Alef Logo
يوميات
              

اقتلها وتوكل ....

خاص ألف

2010-06-19


أيهما أسهلُ على الرجلِ ؟ وأدُ ابنتِه أم قتلُها ؟ نحنُ كلُّ من ابتلينا بنونِ النسوةِ التي كانتْ في يومِ من الأيامِ من صفاتِ القداسةِ . وأصبحتِ اليومَ لعنةَ تلاحقُ النساءَ قِبلَ الرجلِ و قبلَ المرأةِ على السواءِ . سنبتعدُ عن كلماتِ الأنوثةِ والذكورةِ وهذهِ المفرداتِ التي لا تصلحُ لنا في هذا الزمنِ الرديءِ . لن نتحدثَ عن حريةِ المرأةِ الاقتصاديةِ ولا- لا سمح الله – عن الحريةِ الجنسيةِ. هل جُنِنّا حتى نطعنَ بشرفِ رجالِ الوطنِ كلّهم، ونسمحُ للنساءِ بالحريةِ الجنسيةِ ؟ طبعاً لا . هذهِ دعواتٌ قد تكونُ مثيرةً لشبهة المواطَنةِ الكريمةِ. فالمواطنُ هو إنسانٌ غيورٌ على شرفِه ولن يتحملَ ذلك أبداً . الحريةُ الاقتصاديةُ غير واردةٍ في مفاهيمِنا نحن النساء فمن حق الرجلِ أن يستلمَ دخلَ زوجتِه ويصرفُه بطريقتهِ . أليسَ هو أدرى بمصلحةِ الأسرةِ؟
وهو الذي يلوث الشرفُ سمعتَهُ !
نعود إلى سؤالِنا الذي يقول ُ : أيهما الأسهلُ على الرجلِ ؟ الوأدُ أم القتلُ. الموضوعُ لا يعني المرأةَ . هوَ شرفُ الرجلِ حصراً . لكنَّ المرأة تشدّ على يديهِ أحياناً أليس لشرفِهِ قيمةٌ عندها ؟ وقد قرأتُ أنَّ هناكَ امرأةٌ قتلتِ ابنتها. وإحداهن استعانت بإخوتها لقتلِ ابنتها - إن كانتِ المواقعُ الالكترونيةُ تصدقُ- وعندما أسأل : أيهما أسهلُ على الرجلِ ؟ لأنهُ لا قيمة لرأيِ المرأةِ ، لكنَّ عقدَ الزواجِ في الإسلامِ هو من حيثُ المبدأ "عقدٌ مدنيٌ" يجوزُ أن تضعَ المرأةُ شروطَها فيهِ ، فقد اشترطتْ سكينةُ بنتُ الحسينِ : أن لا يتزوجَ زوجُها بغيرِها ، وقاضتهُ ثم ربحتْ الدعوى عندما رغبَ في الزواجِ. لم يعدْ هذا يناسبُ زمنَنا لذا أقترحُ أن تضعَ المرأةُ في عقدِ زواجِها : أرغبُ أن أقتلَ عندَ الشكِ بشرفي بالسمِّ ،أو بالنحرِ، أو بإطلاقِ النار أو بالصعقِ يكونُ الموتُ وفقَ رغبتِها وستتجاوبُ حتماً عندما يحينُ وقتُ قتلها بالنسبةِ لي أرى أنهُ يمكنني الاستسلام لأنني تربيتُ عليهِ مثلما تربتْ عليهِ كلُّ النساءِ في بلدي . هل هناك حرية أكثر من تخييرِ المرأةِ في عقوبتها على ما ترتكبهُ ؟
أسمعُ بعضَ الأزواجِ يحتجونَ قائلينَ : لسنا نحنُ من يقتلُ . الأبُ أو الأخُ أو العمُ هم من يقتلون . هل هذا الكلامُ ينطبقُ على الواقعِ ؟ أنتم أهلنا الذين تقتلوننا؟ سامحَكم الله . لماذا ؟ من أجل الوراثةِ ! من أجل الانتقامِ ! من أجلِ دخول السجن ! وما دخلُ الشرفِ في ذلك ؟ بإمكانكم أن تتبرؤوا منا . لكن لا. هذا حقُكم . فليسَ لديكُم أعمالٌ تقومونَ بها . على الأقل وجدتُم في قتلنا عملاً يسليكُم ويقنعُكم أنكُم كنتم تدافعونَ عن الشرفِ فعلاً . داخلُكم يقولُ كانت امرأةً سيئةً تستحقُ القتلَ .
أتصفحُ المواقعَ الالكترونية وأقرأ مقالاتٍ لا تمتُّ لنا ليسَ بصلةٍ بل لا تمتُّ ببصلةٍ . نتحدثُ عن أشياءَ لا نعرفُها ، وربما نعترضُ على قانونِ الأحوالِ الشخصية . فهل العذرُ برأيِكُم في القانون ؟ قانون الأحوالِ لم يقرّْ بقتلِ المرأةِ من أجلِ الشرفِ وعقوبةُ الزنا في الإسلامِ الجلدُ . كما أنه لم يمنعْ من الميراثِ . أعطى المرأةَ نصف حقِّ الرجلِ . هذا القانونُ الذي لا أدافعُ عنهُ كوني أؤمن بتطبيقِ قانونٍ مدنيٍ . لكن حتى إن وجدَ ذلكَ القانونُ أليسَ البشرُ هم الذين يطبقونهُ ؟ أم الملائكة؟ مهما تغيرتِ القوانينُ . لن تتغيرَ الأشياءُ على الأرضِ . العذرُ فينا نحنُ ، وربما في النساءِ أكثرُ من الرجالِ . أين هيَ الأمُ التي تدافعُ عن حياةِ ابنتها ؟ بل أين هي المرأةُ التي لا تتشفى بمن قُتلتْ ، وتعتبرُها تستحقُ ما جرى لها ؟
سؤالي الآنَ موجهٌ إلى النساءِ : أي نوعٍ من الموتِ تفضلنَ؟ الوأدُ عند الولادةِ أم القتلُ عند الشباب أم بعد الإنجاب ؟ لا أرى أنها مدنيةٌ أن تنجبَ الأمُ الأطفالَ ثم تسعى للطلاقِ بسببِ الظلمِ . من سيحمي هؤلاءِ الأطفال . بل من سيصنعُ من الذكورِ رجالاً ، ومن البناتِ إناثاً؟ و كلُّ يعتزُّ بجنسِه ولا يتعدى على حقوقِ غيرهِ. من حق المرأةِ أن تطلِقَ. لكنْ من واجبِها أن تكونَ بطلةً دون أن تتلقى الشكرَ من أحدٍ. لماذا ؟ لأن الحياةَ لدينا قائمةٌ على الظلمِ ولن تتحررَ بالطلاقِ، لكنَّها ستتحررُ بالبناءِ . بناءُ الإنسانِ الذي أنجبتْهُ إلى الدنيا . هي من أنجبَ. نعم . وعليها أن تتحملَ . الطلاقُ ربما من حقِّ المرأةِ في مجتمعٍ يأخذُ على عاتقِه تربيةَ الأطفالِ. لكنْ إن لم تدافعْ عن حقوقِ أولادها ، و أرادتْ أن تستسلمَ ، فإنَّ الطلاقَ أفضلُ للأطفالِ من أن يروا أمهم تذلُّ وتهان. سيصبحونَ مثلها . لذا نرى ما يشعرُ بهِ الأغلبية من عدمِ احترامٍ لذاتهِ . لأنهُ تربى على يدِ امرأةٍ مهانةٍ .
تتهمونني الآن بالتناقضِ . مع كوني مع حريةِ المرأةِ وحقِها في الحياةِ ، لكنني أطلبُ منها الفداءَ. أن تضحي برغباتِها من أجلِ أرواحٍ أتتْ بهم إلى الدنيا ، وكي لا نظلمَ الرجالَ فإن بعضَهم ربما أفضلُ من بعضِ النساءِ ، لكن إن تخلتْ المرأةُ عن أولادِها هذا يعني أن الحياةَ تخلتْ عنهم أيضاً . الرجلُ لن يضحي بشيء مع عدم التعميمِ دائماً.
الحديث هنا عن جميعِ الفئاتِ والطوائف .الكلُّ يحملُ نفسَ الأفكارِ . كلُّهم يقتلونَ أو يوظفون من يقتلُ . ولن يكونَ القانونُ قادراً على حمايةِ النساءِ . أما مع الفقر فلا بدّ أن تضيقَ الدائرةُ ، وتغلقُ المنافذُ ويكونُ الجهلُ سيدَ الأحكامِ . الجهلُ لا يمكنُ علاجُه بقرونٍ من الزمان . لا تستغربوا إن سمعتمْ يوماً شكوى تقولُ : أشكُّ في أنَّ ابنتي لها علاقةٌ مع شخصٍ ما. ما حكمُ الموضوعِ ؟ ويأتي الجوابُ " اقتلْها وتوكلْ" .
××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow