Alef Logo
الغرفة 13
              

هل حقاً كنت متزلفاً وبيروقراطياً..؟

بشير عاني

خاص ألف

2010-10-31

للأسف، يبدو أني مضطر لإعادة توضيح موقفي بما قد يزيل اللبس ويوضح المقاصد الرئيسة لما ذهبت إليه مقالتي السابقة التي نشرت في ألف منذ مدة وكانت بعنوان ((هل سنرى صورة أبهى لاتحاد الكتاب العرب بعد انتخاب مكتبه التنفيذي الجديد))، وهي مقالة يمكن وصفها بأنها محاولة تندرج في توصيف ما جرى في الانتخابات ومناقشة الخيارات القادمة لرئاسة الاتحاد، دون أن أنسى التذكير بأن كل هذه الأفكار التي قدمتها سابقاً ليست سوى وجهة نظري الشخصية، ولا أدعي أنها صائبة تماماً.
ما دفعني إلى إعادة الكتابة مرة أخرى في الموضوع نفسه هو بعض الملاحظات التي وردت من قراء وأصدقاء، وصل بعضها إلى اتهامي بتبديل مواقفي ومبادئي والتقرب من قيادة الاتحاد، والغريب أن المقالة نفسها عوملت بشكل متحفظ وبغضب هادئ من قبل أشخاص داخل هذه المؤسسة واعتبرت بأنها من النوع المؤذي للاتحاد.
على كل حال سأبدأ من الافتراض الخاص بأنني غيرت مواقفي ومبادئي عبر تلك المقالة، وذلك من خلال تصور البعض بأنني كنت أدافع عن د.حسين جمعة وبالتالي فإنني أدافع عن البيرواقراطية وأقف ضد التغيير..
أولاً: لنتفق مبدئياً على أنني عضو اتحاد كتاب عرب، أي أنني أنتمي قولاً وفعلاً إلى هذه المؤسسة وبالتالي فإنني، ومهما كان وجهات نظري فيها، فهي نابعة من حرصي عليها وعلى تطويرها والرقي بها إلى المنشود منها اجتماعيا وثقافياً وإبداعياً، وهذا سيغلق الباب أمام أي تصور بأنني أكتب من موقع العداء لهذه المؤسسة، بل إن انخراطي فيها ونقدي اللاذع لها أحياناً يقابل بتفهم من قيادتها وإن كان لا يخلو من بعض العتب أو الانزعاج، كما حصل مع هذه المقالة تحديداً.
ثانياً: فيما يتعلق بالتزوير، فأنا شخصياً لم أتقصد وضع نفسي في موقع الدفاع عن حسين جمعة أو غيره في مقالتي، وإن فُهم هذا مني فهو أمر مؤسف، كل ما فعلته أنني قمت، بوصفي شاهداً، على توصيف ما حصل في القاعة وتحليل أبعاده ومدى مصداقيته من حيث تأثيره على نتائج انتخاب الرئيس المقبل، وكان رأيي أن د. حسين جمعة لن يفكر في التزوير لأنه يعرف إنه إن جاء أولاً أو أخيراً فهو لن يسمى رئيساً إلا إذا اختارته القيادة، (وإن كان قد فكّر بالتزوير فهي حماقة)، كما أن غسان ونوس نفسه كان يدرك هذه الحقيقة، حتى وإن جاء أولا، وقد كان هذا جزءاً من نقاش بيني وبين الونوس على الهاتف، بُعيد نشر المقالة، وبدا الرجل متفهماً لأبعاد ومرامي مقالتي، وإن كانت له تحفظات على بعضها، وهذا من حقه.
ثالثاً: نحن نعمل، من موقعنا ككتاب وصحفيين، على تسليط الضوء على الخلل الموجود في اتحاد الكتاب وغيره من المؤسسات الأخرى، وسنستمر في هذا، ولكن، ليس من باب العداء كما أسلفت، بل من باب الحرص عليها والحفاظ على مكتسباتها، من هنا كانت إشارتي إلى ضرورة الانتباه إلى خطورة تغليب النقابي على الإبداعي لأن ذلك سيحول الاتحاد إلى مؤسسة سياسية ويفرغها بالتالي من مضامينها الثقافية والفكرية والإبداعية، وهذه الفكرة، ولكي تتحول إلى برنامج عمل، عليها أن تلقى الدعم اللازم لها، كأن يتبناها الكثيرون من الأدباء وينادوا بها داخل الاتحاد وخارجه، وقتئذ يمكن القول إن صرختنا لم تذهب في واد وإن نضالنا (القانوني) قد أعطى أكله، وهذا خير من الصمت ولعن الظلام.
رابعاً: أنا لم أبدُ في غاية الحماس لإبقاء الدكتور حسين جمعة رئيساً للاتحاد لدورة أخرى كما فهم البعض، كنت فقط، ومن موقعي كمراقب لما يجري، وكمطلع على بعض التفاصيل، أناقش الخيارات المطروحة لرئاسة الاتحاد، وهي كانت محصورة في شخصيتين فقط هما د.حسين جمعة ود. قاسم مقداد، وكان رأيي إنها، وفي حال ذهبت إلى د. حسين جمعة، فهي قد تكون ايجابية لأسباب عديدة ذكرت بعضها، ومنها أن الرجل يُمنح اليوم فرصة أخرى بعد أن تمرس في الإدارة، سيما وهو قد أمضى معظم فترات دورته السابقة في خلافات وصراعات مع بعض أعضاء المكتب التنفيذي، وهو ما أثر على أدائه وحضوره الإداري، كما أن التركة الثقيلة التي تركها له سلفه أمر يجب أخذها بالحسبان عند إجراء أي تقييم موضوعي لانجازاته، وهذا بعض الإنصاف لرئيس اتحاد حاول تبديل ذهنية وأسلوب العمل السابق، و يكفي أن له حسنة الاجتهاد..
أعتقد أنني كنت منصفاً مع الرجل، وأنا شخصياً قد تعودت أن أكون منصفاً حتى مع أعدائي..
وبالمناسبة، فقد ذكّرت أيضاً بمناقب ومزايا د. قاسم مقداد وجدارته بالرئاسة، فأرجو ممن يطالبون بالتغيير أن يعيدوا النظر مرة أخرى في مقالتي السابقة..
بقي علي أن أذكر بعض منتقدي بأنني لو كنت أجيد التقرب والمداهنة حقاً لكنت اليوم رئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب بدير الزور، وهذا ليس تكرماً، بل هو بعض حقي القانوني باعتباري قد نلت أعلى الأصوات في الانتخابات التي جرت منذ شهر ونصف تقريباً، ولكنهم منحوا الرئاسة لمرشح آخر يتأخر عني بخمسة أصوات، فقط لأنني لا أملك امتيازه المتمثل بانخراطه في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي.
[email protected]


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ما هي حظوظ الأصوليات الدينية في سورية..؟

12-آذار-2016

"خضر" والذين معه

21-تموز-2012

دم راشد بما يكفي

05-تموز-2012

آخرُ الأمر..

05-حزيران-2012

وجوه عديدة لـ (صحّاف) واحد

24-آب-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow