Alef Logo
الغرفة 13
              

أنقذوا فرقة رماد المسرحية من براثن تجار الأموال

ألف

2006-04-04

نبيل طعمة.. وعماد سيف الدين يتآمران على فرقة رماد المسرحية
عقود موقعة من مهندس الديكور ومن مصممة الأزياء ومن كاتب الموسيقى رضوان نصري وليس لديهم نسخ عنها
لاوند هاجو مؤسس فرقة رماد للمسرح الراقص وقع على بياض وعقده موجود عند شركة لين ولا أحد يدري ماذا سيصنعون به.
حين نتكلم عن الفساد، لا يجب أن نتوقف عند فساد الدولة وإداراتها، بل فساد البلد، فساد أصحاب رؤوس الأموال، الذين نبتوا ضمن المياه الآسنة ( الفساد العام ) كالطحالب والنباتات المتسلقة التي تأكل كل ما في طريقها لكي تنمو أكثر وتزيد من رؤوس أموالها.
وهؤلاء، أصحاب رؤوس الأموال، لا يفكرون بأحد وهم يرتبون بيتهم المالي، ويبيضون الأموال التي لم يعرف أحد من أين حصلوا عليها؟ والكل في الوقت نفسه، حتى أصغر عامل تنظيفات، يعرف. هل يمكن لأحد من هؤلاء وهم يعرفون أنفسهم جيدا، أن يبرهن أن قرشا واحدا من أمواله، اللهم إلا راتبه، إذا كان ضابطا أو موظفا كبيرا، كان مالا غير مسروق.؟
وحين نتكلم في هذا الموقع عن الفساد، فنحن لن نتجاوز الفساد الثقافي، أي أننا لن نقترب من أصحاب رؤوس الأموال تلك، إلا حين يقتربون منا، وهاهم وقد اقتربوا حد التماس فنحن سنفتح النار، ولن نتوقف.
عماد سيف الدين، أحد خدم نبيل طعمة، ونبيل طعمة أحد الذين صعدوا مع محمد حمشو علما بأنهما اسمان لمعا فجأة وصار الشارع يتداول حجم الأموال التي يتعاملون بها، والشركات التي يؤسسونها، وهمية أو حقيقية، هذان وآخرون بين أيديهم شركات لم يحصلوا عليها بطرق مشروعة وإنما من فوق الأساطيح، علما بأن أصحاب رؤوس الأموال الحقيقة، أي التجار الذين يشتغلون بتجارة واضحة، ويدفعون ضرائبهم، ويتعاملون حسب الأصول كانوا أحق بتلك المشاريع.
قلنا عماد سيف الدين تعدى وبشكل وقح وفج وغير متمدن على فرقة صغيرة أسست نفسها بكد وتعب وعرق جبين، ولم يكن مؤسسها بقادر على شراء فيلا في قرى الأسد ولا شراء سيارة لوالديه العجوزين فهو ليس عنده ابنة مراهقة ليشتري لها سيارة، وسنعود إلى كيف وصل إلى ذلك لاحقا، المهم الآن أنه متكاتفا ومتعاضدا مع نبيل طعمة، ولا نذكر حرف الدال هنا كوننا لسنا متأكدين من مصدر الدال التي يضعها أمام اسمه. المهم أنهما معا أوقعا في فخهما، ولأسباب لا يعرفها أحد، لاوند هاجو وهو واحد من الراقصين اللامعين في سورية، أسس منذ ست سنوات فرقة رماد للمسرح الراقص حيث عرضت الفرقة خمسة عروض أربعة منها بمناسبة يوم الرقص العالمي المصادف في 29 / 4 / من كل عام. أما كيف نصب هذا الفخ، وكيف تمت المؤامرة فهذا ما يرويه لنا الراقص لاوند هاجو والدراماتوغ ديمة ناصيف.
دخل لاوند علينا المكتب تصحبه الدراماتوغ ديمة ناصيف، يكابد، ويجاهد كي لا تنفر دمعته فتفضح رجولته، لم يقل سوى كلمة واحدة؛ لقد توقف العرض، ونحن ولأننا مقربون منه نعلم ماذا يعني توقف العرض بالنسبة له، وبالنسبة لفرقته التي عملت معه في بداية تأسيس فرقته دون أجر ولسنوات أو بأجر رمزي في سنوات أخرى. فوجئنا، سألنا، ولكن لم يكن من جواب طلبنا له الزهورات المغلية عله يهدأ. نظرنا إلى ديمة ناصيف، كانت أكثر تماسكا، فقالت نحن معا لا ندري ما القصة فبالأمس وقعت الفرقة براقصيها عقودا مع الشركة ودفعت الشركة للراقصين سلفة، وكان من المفترض أن تنتهي آخر العقود اليوم وهي العقود التي سيوقعها لاوند هاجدو بصفته الكيريوغراف والمخرج، وعزة سواح بصفتها الراقصة الأولى في العرض، ثم صمتت، نظرنا إلى بعضنا البعض، ثم إليها: وماذا بعد. لا شيء قالت اتصل موظف صغير جدا عند عماد سيف الدين مدير عام الشركة وأبلغنا أن العرض ألغي.
سألناها، ألم تكن هناك من مشاكل، سوء تفاهم ما، مشكلة ما يمكن أن تصل بهم حد إلغاء العمل
تجيب ديمة : كانت هناك مشاكل، ولكن من قبلهم وليس من قبلنا، فهم قد رفضوا مهندس الديكور الذي اختاره لاوند وطالبوا بتغييره، أصر لاوند في البداية على وجوده ولكنه أخيرا وافق إنقاذا للعمل، وطلبت الشركة أن تختار هي المهندس الجديد، ولكنها ماطلت وكنا نلح يوميا فالوقت يدركنا ولكن لا أحد يرد علينا وبعد إلحاح شديد أعطانا موعدا غاب عنه وآخر غاب عنه أيضا ثم جاء الهاتف بإلغاء العمل.
كان لا وند قد تماسك فابتسم ابتسامة حزينة وقال، أمضيت الليلة ساهرا أفكر وقررت أنه لابد من الوصول إلى نبيل طعمة، فهو لن يرضى بمثل هذا السلوك فقد اجتمعنا به أكثر من مرة، وكان يظهر بمظهر الرجل المحترم فأرسلت له msm أخبرته فيهما عما جرى وبعد ساعتين اتصل بي وحدد لي موعدا اعتبرت أن الأمر انتهى وأن سلوك من عماد سيف الدين سلكه يعود لطبيعته التي ترغب بأن يكون من يعمل معه تابعا له ليعوض تبعيته الدائمة للآخرين.
طيب قابلتم نبيل طعمة ماذا حدث؟
قابلنا بمودة كبيرة، وسألنا عن كل التفاصيل وأعطانا موعدا عن اليوم فاعتبرنا الموضوع منتهيا وها نحن عائدون من هناك.
وماذا حدث ؟
يضحك ساخرا، ماذا حدث ؟ استقبلنا عماد سيف الدين بكل صلفه غير المهذب والذي لا يحمل أية علامة من علامات التربية المنزلية قائلا بتحد وشماتة لقد انتهى العرض، لم يعد هناك عرض، واعتبروا المال الذي دفعناه لكم هبة، ونضيف إليها نصف مليون ليرة أخرى، وابحثوا عن راع غيرنا. ثم تركنا وغادر ووقف خارجا دون أية كلمة.
وهل أخذتم النصف مليون؟
طبعا لا، أراد أن يشتري صمتنا، ولكننا لا نشترى ولا بأموال العالم
ألم يعط أي تبريرلإيقاف العمل؟
أجاب بلى أعطى تبريرا غريبا قال أن مسؤولا رفيعا جدا في الدولة أبلغهم بأنه ممنوع عليهم كشركة إنتاج رعاية أي نشاط ثقافي فني أو مسرحي أو موسيقي.
وماذا حصل بعد ذلك؟
تدخلت ديمة ناصيف قائلة خرجنا ونحن نضحك، كان يجب أن لا يشعر بتأثير فعلته علينا، فخرجنا نفتعل الضحك بصوت عال، وودعناه وهو لم ينظر باتجاهنا حتى.
سألنا وماذا يعني توقف العرض.
قال توقف العرض يعني رمي جهود ثلاثة أشهر من الجهد والتدريب الشاق وتعب وعرق 20 راقصا، يعني.. يعني.. هو يعني سمعتي وسمعة الفرقة. أحلامي وأحلام الفرقة، ترى هل يعلم أصحاب رؤوس الأموال هؤلاء شيئا عن أحلام الناس ؟ وما تعنيه تلك الأحلام بالنسبة لهم؟
وماذا ستفعلون الآن؟
ضحك بمرارة ماذا سنفعل!؟ الذين لا يملكون المال ليسوا كالذين يملكونه، خصوصا إذا كان مالا منهوبا من صفقات مشبوهة ومن أموال الناس، فلا أحد يعلم من كيف جاء نبيل طعمة بكل هذا المال، ولا من أين؟ وليس من أحد بقادر على سؤاله من أين لك هذا فالذي يعرف تاريخه، وتاريخه القريب حتى يعلم أن هذه الأموال نمت كالعدوى القاتلة بسرعة لا يمكن أن تحدث إلا في سورية، من أين؟ لا أستطيع الإجابة ربما محمد حمشو يعرف الإجابة أكثر مني. بالنسبة لنا نحن فرقة متعاونة ومتماسكة، ولقد تبرع الجميع بتقديم جهده لمتابعة العمل دون أجر وبعضهم أراد أن يتبرع بمصروفه الشهري ليستمر العمل. ونحن مستمرون، وما رأيتموه وأنا داخل إلى هنا ليس حزنا على نفسي وإنما حزنا على البلد؟ وسؤال مشروع وماذا بعد.
طيب سألناه ألم تحاول أن تتصل بنبيل طعمة بعدها؟
ولماذا أتصل إذا لم يكن رجلا ويحفظ كلمته. لقد أعطاني موعدا ليحل المشكلة فأرسل لي عماد سيف الدين بهذه الطريقة الوقحة. لماذا أراه؟ أنا أعتبر أنني نجوت بجلدي منه ومن براثنه بالمناسبة لقد كانت أول كلمة قالها لي عماد سيف الدين أنت طلبت أربعة ملايين وستحصل عليها ولكننا سنحصل على 25 مليونا، وقتها لم أفهم قصده ولكن بعدها علمت أنها عملية غسيل أموال كنت أشارك بها دون علم مني.
غسيل أموال!؟ لماذا ؟ أموال المخدرات وتجارة الأسلحة هي التي تبيض فبماذا يتاجر نبيل طعمة سألنا؟
هنا تكمن المشكلة فلا أحد يعلم بماذا يتاجر هؤلاء الأثرياء الجدد؟ أثرياء السلطة، ولا أحد يعلم من أين يأتون بأموالهم ولكنها بمطلق الأحوال هي أموال مسروقة من قوت الشعب، ومن دم الشعب ومن دم شعوب أخرى.
طيب أنا أفكر هنا مالذي سيستفيده نبيل طعمة بالأساس من رعايته لمشروعكم المسرحي؟
قلت لك أنه سيدفع لنا أربع ملايين وسيجلها في الحسابات 25 مليون وهذه ال25 مليون ستدخل صندوقه مجددا وعلى الورق 100 مليون على أساس أنها ارباح للعمل هذا فهمي البدائي للموضوع وربما كانت هناك أمور أخرى لا أعرفها. بالإضافة إلى أنه وافق على المشروع عندما علم بأن وزير الإعلام السابق وافق على منحي الإذن بتقديم جائزة رمزية بمناسبة يوم الرقص العالمي وكان أول شرط لديه أن أحضر له موافقة من الدكتور مهدي دخل الله بأنه هو أي نبيل طعمة سيقدم هذه الجوائز باسم شركته على المسرح بروظة يعني.
نحن بدورنا نسأل نبيل طعمة؟ كيف يسمح بتعامل كهذا، تعامل مذل وغير لائق، تعامل فيه احتقار لأحلام البشر، تعامل يفتقر إلى أدنى حدود الإنسانية فالفرقة التي يتعامل معها هي فرقة محترمة بنت نفسها بكد وجهد وعرق على مدى خمس سنوات استطاعت أن تصنع سمعة لنفسها لم تصنعها فرق أخرى بعشرات السنين. حتى أنها اكتسبت ثقة الدكتور مهدي دخل الله الذي رعاها في السنة الماضية والذي آمن بها بحيث حصر بها منح جائزة بمناسبة يوم الرقص العالمي. وإذا كان أمر منع هذه الشركات من رعاية الثقافة آت من جعات عليا فمن ترعى؟ وإذا لم تنفق جزءا من أموالها في سبيل الثقافة فكيف تنمو الثقافة، كيف تنمو الروح الإنسانية دون موسيقى ومسرح ورقص وأدب وصحافة، كيف يا نبيل طعمة؟ وكيف يا جهات عليا؟ ولن نسأل عماد سيف الدين لأنه ليس سوى أداة بيد نبيل طعمة، ولكنه الأداة الجارحة، وغالبا ما تصبح الأدوات أهم من أصحابها فهي تعرف عنهم الكثير. وهذا الكثير يخيف ويهدد صاحبها. ربما أراد نبيل طعمة فعلا أن يصلح ذات البين بين عماد سيف الدين ولاوند هاجو ولكنه فشل لماذا الجواب عند نبيل طعمة وإذا كان يريد أن يعطينا الجواب فنحن بالانتظار.

























تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow