أنَّ لسانها لا يتوقّف عن لوك سمعة زميلاتها الكاتبات مع أنهنّ أكثر أهمية منها بكثير ليس أدبياً فقط بل على صعيد القيم العليا, حيث يؤكّد الشاعر السورى أنَّ من المُثبَت على كاتبتنا المهرجانية التى لا تحمل أية مؤهلات علمية سرقتها أموال شاعر سورى آخر عملت معه فى مشروع ثقافى –تجارى, وسرقتها التبرّعات التى تأتى مهرجانها السنوى لدرجة أنَّ النظيفين ومَنْ لديهم كرامة من المتعاونين معها فى بلدتها قد انفضّوا عنها ولم يبق معها سوى أمثالها.
وذِكْرُ هذه الكاتبة السورية أمرٌ مقصود نوع ما, فماهر شرف الدين سورى كما قيل لى وكما أقول لكم, ويقترب التقوّل على الآخرين ولوك سمعتهم وأعراضهم من أن يكون ظاهرة سورية, لا بمعنى أنَّ جميع السوريين يمارسونها, معاذَ الله, بل بمعنى أنَّ أنصاف المواهب السوريين هم الذين غالباً ما يمارسونها, دون المبدعين الكبار وأصحاب القيم. فقد حكى لى الشاعر السورى سابق الذكر عن كتّاب سوريين كبار, أعرفهم كباراً فى الكتابة والأخلاق, مثل حنّا مينه وفواز حداد وخيرى الذهبى وسمر يزبك وغيرهم, تُلاكُ سمعتهم من قِبَل أشباه لماهر شرف الدين, محاولين بذلك أن يوهموا الجمهور أو السامعين بأنهم متجاوزون إبداعاً وأخلاقاً من سبق ذكرهم من الكتّاب, وهم غير ذلك.
النتيجة إذاً: قد لا يكون مهمّاً من الذى يُقال عنه ما يُقال, ولا صحّة ما يُقال, على أهمية كلّ ذلك. قد يكون الأهمّ من الذى يقول, فانتبهوا يا أولى الألباب!
محمد موافى/ كلية الآداب-جامعة القاهرة

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow