فصولٌ بنهاياتٍ مقطوعةْ
2008-03-31
ضوءٌ خافتٌ
، ربما لن يكونَ النهارُ
لم يأتِ أحدٌ
كانت بحذاءٍ أحمرَ
بحذاءٍ فضيْ
لتبقى إذن
" بركبتين راعشتين "
قريبا من الدفء
تلك البقع المتناثرة
من فُصولٍ تتقطّعُ
*
لا شأنَ لكِ
بمساءٍ سريعٍ عبر الشُرفةِ
إذ تتساقطُ بعد الشَعيرِ
سماءٌ نبيذيةٌ
إذ يُعادُ توهجُ القمحِ بعد الظهيرةِ
لهذا الفضاءِ العاطفيْ
، لكَسرتُ هذا الخزفَ القديمَ
... لا لشيءٍ يعودُ هذا الخرابُ
لشَكله البدائي في الصُخورِ
، يتحولُ ثانيةً
لأنكِ صغيرتي
لحين ينتشرُ قمحُكِ
، إذ أعودُ لحيث تناثرتِ النجومُ في الليلِ
، لكنت أُدبرُ هذا المساءَ
كملهاةٍ
مُخْفياً أثراً في الحجرِ الأبيضِ
تتلمّسه الصيفُ
كأنكَ حين النهارُ
، بأغصانٍ تقطرُ ماءً
، بصنوبرِ رملٍ..
كأنكَ تنتظرُ الليلَ
، بعذوبةِ أنكَ
لا تعرفُ كيفَ..
- بعد أن تذهبَ –
أغنيةٌ تترددُ بعد أن تذهبَ...
كيف تُوقّعُ هذا الفضاءَ
بعينيها
بعذوبةِ أنك تُذهَلُ من لونِ عينيها
كأنها تبتسمُ للنبيذْ
كيف حين تُخاصرُها
- برغبةِ أنك تُخاصرُها –
تمُدِّدُها على الرّملِ
كأنكَ حين تُطيلُ
فضاءَ دموعها...
، حينها تمرُّ التلالُ
بعيداً
... يا شبحيةْ
، يا ارتهانَ المساء لأطرافه في الكثيبِ
*
.. هكذا يتفكك الليلُ
بأسيجتهِ
بقتولهِ
ولستُ من يحبكِ
، ومن يتنفس هادئاً في الليلِ
بعيداً عن الأشجارْ
... من يتبعُكِ:
يُهمِلُ فصولاً
بنهاياتٍ مقطوعةْ
من سقوطٍ يراهُ
بنهاياتٍ مقطوعةْ..
.. أن من تركَتْكَ
، بعد أن ُتحبَها،
- لأنها تركَتْكَ –
من تَركَتْكَ
لأنك تُحبُها..
وأن ما يتفككُ من فصولٍ
، من أرصفةٍ
، من مدنٍ تجنَحُ في الليل
لصوتِها...
هكذا يتناثرُ الليلُ
بأسيجته الرملِ
، يمضي أمام فصولٍ سريعةْ
*
لو أتيتِ لَتَمَدّدَ هذا الأثيرُ
لَتَشكَّلَ ثانيةً
، دعيه كما كانَ
- عابثاً –
.. برؤية أن المساء يَمحوهُ
لينتهي لمنبتهِ
من سَديمٍ مطريٍ
، لحوريةٍ تَخلعُ الليلَ على الرملِ
- ليلاً بأصدافٍ بيضاءَ على الرملِ –
، وهذا النهارُ الذي
لا يعودُ لشيءٍ..
- يعودُ بأصدافٍ على الرملِ –
بندُوبٍ تتورّدُ في شرفةِ القمرِ
... وبعيداً
- حيث الذُرةُ والنهرُ –
حيث الذُرى الحجرية للنهارِ:
- لا تعود بكِ –
... كأنَ فضاءً كهذا
،كأنك تعبرُ مرةً
كأن مَيلاً كهذا..
بلهفةِ أن تجدَ البحر
عند الصنوبرِ
عند الجبالِ
بين الصخورِ
مبكرةً... تتقطر منها مياه النجومْ،
*
لكمْ تتخدّدُ هذي الجبالُ
لكمْ تترنّحُ
*
هكذا بعينين مغمضتين
تعبرُ القمحَ
من شواطئَ تثلِمُها الريحُ
، هكذا المكان مضاءٌ
من الغيمِ
، من المُدنِ الغائمةْ
*
كنت أعودُ...
بعد أبدّدَ صوتَكِ
من حانةٍ ما
، من صباحٍ بأغنيةٍ عن أوراق وردٍ ما
من شارعٍ في طرفِ المدينةِ
- وكانوا يكنسون الرصيف من الورودِ –
ثم يدعونني:
«حارسَ الغابة المستوحش»
.. وحارسُ الغابة المستوحشْ
لا يقول حبيبتي
- لم يقل حبيبتي منذ سنين –
ها أنذا أعترفُ...
بأنّ السّديم أمامكِ
يتذهّبُ من رمادِ عينيكِ
بأنّ الأفقَ الموزَّعَ
بين تلالٍ تتآكلُ...
كان يحْمرُّ من الوحدةِ
إذ تبتعدينَ
*
كنتَ تعودُ
،... بنبوءة أنك تذهبُ
بعد حقول بأدراجَ زرقاءَ
، ثم يلزمكَ الزمنُ المتمدّدُ
بعد المنازلِ
، بعد الليلِ
كم من الزمنِ..
كم من فصولٍ بنهاياتٍ مقطوعة
حتى وصلتَ من المنازلِ والليلِ
، تُلامسُ عُشباً بأدراجَ زرقاءَ
لترى كيف تبدأُ ثانيةً
كيف من عينيها
النهارُ يعودُ وحيداً
*
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |