Alef Logo
ضفـاف
              

ابراهيم الخليل:القصة القصيرة في سورية عاقر

بشير عاني

خاص ألف

2010-09-19

القصة القصيرة في سورية عاقر وأنا شاركت في لعبة الكتابة لكاتبات رديئات
يكاد لا يختلف اثنان في سورية ممن يعملون في الأدب على فرادة النص الذي ينتجه ابراهيم الخليل وكذلك على دأبه ومثابرته ومتابعته لكل جديد..
وهو كروائي وقاص مهجوس بالنص الذي يرفض التقعيد والمكوث في أيدي النقاد لذا نراه دائم التطلع نحو ذلك الذي يطلق عليه هو شخصياً اسم (النص العابر للأشكال) دون أن يعيبه تلك الحمولات الكبيرة من العدة والعُدد الصوفية.
ثلاثة أسئلة اعتقدنا أنها تلخص اليوم الكثير من مآلات القصة القصيرة في سورية، قمنا بتوجيهها إليه، مستطلعين الأفاق القادمة لهذا الجنس الأدبي المراوغ، ومعه كان هذا الحوار:
*- هل ثمة معايير جديدة تتوسّلها القصة القصيرة المعاصرة!؟
**- لنتفق أولاً على وجود قصة جديدة وليس جديدة قديمة قصة تتوسل معايير جديدة، لترسخ تقاليد جديدة ترفد المشهد الثقافي القصصي ولا تدعو إلى إلغائه.وإن حدث فتلك حماقة لا تغتفر- فتكون بذلك أنموذجاً للتعبير عن واقع جديد، متحول متطور، يحتكم إليه من يكتب أ يكتبن هذا الجنس الأدبي المراوغ والمشاكس والإشكالي الذي يشبه (سمك الشبوط الفراتي)، هذا السمك الذي يسبح دائما ضد التيار، فنما له أنف حساس ودقيق وذيل كبير يتحكم في حركته، وهو لا دهن فيه، ولا كسل يثبط من تنقله، وكم كنت أتمنى، على الأقل عند من يكتبون، ضبط إيقاع وشرط العتبة النصية ولا أقول العنوان، فهو فاقع، ليتساوق مع القصد والهدف المرتجى من النص، وإلا ما معنى أن تستهل قاصة نصها (طق..طق..طق) وتتحفنا بهذه الطق طق إلى النهاية وكأنها سوط يلسع آذاننا ولا يتلذذ به إلا الطرشان.
أنا لا أنكر انحسار القصة القصيرة أمام الرواية- التي ليست أسعد حالاً- وغياب النقد الجاد ترك الساحة لقراء العناوين والمطالعات الصحفية الوظيفية ولإنصاف الأميين في صحفنا الوطنية- وكان أغلب هذه المطالعات لمن كتبن نصوصاً رديئة أو كتب لهن – وأنا ممن شارك في اللعبة مع أسماء كثيرة- وأتمنى على السيدة الرائعة جمانة الطه أن تكمل مشروعها في رصد هذه الظاهرة، واقترح وجود موقع على الانترنت نسميه (من فراش الناقد إلى ثياب الإمبراطورة)، وعلى رشفات كل رشفة يعقبها العقوق والتشهير بمن ساعد في استواء النص حتى أصبحت نصوص بعضهن أشبه باللقطاء لا يشبه أحدهم الآخر لأن كل نص لأب مجهول، تجند له نقاداً باسلين، تفكيكين، أنصاف أميين، لإثبات نسبه..
ما هو موجود الآن خارج المعايير ولا يخضع للتصنيف، إلا قلة تحلم، كتاب وكاتبات أشبه بسمك الزينة، عمر قصير وذاكرة معدومة، وحين يموت يُرمى طعاماً للقطط الشاردة.
*- وكيف تنظرون إلى محاولات التجريب والتنويع في أساليب القص الحديث؟
**- إذا لم يكن هناك قصة قصيرة جديدة، مؤثرة وفاعلة وحاضرة في المشهد الثقافي فكيف يمكن أن تكون هناك مغامرات تجريبية تخلق حراكاً، وكيف يكون التنوع في جنس عاقر، إلا من بعض الأسماء القليلة..
لقد كانت هناك أسباب موضوعية وراء هذا القحط الأدبي منها الانصراف عن القراءة عند الناس وانحسار مساحة القصة القصيرة لصالح الرواية، مع أن أهم رموز هذا الجنس لم يكتبوا الرواية (زكريا تامر- سعيد حورانية- محمد حيدر- خليل جاسم الحميدي وسواهم)، ممن أحبوا هذا الجنس وأخلصوا له وأبدعوا فيه، أضف إلى ذلك غياب النقد الجاد للنتاج الأدبي وكل ما يصدر في هذا المجال لا يعدو أكثر من مطالعات صحفية عابرة لا تؤسس ولا تكرس أسماء هامة وإلا ما معنى استمرار آباء وأجيال بعيدة عن الواقع الجديد كعبد السلام العجيلي وزكريا تامر مع أن جيل السبعينات كان الأهم والأقرب إلى مواكبة العصر والتحولات الكبرى فيه..
باختصار نحن أمام كم كبير من الرداءة والتدني، وزاد في الأمر شيوع ما يسمى بالقصة القصيرة جداً التي ادعى أبوتها كثيرون والحقيقة أن الأب الحقيقي لها هو ميخائيل نعيمة في مجموعته (كرم على درب) وأترك ذلك للنقاد ومؤرخي الأدب، لكي يكف الآباء المزورون عن تزوير التاريخ الأدبي، فلقد أفرزت هذه التجربة، وأنا لست ضدها وإنما ضد الكتاب الرديئين فيها، كماً هائلاً من الأسماء المطفأة وأنصاف المواهب الذين استسهلوا هذا النوع من الكتابة، كما جرى في قصيدة النثر، فقد كتبها الآلاف، وأغلبهم ممن لا يفرق بين البحر الأحمر والبحر الطويل في العروض، ولم تفرز إلا قلة من المواهب المسلحة بالثقافة والوعي العميق لمعنى الحداثة والجنس والحساسية الفنية وأبرزهم الماغوط وأنسي الحاج ومحمود السيد ورياض الصالح الحسين.
*- تغيب التخوم أو تكاد بين القصة القصيرة والخاطرة وقصيدة النثر.. فما تأثير ذلك على القصة عموماً وعلى جمالياتها وتوصيلها خصوصاً؟
**- إن تداخل الأجناس الأدبية مغامرة معقدة تحتاج إلى معرفة مركبة في اللغة لتفجيرها حتى لتكاد أحياناً أن لا تعبر إلا عن نفسها، وكذلك معرفة بالشروط الفنية وأساليب القص لتطويرها حيث تختلط الشعرية بالسرد والتأويل للخروج من البيان إلى العرفان، ولا أعرف في سوريا سواي قد اشتغل على هذه النصوص التي أسميها "النصوص العابرة للأشكال"، والتجارب في هذا المجال متواضعة تشكو من فقر في اللغة والتجربة والموهبة.وهذه النصوص على سبيل الذكر نخبوية لا تتذوقها الجماهير كثيراً تحتاج إلى وقت لتؤكد إلى وقت لتؤكد حضورها وتصل إلى أجيال قادمة خاصة وفيها تلك الحالة العرفانية الصوفية التي دفع ثمنها غالياً رموزها وشيوخها قديما كالسهروردي والحلاج، أما عن جمالياتها فهي الأجمل والأبهى دائماً لمن يملك مفاتيحها وسرها.
بشير عاني
[email protected]


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ما هي حظوظ الأصوليات الدينية في سورية..؟

12-آذار-2016

"خضر" والذين معه

21-تموز-2012

دم راشد بما يكفي

05-تموز-2012

آخرُ الأمر..

05-حزيران-2012

وجوه عديدة لـ (صحّاف) واحد

24-آب-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow