Alef Logo
يوميات
              

برسم البيع أو المقايضة

رمله أبواسماعيل

خاص ألف

2010-10-08

لم يخطر في بالي يوماً أن تثير مقولة " الإبداع يولد من رحم المعاناة" هذا الكم من الشفقة على نفسي كما حصل لي في هذا اليوم ! كما في كل يوم وخلال تصفحي اليومي للمواقع الالكترونية للبحث عن فرصة عمل، حيث أنني عاطلة عن العمل منذ أكثر من سنة, خطر لي ودون سابق تصميم أن أبحث عن اسم زميلة لي ( ولتعذر تطفلي على لقب الزمالة) ، فأنا على يقين من أن ابتسامة ساخرة سترتسم على وجهها لهذا التعدي السافر على مساواة حالي بحالها ، فأين الثرى من الثريا ! المهم أنني وخلال بحثي فوجئت أن هذه الزميلة وبعد مرور خمس سنوات على تاريخ دخولنا معاً مجال الإعلام الفضائي أضحت علماً من أعلام الثقافة و الإعلام وعلامة مضيئة في سوق المبدعات العربيات !
كيف ولماذا ومتى ؟ هذا لا يهم الآن ولكن ما يهم الآن أنني في البداية أشكرها على أنها كانت المحفز الذي دفعني لتسطير هذه الخزعبلات .. أشكرها لأنها ساعدتني على الخروج لليلة واحدة من قمقم العجز الذي أعيشه يومياً ..أشكرها لأنها ساعدتني على ترتيب أفكاري المبعثرة التي تطرق بابي كل ليلة بضجيج متواتر يبهت مع أول كابوس يلبسني حين استغرق في النوم ( أنا والكوابيس وحدة حال متنافرة ، تهدأ قليلاً حين استيقظ ، وتصبح بكامل لياقتها حين يغافلني النوم لسويعات ) . كل مساء وحين أجتر الأخبار اليومية والمقالات المصفوفة على كل جدار ورصيف أخرج بفكرة أقلبها في رأسي يميناً ويساراً ,أقول في نفسي غداً سأدحرجها كصخرة امرؤ القيس من عل, غداً سأنفث مع علبة سجائر كاملة مقال صاعق سيحرق الأخضر واليابس .يهبط النوم فتفرُ كل كوابيس الكون في رأسي لتحرق الأخضر واليابس من أفكاري، ولتلعن أجداد و أسلاف اللغة في ذكراتي .. كوابيس تًهرُ تباعاً وكأنها في سبق صحفي مع محطتي الفضائية تندرج جمعيها تحت عنوان خبر عاجل : فاتورة الكهرباء المتأخرة أقطع يدي إن استطعت دفعها ! إيجار البيت يا نائمة في العسل ، بعد أسبوع ستنامي في الشارع ! دفعة القرض الشخصي ستقرضك أظافرك بدل الشعر والكتابة ... لأستيقظ وقد طارت الأبجدية من رأسي ولم تبقي غير الحسرة على عمر هُدر بين غربتين و في جلسات جوقة مثقفين موتورين وعلى عتبات المبادىء المراهقة وبين تداعيات الخيارات الخاطئة التي اجتر خطاياها في كل جزء وتفصيل
يومي.
وكي لا أتنصل من أخطائي والحق يقال أنني ساهمت و بشكل كبير بما آل إليه الحال, ولكن ما يعنيني الآن أنني حاولت التعويض وبشتى الوسائل عم فات ولكن هيهات !!! أن تبدأ من الصفر وأنت في الأربعين وتحفر الصخر وأنت معلق في الهواء شيء ، وأن تبدأ وأنت بكامل جهوزيتك الهجومية من ترف مادي وعلاقات متنفذة كما هو حال زميلتي
شيء آخر تماماً!! أن تبدأ وأنت على أعتاب الأربعين وما زالت قناعاتك أن الأبيض أبيض والأسود أسود والحد الفاصل كلمة حق تقال في وجه الصغير قبل الكبير شىء ، وأن تداهن وتتملق، وتستنفر كل مافي جعبتك من أسلحة أنثوية جوية وبرية وبحرية شىء أخر مضمون النتائج والنهايات. أن تبدأ وأنت مخلوق يرواح بين الأنصاف بامتياز : نصف
أب ونصف أم ، نصف رجل ونصف أنثى ، نصف إنسان ، ونصف مهمش شيء ، وأن تكون مخلوقاً برأسين وأربعة أذرع وأربعة أقدام مع دمغة سامية، فإن الأبواب المغلقة تفتح والإبداع يحلق وينطلق وتنسلخ العقود الأربعة من ذاكرتك وتولد من رحم جديد يقذف بك في عالم الأحلام الوردية المحققة التي لا تشبه لا من قريب ولا من بعيد خفافيشي
الليلية وسرب كوابيسي النشط.
أمَا كيف ولماذا حفزني ما آل اليه وضع زميلتي الإعلامية ؟ الجواب بكل بساطة أنني وبلؤم شديد كفرت بمقولة " الإبداع يولد من رحم المعاناة " وقررت أن أقايض رحم معاناتي لكل من يطمح بأن يجرب هذه المقولة ويبدع، مع ضمان لمدة سنة , مقابل شيك يفي بأعبائي والتزاماتي المادية كاملة مع رحلة استجمام إلى جزيرة فئة الخمس نجوم
استرجع خلالها بعض التوازن النفسي والكثير من إنسانيتي المهشمة وجزءً بسيطاً من أحلامي . وإن لم يثبت خلال هذه السنة صحة هذه المقولة يحق للمقايض استرجاع حقه فقط في حالة الأنسنة المستعاضة، حيث أنني في حينها سأعود إلى قمقمي أقرض أظافري والندامة على أنني تاجرت بمنتج مرخص مع ضمان, بدلاً من التدليل عليه في ا
لسوق السوداء "البضاعة التي تباع لا ترد ولا تستبدل" .

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow