Alef Logo
يوميات
              

فقط .. لو أنكَ لي

عفراء بيزوك

خاص ألف

2010-09-20

لا شيءَ يقصيني عنكَ في منامي .. سوى سحر فصولي فيكَ .. هكذا أنا .. أرتبُ الحكاياتِ القديمةَ .. وأصعدُ .. أهيئُ لك شايَ المساءِ .. وتهيئُ أنتَ لي صعودَ الصباحِ. أناديكَ صحوتي .. وتناديني غيمتكَ .. نقّلبُ الكلامَ على جمرِ النهارِ... وأتبعُ نحوي بصركَ .. لأنامَ فيكَ كميلادي .. فقط .. لو أنكَ لي .. وأغني: نادني نادني لو أنكَ لي .. لصارَ نشيدي قُبَلاً أتبعها وتتبعني إليكَ .. كحُلمِ الملائكةِ في الثباتِ على أرضٍ . وردٌ كثيرٌ يرقصُ بين سماءين عرفتهما عن قرب ، بحُكمِ أني أقتفي أثركَ لتلملمه ، وبحقيبةِ الوقتِ تضعُ القبلَ .. لتخرجها متى تشاء . أدنو بهدوءِ فراشةٍ .. أختبئ في سترتكَ .. أغتسلُ في قلبكَ كريحانةٍ لأشفى من اللوثانِ ... هكذا أبتكرُ حضوركَ في غيابكَ ، وأغنِّي طوالَ الوقت في النهرِ : نادني .. نادني.
يا الله لو أنكَ لي ... لكانت يداي مضتا في الأرض حرقاً ،ولأصبحَ طعمُ الخبزِ شراراً ، ليستفيقَ العجينُ حصاداً لي ! وكنتُ سأنهمرُ موجاً في الموتِ لأحييه !. أصادقُ رابيةً تتقنُ العزفَ على المصابيحِ ... كنتَ سقيتَ الطواحينَ من غنائي ودققتَ البحرَ بعكازي، ومشيتَ ... هكذا يُزْهِرُ اللونُ على متنِ أغنية!!ٍ. أتمسكُ بياقاتِ أصابعكَ وألونِ أظافري بتوتِ قلبكَ ، وأتبعثرُ في مساحةِ حدائقكَ كانفلاتِ نجمٍ في سَمَاكَ ، وأصنعُ طوقاً يلائمُ ثورتي في الشعرِ معكَ ، لأجدفَ وأجدف .. نحو العتباتِ التي هي سكينةُ فوضاي فيك... لو أنك لي.
سويتُ كلَّ أفكاري التي قادتني إليكَ .. عندما نهضتُ من سريرِ الماءِ الذي منه صعدتُ وارتويت . لم تتوقف الأرجوحةُ يوماً عن سرقتها لي .. ركضتُ كالجياد في البحرِ إليكَ، وأعددتُ طبقاً من القصائدِ لأتذوقها فيكَ .. طرزتُ الندى والقبعةَ والكرسيَ والظلَ والعمرَ بنبيذٍ طفولي عشقته بين راحتيكَ ، حاورتُ البلادَ التي منها خرجتَ ،احتضنتُ الدوالي بضفيرتي وقلتُ لكَ : هدهد لي عندما أحبكَ .. هدهد لي إلى أنْ يأتي نسيمُ الله .. لأصلَ حدودَ الصلاةِ فيكَ : أن .. نادني .. نادتي ..
كم قلتُ لوقتي وللنهرِ الذي مسَّته قدماي أني أريدُ ابتلاعَ أمنيةٍ، وكم قلتُ لو أنكَ لي لأبحرتُ في مراكبك زبداً آخرَ من ليلٍ ينادي عليكَ أن نادني .. نادني .. لأنك لي.
وبعد كل ما سيأتي من هناك، من خلف شجرِ الظلِ ووردِ الكلامِ، لم أجد مستحيلاً أرتكبه إلا فيكَ ... أمضي في الطريقِ الذي هزمني ذاتَ مرةٍ، وأعودُ من حيث ذهبتُ !!. هل للكنائسِ مجالٌ للعبورِ في قصائدي، وهل للصلواتِ أفكارٌ تنتظرُ سجوداً أحترفه للنداءُ ، يا الله ... ما اسمك أيها الله ؟ .. كيف نعشقُ حضوركَ وكيف نناديكَ مع أننا لم نحفظ من اسمك إلا الدعاء يا الله أعنّي على النداء فيك ! .. ألم أقل دائماً للمساءِ أني أحتفي في الكلامِ إليك .. وأنتظرُ منكَ نادني .. نادني لأنك لي.
لو أنك لي صدقني سأنتشلُ منك لحني إليكَ ولن أخافَ من الأغاني هناك .. لن أخافَ من شيءٍ، ولكن هل كان يجب أن أقولَ كلَّ هذا لكَ ؟.. فأنا لم أرد الذهابَ طويلاً إلى هناك، حيث أنتَ ،لأني فقط أردتُ .. أن تكون أنتَ ذهابي إليكَ ، نداءٌ كتعويذتي هذه، فقد أشْعَلَتْني الأساطيرُ في النهرِ نهراً ،حين همستُ لها أن ابتكريني . لم لا .. سأبتكرني فيكَ آلهةً جديدةً من غيمٍ مبعثرٍ ونشيد... وطوال الوقت .. ألوِّحُ لكَ : هيه .. أنتَ .. نادني .. نادني .. أنت لي .. ألا تريد أن تكون لي ..؟

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

لا أمل...لا أمل..لاأم...لا

07-أيلول-2012

وقال الارتواء.. ارتويني...

29-تموز-2012

من يومياتها على الفيس بوك

27-حزيران-2012

لم يعد للرؤيا دليل.. يا دليلي

14-أيار-2012

جنون الكلام

04-أيار-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow