Alef Logo
الغرفة 13
              

ردا على ريدي مشو : تشوّه القراءة وسطحية النقد المفتعل

محمد ديبو

خاص ألف

2010-08-22

تأخرتُ كثيراً في الردِّ على الكاتب "ريدي مشّو" الذي كتبَ في موقعِ ألف ردَّاً مطولاً على مقاليّ (جائزة لمن يجعل أمي تحب الشعر و انحطاط المثقف ..
عن التعليقاتِ والردودِ عليها " والتعليقاتُ التي جاءت عليهما، وذلك بسببِ انشغالي بأمورٍ كثيرةٍ يعرفها الصديقُ سحبان السواح.

في البداية، قبل الرد على "ريدي مشّو" أودُّ أنْ أوضحَ عدةَ أمورٍ :
1- في الصحافةِ هناك المقالُ والدراسةُ والبحثُ والعمودُ الصحفيُ...وكلُّ منها يختلفُ عن الآخرِ، بمعنى أنَّ كلَّ نوعٍ مما سبقَ يحتملُ حداً معيناً من الأفكارِ، وأنا ما أكتبهُ في موقعِ ألف يُصَنفُ تحت اسمِ "الزاوية الصحفية" الذي تعتمد فكرةً يتمُّ التعليق عليها عَبرَ زاويةِ نَظَرٍ مختلفةٍ عمّا ينظرُ إليها البعضُ، وبالتالي فإنه يستحيلُ أنْ تتضمنَ الزاويةُ كلَّ الأفكارِ التي تكون في ذهنِ الكاتبِ، إذ يجد نفسه مضطراً لكتابةِ أقلّ الكلماتِ التي يمكن أن تُعَبِّرَ عمّا يريد قوله، وحتماً أيّة زاويةٍ لن تتمكنَ من الإحاطةِ بكلِّ الأفكارِ الموجودةِ في ذهنِ القارئ.

2- إنَّ ردَّ مشّو ذَكّرَني بحادثةٍ جَرَتْ بين الأديبِ "محمد صادق الرافعي وعميد الأدب العربي طه حسين "، إذ انتقدَ المنفلوطي طه حسين على كتابتهِ اللغة المفهومة للجمهور بعيداً عن لغةِ الرافعي المنتمية إلى التراثِ، فأجابَ السيدُ العميدُ بما معناه : إنني أريدُ أن أكتبَ للناسِ وبلغةِ الناس ".
من كلام طه حسين السابق، أسْتَشِفُّ رؤيتين في الكتابةِ وهما ما تزالان تهيمنان على فضائنا الثقافي العربي.
تتحددُ الرؤيةُ الأولى بالكتابةِ بلغةٍ واضحةٍ قريبةٍ من العصرِ دون أن تتخلى عن فنيتِها وجماليتِها، وتتحدُد الثانيةُ بالكتابةِ بلغةٍ مقعرةٍ تراثيةٍ،
مجردة صعبة على فهمِ الجمهور.

وهنا أقول أنَّ من حقِ كلِّ كاتبٍ أن ينحازَ لما يراهُ الأفضلَ، ولكني أعلنُ انتمائي إلى لغةِ الناسِ وحياةِ الناسِ وما هو قريبٌ من فهمِ الناسِ، لأني لازلتُ أرى أنَّ للكتابةِ فعلٌ اجتماعي تغييري يجب أن تقومَ به على المدى الطويل.
صحيحٌ أنَّ الثقافةَ غيرُ قادرةٍ على التغييرِ الحتمي والفوري، ولكنها على المستوى البعيد والتراكمي تُشكِّل عاملاً أساسيّاً في تغيرِ البُنى الراكدةِ باتجاهِ خَلْقِ جيلٍ أكثرَ وعياً بقضاياه مما يجعل هذا الجيل قادراً على إحداث التغيير المنشود.
هذا على مستوى الكتابة، ولكن على مستوى حياةِ المثقفِ وطريقةِ عَيْشِه وانخراطهِ في الشأن ِالعامِ، فأنا أحبُّ أنْ أوضِّحَ أن هناك عدةَ أنواعٍ للمثقفِ، فهناك المثقفُ المنعزلُ داخل ( غيتو) اختصاصه لا يغادره أبداً أيْ يكتب روايتَه أو شعرَه أو بعيداً عن المشاركةِ في أي نشاطٍ تنويري أو اجتماعي، وهناك "المثقف العضوي" وفق تعبيرِ الفيلسوف الشهير "غرامشي" ،حيثُ أنَّ المثقفَ العضوي هو المثقفُ المنخرطُ في قضايا وطنهِ ومشاكلِ أهله واستبدادِ سلطاته فيجد نفسَه متورطاً في الدفاعِ عنها، مقارعاً السلطاتِ لكسِّرِ قيودِ الحرية،منافحاً عن الإنسانِ ومدافعاً عن قيمتهِ العليا، وهناك "المثقف النقدي" الذي تَحَدَثَ عنه الباحثُ السوري محمد جمال باروت، ذلك المثقف الذي ينظر إلى كلِّ شيءٍ من زاويةٍ نقديةٍ فيعمل على نقدِ أنظمةِ التفكيرِ المهيمنةِ بكلِّ أشكالِها، إضافةً إلى نقدِ السلطاتِ الاجتماعيةِ والدينيةِ وغيرها.

بالنسبةِ لي أرى أنّ المثقفَ حالياً يجب أنْ يَجمَعَ بين "المثقف النقدي" و"المثقفِ العضوي "، أي يجمعَ بين مُهِمَّتيَ النقدِ لكلِّ أنظمةِ التفكيرِ السائدةِ والسلطاتِ القائمةِ، إضافةً إلى الانخراطِ المُتشعبِ في قضايا مجتمعه، وإلى هذا النمطِ انتمى عددٌ كبيرٌ من فلاسفةِ العالمِ وأدبائه منهم ـ بابلو نيرودا ـ وغرامشي ـ وسارتر ـ الذي كان يشاركُ الطلابَ تظاهراتهم في باريس.
ما سبقَ لا يعني أنّ الكاتبَ الذي لا ينخرط في قضايا مجتمعهِ ليس كاتباً، بل هو كاتبٌ بحدودِ نصهِ الذي قد يكون جميلاً وقد لا يكون.

وفي العالم العربي هناك عددٌ كبيرٌ من المثقفينِ الذين اختاروا طريقَ الجلجلةِ وهناك مثقفون آخرون اختاروا طريقَ الكتابةِ فقط.
من النموذجِ الأولِ يمكن تحديد الكاتب المصري الشهير "صنع الله إبراهيم " الذي ينخرط في حركةِ كفايةِ المعارضةِ ويتصدر التظاهراتِ ويناضل من أجلِ حقوقِ المواطنِ المصري وكذلك الروائي علاء الأسواني وكذلك المثقف والناشط "سماح إدريس" رئيسُ تحريرِ مجلةِ الآداب العريقة الذي يعمل على أكثرِ من صعيد، ومن النموذج الثاني يمكن تحديد الناقد "جابر عصفور" الذي أخذ جائزةَ القذافي بعد رَفْضِها من قبل الكاتب الاسباني الشهير غويتسلو، والشاعر السوري أدونيس الذي ينظر من عواصم العالم عن حالتنا الثقافية والعديد من الكتاب الذين
لا يعنيهم ما يجري خارج نصوصهم.

لاشكَّ أنَّ السؤالَ الذي سيدور في ذهنِ قارئِ المقال، ما علاقة ما كُتِبَ سابقاً بِرَدّي على الكاتب "ريدي مشّو " ؟
العلاقةُ أنني أردتُ من سردِ ما سبقَ، توضيحَ الخلفية التي تجعلني أكتبُ عن انحطاطِ المثقفِ، وما معنى كلماتٍ مثل الكرامةِ والعلوِ والتواضعِ، لأنها ليست أبداً مما فهمه الكاتب "ريدي مشّو" في ردِّهِ السطحي والعابرِ، فالأمرُ أعمقُ من ذلك وأكثرُ غوراً بكثير.

الآن أناقشُ بعضَ الأفكارِ الواردةِ في المقالةِ التي نشرها الكاتب "ريدي مشّو" بعد أن قرأ ما كتبتُ وفقَ ما يريد وَعْيُهُ المشوَّه وليس كما هي حقيقة :
1 – كتب ريدي مشّو قائلاً :الكاتبُ أو المثقفُ يبحثُ في اللحظةِ تلك عن جمهورٍ ضائعٍ من المفترضِ أن يركضَ خلفه رغبةً في مصافحتهِ أو أخذِ بعض المقولاتِ الجهنميةِ أو الصالحةِ منه لأنه ذو شأنٍ في كلِّ ما يتعلق بالحياة .. وهذا أمرٌ ينادي به كتابٌ لن أقول بأنهم صغارٌ، لكنهم يسعون أن يكونوا كتاباً ذوي شأن !.

من أين أتيتَ بالكلامِ السابقِ ؟ هل قلتُ في مقالي أن على الكاتبِ أن يستجدي التعليقاتِ بحثاً عن شهرة ؟ هل في مقالي ما يوحي بأني أبحثُ عن شهرةٍ زائفةٍ ورغبةٍ في تحليق الجمهور حولي ومصافحتي؟ وهل كان مقالي يوحي بذلك ؟
لا أعرف ماذا يمكن أن أردَّ عندما تصل ضحالةُ القراءةِ إلى هذه الدرجة ؟ عندما يصبحُ كلُّ شيءٍ شخصياً و( مشخصناً ) !
مشكلتنا في العالم العربي، أن كلَّ ما يكتبه الكاتبُ نُحِيْلَهُ إلى حياتهِ الشخصيةِ،
فإنْ كَتَبَ عن الجمهورِ فهو يعاني أزمةَ جمهورٍ ويبحث عنه، وإن كَتَبَ عن علاقةٍ مثليةٍ في روايته فهو حتماً مثلي وإلاّ كيف كَتَبَ ؟
هذه مشكلةٌ يا عزيزي, فليس كل ما يكتبه المرءُ ذا طابعٍ شخصي، وليس كل فكرةٍ نُعَبِر عنها يعني أننا نعيشها ونريدها.

لذا أودّ القولَ أنَّ الكاتبَ لا يكون كاتباً إلا بنصه، الروائي يكون روائياً عندما يكتب نصاً جميلاً، الصحافي يكون صحافياً عندما يكتٍب تحقيقاً جيداً، أما التعليقات فمهما ارتفعَ شأنها أو قلّ فهي لا تصنعُ كاتباً حتماً ولا تجعل أحداً مشهوراً، لذا أؤكد لك أنني لا أبحث عن شيء ٍمما اتهمتني فيه، وأن الأمرَ لا يتعدى مقالاً كُتِبَ، وردوداً تفاعلتُ معها وأحبها، وأرحبُ بها، وسأبقى أتفاعل معها.

2-يقول الكاتب ريدي مشّو في مكانٍ آخر من مقاله" فكرةُ حضورِ الجمهور في الكتابةِ هي فكرةٌ دعائيةٌ بلا شكٍ، وندخل بذلك إلى مجالٍ يُدعى بالتسويق الأدبي !!" من قال بأننا نريدُ وجودَ الجمهورِ في الكتابةِ، أو أننا نسوقُ لفكرةِ كتابةِ نصٍ على مقاسِ الجمهور.
أبدا ليس هذا ما نودّ، لأنه لن يصنع كاتباً، الجمهور لا يصنع كاتباً، بل الكاتبُ هو الذي يصنع جمهوره. ولكني هنا أودّ تسجيلَ ملاحظةٍ تقول بأنّ المهم في الكتابةِ، ليس الموضوعُ كما تفضلت حضرتك، بل كيف نكتب الموضوع ؟ وليس ماذا نكتب ؟
وبين الـ" ماذا " والـ" كيف " ؟ فرقٌ كبيرٌ، لأنَّ الكاتبَ الجيد هو الذي يستطيع أن يحوِّلَ الترابَ إلى تبرٍ !، فمثلاً : موضوعُ الحبِ هو موضوعٌ مشتركٌ بين الشعراءِ تقريباً، ولكن قلةً من المبدعين تمكَّنوا من التعبيرِ عن الحبِ بشكلٍ فني راقٍ جداً.
3- يقول الكاتب "ريدي مشّو" أيضاً "خلال متابعتي لموقعِ ألف وجدتُ الكثيرَ من هذه الإشكالاتِ .. هناك جموحٌ لدى الكاتب ولدى القارئ بحدِ ذاته لإبرازِ مواهبِهِ بشكلٍ جدي يوصل أحياناً إلى حدِّ الغثيان .. فتتوقف السلسلةُ ويستقيم الظهرُ .. وتقلب الصفحة ".
لم أفهم شيئاً من العبارةِ السابقةِ، أليست الكتابةُ بحدِّ ذاتها موهبةً، هل تعتقد أنّ على الكاتبِ أن يخفي موهبته ؟
مالمشكلة أنْ تَبْرُزَ موهبةُ الكاتب أو القارئ في النص؟ وهل تعتقد أن على الكاتب إبراز انعدامِ موهبته مثلا؟
وأتمنى أن توضحَ لي كيف يمكن للكاتب أن يبرزَ "مواهبه بشكل جدي يوصل أحياناً إلى حد الغثيان" ؟ وهل هناك طريقةٌ لإظهار الموهبة بما لا يدعك تصل حدودِ الغثيان ؟ أتمنى أن ترسلَ لي الوصفةَ السحريةَ كي لا أصلَ حدودَ الغثيانِ وأنا أقرؤكَ واقرأ انتقائيتك المجانية وتسطيحك للأفكار بشكل فج ؟

4- يقول ريدي مشّو في مكان آخر "لكن عندما يكون إنتاجنا بضعُ مقالاتٍ ونصوصٍ أدبيةٍ على صفحاتِ مواقع الانترنت وبناءاً عليها نرمي بأنفسنا في قائمةِ المثقفين وننظر بعلوٍ لمن هم أدنى منّا لننهضهم للأعلى فهذا أمرٌ أشبه بمرضٍ نفسي..."
أولاً : لماذا هذا الاستخفافُ بالكتابةِ عَبْرَ الانترنت، عبر قولك "عندما يكون إنتاجنا بضعُ مقالاتٍ ونصوص أدبية" ولماذا تكتب في الانترنت إن كنتَ تنظر هذه النظرة الازدرائية ؟

ثانياً : أنا أفتخرُ بكتابتي عبر الأنترنت وأعتبر الأنترنت حالياً هو فضائي وهو مستقبل الكتابةِ لأنّ الورقي سيندثر عاجلاً أم آجلاً ؟
ثالثاً : بالنسبةِ لي أريدُ أن أوضِّحَ لك أنني لستُ مجرد هاوي أنترنت أو كاتبٍ يسعى لدخولِ نادي المثقفين، فأنا أمارسُ الصحافةَ والكتابةَ منذ كنتَ تحبو أمام أمك. وصدرَ لي مجموعةٌ شعريةٌ فازت بجائزةِ دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008 تحت عنوان "لو يخون الصديق "، وصدرَ لي مجموعةٌ قصصيةٌ ممنوعةٌ من التداولِ في سورية عن أعرقِ دورِ النشرِ العربيةِ وهي دارُ الساقي، وحَمَلتِ المجموعةُ عنوانَ" خطأ انتخابي ". وبالنسبةِ للصحافةِ فأنا حالياً أعملُ مراسلاً لصحيفةِ الدستورِ الأردنية وعملتُ مراسلاً لعددٍ من الصحفِ العريقةِ منها أوان الكويتية، ونشرتُ في أهمِّ الملاحقِ والصفحاتِ الثقافيةِ والفكريةِ العربيةِ مثل
ـ السفير ـ النهار ـ الحياة... وأكتب في أهمِّ المواقع الالكترونية منها موقعُ منبرِ الحريةِ التابع لمعهد الكاتو في واشنطن وموقع الأوان المتخصص بالفكر النقدي .. وكان يمكنك بكبسةِ زرٍ واحدةٍ على "غوغل " التأكد مما سبق، ولكن !!!

رابعاً : أنا لا أنظرُ بعلوٍ إلى من هم أدنى مني، لسببٍ بسيطٍ أنني أرى نفسي أجهل الجميع، وهذا ليس تواضعاً مني، بل علو،هل تعرف لماذا؟ لأنني أدرك جيداً أن العالِمَ كلما اتسعَ علمه كلما أدركَ جهله، فمن يريد أن يتطورَ عليه أن يدركَ دائماً أنه ينقصه الكثير الكثير .

5- بعد أن فَرِغَ ريدي مشّو من تسطيحه الفكري لمقالي، ذهبَ باتجاه كاتبي التعليقات وانبرى يهاجمهم ويسخر منهم بطريقةٍ تدعو للرثاء، وهو في حقيقة الأمرِ كان يسخر من ذاته، لأنني لا أستطيع أن أجدَ مبررَ هذا الاستهزاءِ بكتابِ التعليقات، ليغدو السؤالُ المحوري : من أعطاكَ الحقَ للسخريةِ من الناسِ بهذه الطريقة ؟ هل تعتقد أنّ السخريةَ والاستهزاءَ هي نقد ؟
هل تعتقد أن سخريتكَ من "ماري شيرينان" بالقول " وهذا ما جعلني أعرف بأنّ ماري متابعةٌ لشؤونِ الثقافةِ والأدبِ بشكلٍ جدي لا مثيل له ...!!؟؟ هي جيدة ؟
ومن قال لك أننا نطالبُ القراءَ بأنْ يكونوا متابعين لشؤون الأدب والثقافة، فالقارئ قد يكون عادياً وقد يكون قرأ مقالاً بالصدفةِ، وعلينا احترام رأيه ومناقشته ونقده ولكن ليس السخرية منه !

وأيضاً رَدُكَ على لور بالقول :"كانت laure أعتقد بأن لورا تفتقر إلى أدنى مستوياتِ لغةِ الحوارِ وهذا ما اكتشفته من خلال تعليقها المتشنجِ والمرتبكِ ... وتتوجّه إلى ديبو بنداءِ استغاثةٍ وشكرٍ ثقيلِ المضمونِ لأنه لا زالَ يكتب ويمطر عليها... !."
هل التعليقُ يكشفُ لك مستوى اللغةِ ؟ وكيف يكون التعليق متشنجاً ومربكاً ؟
وهل قولك "يكتب ويمطر عليها " متبعاً الأمر بإشارة تعجب، هو قول أخلاقي!
وهل رَدُكَ الساخرُ على "البجعة السوداء" والتي اسميها في ردودي "البيضاء" هو ردٌ محترمٌ في قولك :" وأنها سعيدةٌ وتفتخرُ بالتواصلِ بين القرّاءِ والكتابِ في هذا الموقع المحترم ... علينا أن نبكي مجدداً ....".
وهل قولك ردّاً على تعليقاتي :" والربع كان ديبو الذي عادَ بشوقٍ إلى صفحةِ النت، حتى أنه لم يُغَيِّر ثيابَه ولم يشربِ الماءَ برغمِ عطشهِ الشديدِ ... فهو يرتوي من تعليقاتِ القراءِ وقرأ تعليقاتِ الثلاثة السابقين بمحبةٍ وحبورٍ .. وشكرَهنَ على ردودِهن (على ماذا ؟) ... وتحوَّلَ من كاتبٍ إلى قارئ لتعليقاتهن واستفادَ منها على يبدو كثيراً ولا يخجل من ذلك ... علناً !!" هو ردٌ حصيفٌ !
ماذا تعني بالقولِ في بدايةِ المقطعِ "والربع" ؟ هل لهذه الكلمة دلالةٌ أو معنى؟
وماذا فعلتُ كي أخجل ؟ ومما سأخجلُ ؟ هل بِعْتُ فلسطين؟ أو ارتشيتُ؟ أو زنيتُ بأمِّ أحدٍ؟ أو شتمتُ أحداً ؟ كي أخجل !!

نعم قرأتُ تعليقاتهن بحبور، وأحبُّ تعليقاتهن وسأردّ عليها، واستفدتُ منها وسأبقى أستفيد،ثم لنفترض أن أحداً قال لك أن مقالك جميل يا "ريدي مشّو "، بماذا ترد عليه : هل ستقول له : كس أمك لأنه امتدحَ مقالكَ أم أنك ستشكره !
بالنسبة لي سأشكره وأقول له شكراً لك وأتمنى أن أسمعَ نقدكَ في المرةِ القادمةِ، أما أنت فقل له ما تشاء !
وهل سخريتك من علاء السوري بالقول:" لكنني مدركٌ لمعاناتهِ وثوريتهِ التي لا " بنطالَ ولا قميصَ " لها ... هذا هو الثائرُ والباحثُ عن لقمةِ عيشِ الشعوبِ المثالي"
يبقى السؤالُ مَن أعطاكَ الحقَ لتسخرَ من الناسِ وتجرحَ القراءَ بهذهِ الطريقةِ؟
ومَن أعطاكَ الحقَ لتكتبَ في رَدِكَ عليّ " ديبو " فقط ! وكأنني اسم نكرة !!
أيها الكاتبُ الكبير "ريدي مشّو" اسمي "محمد ديبو" وليس "ديبو ".
عزيزي ريدي : أنا متواضعٌ ولكن التواضعَ في غيرِ مكانه ولغيرِ أهلهِ مذلة ،
لأنَّ بيتَ الشعرِ العربي يقول :
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا‏
وختاماً أقول لأصحابِ التعليقاتِ الذين جرحهم ردُّ الكاتب الكبير "ريدي مشّو" :
وإذا أتتكَ مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ

وأدركُ تماماً أنني لستُ كاملاً لأنّ النقصانَ امتلاءٌ والكمالَ موتٌ وعدمٌ !

×××××××××××××××


نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف














تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

في الحديث عن "هزيمة" الثورة السورية

27-آذار-2021

عن اليأس والأعشاب

13-شباط-2021

قبر هو الكون والأرض مجرّد تابوت

17-تشرين الأول-2020

صانع الحرية: باولو السوري

23-تشرين الثاني-2019

ضحكتها

14-أيلول-2019

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow