Alef Logo
مقالات ألف
              

ماذا ستفعل حين يطعنك الحب؟

محمد ديبو

خاص ألف

2010-09-17

ماذا تفعل حين تُفاجأ دون إنذاراتِ قلبٍ سابقةٍ أنَّ من رهََنتَ حياتك له قد خذلك؟
أنّ مَن انتظرته العمرَ كله، قد أطفأكَ بثوانٍ معدودة !
أنّ مَن غَيَّرتَ حياتَك كلها لأجلهِ، قد تغَيِّرَ ؟
أن مَن جعلتَها بين صفوفِ الملائكة، دون ندمٍ، أصرَّتْ على الهبوطِ بمظلة
" الظروف" على جثةِ قلبِكَ المُدمى ؟؟
ماذا ستفعل وأنت ترى : ليالي " الماسنجر "، شغفَ اللقاء، وردَ المطار،عشاءَ "النبيذ الاحمر" في باب توما، فرحَ الأصدقاء بحبكَ، استئجار سيارة وأنتَ الذي لم تستأجر سيارةً بعمركَ كله إلا لها ولأجلِ فرحتها، مَسحِ دموعها، فرحتها، شهقتها، بيتك الذي غيَّرتَ تفاصيلَهُ لأجل قدومها، شمعُ الليلة الأولى، شراشفُ غرفةِ النوم النظيفة، برنسُ الحمامِ الذي لم يزل معلقاً بانتظارِ شهوتها، قصائدُ تُتْلى في لحظةِ العري المباح ِ، جنونُ التفاصيلِ، قصائدُ كُتِبَتْ لها ..لها ..لها (هل تفهم أنثى ماذا يعني أن تُكْتَبَ قصيدة ٌ لها؟)...هذا كله هَباءٌ ..وهمْ ..
تسألُ وتسألُ : هل الحبُ وهمٌ مؤجلٌ ؟
***
ماذا ستفعل ؟
قد تطلق ذقنكَ السوداء للحزن ، وقد تنتظر على الماسنجر علّها تطرقُ بابكَ وتعود ،وقد تنظرُ كل ثانيةٍ إلى هاتفك بانتظارِ أن يرنَّ بها ولها ..دون أمل ٍ!
قد تنزوي في حزنٍ كئيب ، وتبكي ليلاً وحدكَ ، وتشرد عن أصدقائكَ الذين يسألونكَ : مابك؟ فيقولُ حالك دون أن تتكلمَ : لم أعد أنا، طعنةٌ في القلبِ تكفي !
قد تنام النهار كله لتهربَ إلى ليلكَ وحدك وحدك ..
لاتردَّ على اتصالات الأصدقاء، تنسى أهلَك، أمَك التي أنجبتك، أمَك التي حذرتك من النساء طويلاً ولم ترعوي، أمك التي قالت لك ذاتَ وصيةٍ : احذرهن !
أنا منهن؟
كلُّ امرأةٍ سرابٌ ..
ستفعل كل ما سبق، ولن تتبددَ خيبتك !
**
الخيبةُ لا تأتي ممن أحببنا، رغم أنه كان السببَ !
الخيبةُ تأتي من انتهاكِ الحبِ، في زمنٍ قلَّ به الحبُ .
الخيبةُ تأتي ممن أوهموكَ بأنَّ الحبَ مقدسٌ ، وهم أول من تَخلّى عن قداسته !
الخيبةُ تأتي من زيادةِ الثقةِ لديك بأنّ أنثاكَ المستحيلة التي انتظرتها غيرُ موجودةٍ، أنّ الأنثى / الحُلم..الأنثى /الريحُ...الأنثى التي تأخذك إلى شهقاتِ الموتِ ...الأنثى التي تكتبها في قصيدتكَ وهماً ..ليست موجودة..
الخيبةُ تأتي من "ندرةِ الحبِ" في زمنِ الموتِ والنفطِ
والقذارة، في زمنٍ يحيلُ"الحبَ " إلى سلعةٍ في سوقِ الرداءة والعفن ؟؟
آهٍ يا حبُ !
الخيبةُ تأتي من موتِ الفكرةِ ،لا من موتِ الحالةِ بين اثنين توهّما الحبَ !
***
ستقول : هذه آخرُ مرة أحبُّ، وأخر مرة أقعُ فيها في الحبِ، بعد اليوم سأحصِّنُ قلبي منه، سألغي حاجتي للأنثى بتفريغِ تراكماتِ جسدي في العهرِ الرخيص، ستقول وتقول وتقول ..
ستقول ماسبقَ ، وتنسى أنكَ قلتَ هذا الكلامَ قبلَ ستِ سنوات من الآن ، لامرأةٍ أخرى، لوهمٍ آخرَ...
***
تسأل : مالحبُ ؟
أنت الذي انتظرتَ ستَ سنوات لتحبَ مرة أخرى وينتهي حبكَ خلال ستةِ شهورٍ فقط !
هل الحبُ؟ بهذا الضعفِ ؟
هل عمرُ الحبِ أساساً بهذا القصرِ؟
مالحبُ ؟
لن تعرفَ.
ولكن تتعلم من تجربتك : أنّ كلَّّ حبٍ يحملُ من الخيباتِ الكثير ومن الفرحِ القليل القليل...
***
تسأل لماذا تكتب الآن ؟
أكتبُ لأشفى وأحررُ خيبتي من وهمها
أكتبُ لأقولَ : أيها الأصدقاءُ
أيها الشعراءُ
رغم كل ماقيل سابقاً : دافعوا عن الجمال.. ودافعوا عن الحب فهو موجودٌ...وابحثوا عن الأنثى/ الحلم .
رغم خيبتي/ خيباتكم منها
ستبقى حلم !!!
***
ختاماً، بعضُ ماجادتْ به خيبةُ الحبِ:
قولٌ منتهكٌ في تعريفِ الحبِ !
ما أنتَ ياحبُ ؟
مَن أنتَ ياحبُ ؟
***
فراقٌ مؤجلٌ ؟
أم وصالٌ ناقصٌ ، منتهكٌ ؟
***
حزنٌ أبدي
أم موتٌ مشتهى؟
***
حزنٌ
مؤجلٌ لفرحٍ يحصلُ الآن؟
أم فرحٌ مؤجلٌ لحزنٍ حصلَ !
***
هل الحبُ موتٌ مشتهى؟
أم الموتُ حبٌ ميئوسٌ منه؟
***
من يفهمُ الحبَ ؟
سوى المُحب !
***
من يجهلُ الحبَ ؟
سوى المحب!
***
للخيبةِ ذرى
وذروةُ الخيبةِ : خيبةُ الحبِ !
***
الحلولُ تَقَمصٌ في جسدِ من نهوى
ومن نهوى
هوى!!
ومن أهواهُ
ياحب ُ
أفقدني الهوى؟
***
فرحٌ يصلُ حدودَ الموتِ ، وشهقةُ ضياءٍ بيضاء ..تلك البداية ُ
حزنٌ يصلُ حدودَ الموتِ ، وشهقةُ ضياءٍ سوداء...تلك النهايةُ
***
طعنةٌ منها لا تكفي لكي أكفر بالحب
ستبقى ياحبُ "طفلاً مدللاً "!!!

بطلب من الكاتب نرجو عدم كتابة تعليقات على هذه المادة لأسباب تعنيه شخصيا، ونحن بدورنا لن ننشر أي تعليق جديد عليها فنرجو أن تعذرونا



تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

في الحديث عن "هزيمة" الثورة السورية

27-آذار-2021

عن اليأس والأعشاب

13-شباط-2021

قبر هو الكون والأرض مجرّد تابوت

17-تشرين الأول-2020

صانع الحرية: باولو السوري

23-تشرين الثاني-2019

ضحكتها

14-أيلول-2019

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow