أيها الليل ، وانأ أنت ما اختلف صمتي عن صمتك كلماتي عن كلماتك روحي عن روحك . حبي للظلمة والهدوء عن حبك حبيبي أنت تعرف فانا وأنت توائم متلاصقة متناسقة نتلاقى نبضات قلوبنا اخترتك عن عوزي لضوء النهار لان الحزن تخلل أعماقي وأعماقك والتناقض جمع بيني وبينك اجتماع الشمس بالقمر في لحظات الغروب إنني وأنت كآبة وفرح إنا وأنت الجمال والأرق فكلما غضبت لجأت إلى خلاصك واختبأت كما تختبئ خيوط النور في وطأة الظلام فمن محبان للروح مثلنا مع القمر نشكل ثلاثيا رائعا ومع الحياة نحتفي قليلا ببعض آلامنا .
تخنقني الضحكات كما تخنقني المشكلات في الليل يختفي الناس يأوي كلٌ إلى فراشه ويضع رأسه ويفكر ... لعله لا يفكر لأن التفكير بحد ذاته جهد أكبر بكثير من العمل أنا وأنت لسنا إلا عشاق قرب بعاد تقترب مني فيحل الكلام مسكنا لقلبي وتبتعد عني في الشروق حتى في رحيلك تسعى لتسكن بقلبي ويدفئ ما بين جنبات ضلوعي من البرد والضياع تنتزع هدوء حياتي فلنثر قليلا على الدنيا ولنغضب عليها وهي نائمة عسى ألا تلاحقنا في الصباح فتعكر صفو هدوئنا أرى الناس في الشارع بين الذهاب والإياب لا يختلف شيء عن الذي قبله لا ابتسامة ولا حزن ولا حتى الملابس والوجوه يخط الزمن على الوجوه خطوطه فيكبر الناس ويبقى الملل مما فيها من كل شيء على تلك الوجوه الواقفة بين الإياب بين القليل من البساطة والكثير من التعقيد تبقى تلك النغمات الموسيقية من التنهد من تصدعات فلم لا احبك وانأ في الليل أنام لارتاح قليلا من العناء والناس يحبونك يحبونك أكثر من أي شيء ويعتبرون العالم قبحا جميلا فيه ما يجعلك ترغب به وفيه يجعلك تقرف الضحك كالسعادة كالشقاء جميل التناقض الذي يحمله كهذا وكأنه يوم تلبدت فيه السماء بغيوم ماطرة وبدأت الرياح تصفر وهاهي ذي تصرخ ألا تأتي أيها الليل حتى اختبئ واختفي في لحظاتك وأتخيل ألوانك فكل شيء عندي ألان بالأبيض والأسود انه الشتاء أكثر الفصول التي نتلاقى بها اشتقت إليك فاجعلني اختفي بين الهموم وضعني على ظهر الغيم لأرى العالم يتنهد