محمد الأحمد يرد على اتهامات نبيل المالح وآخرين ممن اتهموه بالفساد
2006-04-23
مدير عام مؤسسة السينما محمد الأحمد:
نبيل المالح مدين للمؤسسة بآلاف الدولارات ويتنصل من سدادها
المالح مخرج متواضع وأخذ أكثر من حقه بكثير
نحن نعطي فرص للجميع حتى لو شتمني البعض
بعد عشرات المقالات عن المؤسسة في جريدة النور رحبنا بريمون بطرس
المؤسسة تتعامل مع صاحب فيديو نسرين قبل مجيئي بسنوات طويلة
قال لي مدير مؤسسة السينما محمد الأحمد قبل الحوار بأنه سيرد على ما نشره موقع ألف مرة واحدة وأخيرة وعبر وثائق وليس عبر كلام شفهي بدا الأحمد حزينا حسب قوله كون الصحافة والمثقفين وصلوا إلى هذا الحد من الإسفاف واتهامات الناس بشخصهم والتي يردها لقضايا شخصية وليست فنية.. فإلى الحوار:
* تعرضت لانتقادات شديدة تناولت شكل ادارتك لمؤسسة السينما كما اتهمك البعض بالفساد كما في تصريحات المخرج نبيل المالح؟
**أولا كلمة فساد لا أدري ما هو مؤداها حسب ما يكتب في الصحافة، وهي أصبحت كلمة من لا كلمة له، وكلمة فساد أصبحت دارجة في الفترة الأخيرة بشكل يحتاج لتوصيف، وفيما أعلم أن كلمة فساد مسؤول عنها القضاء، فهو من يتهم بالفساد وهو من يبريء، فالصحافة برأي الشخصي لا يحق لها أن تقول كلمة فساد ما لم يكن هذا القول مدعوما بالوثائق الدامغة والأرقام والإحصائيات ومن يقول هذه الكلمة عليه تحمل مسؤولية الرد، فعندما تتهم شخصا يعمل في الثقافة أو الصحافة أو الفن أو الأدب ..بكلمة عريضة من هذا النوع لا بد من أن تكون الوثائق الدامغة بين يديك، ولا بد من إبرازها في نفس المقال الذي تكتب فيه عن هذا الشخص أو ذاك، مثلا عندما اتهم الأستاذ ممدوح الليثي بالفساد في مجلة روز اليوسف من قبل الصحفي عادل حمودة الذي قال أن الليثي يستنفر مصالحه الخاصة في عمله أبرز الصحفي الوثائق في نفس المقال، أما عندما أتهم شخص بأنه فاسد يجب تحديد ماهو الفساد هل هو فساد إداري هل هو فساد مالي هل هو فساد عام أو فساد خاص...إنها كلمة عائمة أصبحت عنوانا لأي خلال بين شخصين فعندما يأتيني شخص و(أنا أستقبل يوميا عشرات الأشخاص في مكتبي) و لا أستطيع تلبية حاجة هذا المرء أو ذاك أفاجأ به يتهمني بالفساد فعندما لا يلبى طلب أحد ما يصبح محمد الأحمد فاسدا، وعندما يلبى الطلب يصبح محمد الأحمد واحد من أنزه المدراء في الوسط الثقافي السوري إن الأمور أصبحت بحاجة لتوصيف دقيق والى نزاهة أكثر لا سيما وأن عرف الصحافة كما نعلم يقتضي النزاهة وتقديم الوثيقة حين يلزم الأمر
* الوثيقة بالنسبة للمخرج المالح تقول بأنه قدم منذ سبعة أعوام أربعة سيناريوهات ولم يرد عليها من قبل المؤسسة؟
** الأستاذ نبيل المالح تنتابه في الفترة الأخيرة مجموعة من الصراعات الداخلية بينه وبين نفسه سببها برأي مسألتين: الأولى: عندما أتيت إلى مؤسسة السينما علمت بأن الأستاذ المالح قد وقع عقدا مع المؤسسة بتاريخ 1999 يوم كان مروان حداد مديرا عاما لها، لتوزيع 33 فيلما سوريا لمدة ثلاث سنوات لقاء مبلغ 84 ألف دولار أمريكي منها عشرون بالمئة عمولته للتوزيع من أصل 84 ألف دولار ، عندما تسلمت إدارة المؤسسة في أواخر عام 2000
كانت التفتيش يسأل باستمرار ما مصير هذا العقد الذي لم يسدد منه للمؤسسة سوى عشرون ألف وأربعمائة دولار لقاء قيمة أفلام خام ومبلغ إضافي 17 ألف دولار، وبقي بذمته مبلغا كبيرا من المال لم يقم بتسديده، طلبت الأستاذ نبيل المالح وقلت له أنا ألاحق بشأن العقد الذي لم أكن أثناء عقده مديرا ، وأسأل دائما ما مصير الأموال العامة التي هي مسؤوليتي لإعادتها إلى صندوق المؤسسة... وبدأت رحلة التهرب اليوم غدا بعد غد...الشهر القادم ..
ثم وسطت صديق مشترك وهو الأستاذ أسامة محمد وقلت له لا أستطيع التستر وإذا تسترت سوف يتساءل الآخرون عن سبب تستري على هذا العقد، وأنا لا أستطيع التغاضي عن المال العام وبذل أسامة محاولات عدة ولم يفلح فيها، اكتشفنا لا حقا بعد مجموعة من المراسلات بين المؤسسة ومدير عام شركة أوربت زيد فريز بأن الأستاذ المالح لم يكتف فقط بعدم التسديد بل باع الأفلام لمدة خمسة سنوات وليس ثلاث كما هو في العقد، إذا هو باع وخالف العقد لحسابه الخاص وباع لخمس سنوات ولم يسدد للمؤسسة إلا الرقم الذي ذكرته وبقي في ذمته ثلاثون ألف وستمائة وثمانية وسبعين دولارا عدا فارق العامين، شكلنا لجنة خبرة ثلاثية أعضاؤها هيثم حقي- والدكتور إبراهيم نجمة...وتوصلت إلى رقم واحد وعشرون ألف دولا فارق العامين أي أن للمؤسسة بذمته حتى تاريخه واحد وخمسون ألف وستمائة وثمانية وسبعين دولارا أمريكي وصدر قرار حكم عن مجلس الدولة يطالب السيد المالح بتسديد هذه المبالغ للمؤسسة ولا مناص له من التسديد، هو يؤجل ويسوف ..وهذا سبب انزعاج نبيل المالح من محمد الأحمد هذا هو السبب الرئيسي
الأمر الثاني: وهذا سبب مضاف، بعث المالح لي برسالة تقول أن مهرجان بوزان في كورية يريد نسخة جديدة من فيلم الفهد لتكريمه، وكما يعلم الجميع هناك حظر للمواد الكيميائية ومن ضمنها المواد الخام التي نصور بها الأفلام ونطبع بها نسخ الأفلام القديمة، و لا نحتفظ إلا بكم قليل جدا منها وبامكانك مراجعة السيدة مديرة الخدمات الفنية وسؤالها عن هذا الأمر، فنحن لا نمتلك الآن إلا مجموعة قليلة من المواد الخام نحتفظ بها لأفلامنا الجديدة، وعندما سألت عن مهرجان بوزان اكتشفت أنه مهرجان من ضمن عشرة مهرجانات في كورية الجنوبية ولا قيمة له في الخارطة العالمية وأنا للمرة الأول أسمع به رغم أني أعرف وأذهب إلى أغلب مهرجانات العالم، ورغم ذلك أرسلنا للمهرجان رسالة في غاية الأدب وبالنهاية الفيلم فيلمنا وليس فيلم هذا المخرج أو ذاك، انه فيلم البلد قلنا في الرسالة لا توجد لدينا مواد خام لطبع الأفلام القديمة على الأقل في الفترة الحالية التي تتعرض فيه البلد لحظر من أمريكا
* وماذا بشأن النسخة الحمراء لفيلم بقايا صور التي أرسلت إلى الإمارات ؟
** بالنسبة لفيلم بقايا صور هذه هي النسخة التي بحوزتنا، مثلا شاركنا بتظاهرة في أمريكا بعثنا بالنسخ التي لدينا، كان في جعبتنا مشروع مهم، وهو إعادة طبع جميع الأفلام القديمة وبدأنا بهذا وطبعنا نسخة من اليازرلي والمخدوعون لكن نتيجة الحظر الأمريكي لم نعد نستطيع استيراد الخام بالكمية التي نطلبها ..
إذا من هو الفاسد في هذه الحال ؟ محمد الأحمد أم نبيل المالح؟ ومن عليه أن يسدد لخزينة الدولة محمد الأحمد أم نبيل المالح
* لماذا لم يتم اللجوء إلى القضاء لإلزام المالح بدفع مستحقات المؤسسة ؟
** لقد صدر قرار حكم كما قلت من مجلس الدولة يطالبه بتسديد هذه المبالغ ولا بد من تسديدها، وبحوزتي كل الوثائق التي تؤكد ذلك، وبعد صدور الحكم جاءني إلى مكتبي يستعطفني ويقول لي أنا مصاب بمرض عضال وأرجو ألا(تتبهدل) زوجتي وبناتي من بعدي، قلت له ما الطريقة يا نبيل لمساعدتك، قال لي هناك فيلم لي اسمه غراميات نجلا صورته للقطاع الخاص وأعطيك الحق في توزيعه، جمعت المستشار القانوني ونبيل في مكتبي وقال المستشار لي ل ايمكن، فربما يكون هذا الفيلم مرتبط بجهات أخرى، وهناك رقم معين يجب أن يسدده ولو دولار واحد
إذا من هو الفاسد؟ الفاسد يا صديقي في هذه الحالة هو نبيل المالح الذي يسرق الآن الدولة بهذا المبلغ، وكان يرفض تسديده لولا هذا القرار من مجلس الدولة.
*ولماذا تجاهلت المؤسسة أفلام المالح الجديدة؟
** أما فيما يتعلق بسيناريوهات أفلامه، هناك سلفة قبضها عن فيلم حسيبة الذي يجري الآن الإعداد لتصويره وسيخرجه ريمون بطرس، هذه السلفة قبضها بوجه غير قانوني ولم يعدها وقال بالحرف أنه لم يعد له مزاج لمتابعة هذا العمل، وفيما يتعلق بفيلم الياطر وجهت له بعض الملاحظات على السيناريو من قبل اللجنة الفكرية ولم يأخذ بهذه الملاحظات وصرف النظر عنها، وبالنسبة لفيلم حروب الزهرة، هذا الفيلم يتحدث عن نبتة جنسية تزيد الرغبة بالجنس لدى الرجال وكان محمود عبد الواحد أحد أعضاء اللجنة نصحه وقال له أنت مخرج لك تاريخ وهذا الفيلم ربما يكون مشروع لقطاع خاص، والمؤسسة لا تنتج هذه النوعية من الأفلام ووافقه الرأي، وعندما أتاني بالكتاب الذي ذكره ويريد معرفة مصير أفلامه قلت له عليك أولا تسديد ديونك قبل البدء بأي مشروع وبعد التسديد أهلا وسهلا بك، فلا أستطيع إعطائك فرصة إخراج فيلم وأنت ترفض إعادة أموال المؤسسة إلى الخزانة العامة
نبيل المالح شخص يقدم نفسه أينما حل على أنه مخرج أنجز مائة وخمسين فيلما من أين هذه الأفلام وكيف نستطيع الثقة برجل يقول هذا الكلام، أنا شعرت بالخجل عندما رأيت (كتالوك) مهرجان القاهرة حيث يعرف عن نفسه فيه بأنه خلف ورائه مائة وخمسين فيلما روائيا طويلا، أين هي هذه الأفلام..
نبيل المالح الذي يطالب بأن تصبح مؤسسة السينما مؤسسة خدماتية كان لي رأيا صارما به فهو مخرج أخذ أكبر من حجمه بكثير والدليل فيلم الكومبارس الذي يفتخر به هو فيلم مسروق عن يوم خاص لايتور سكولا وفيلم كوبي آخر اسمه حب في حقل ألغام، مشاهد بأكملها مسروقة من الفيلم، الفهد رواية حيدر حيدر ، بقايا صور رواية حنا مينة، مع العلم أن حنا مينة حسب ما وصلني لم يكن راضيا عن الفيلم، ومع ذلك يبقى فيلمي الفهد وبقايا صور كون المصدر أدبي لهما قيمة فنية ما..
قل لي ما هي الأعمال الأخرى ، السيد التقدمي واحد من أفشل أفلام السينما السورية في منتصف السبعينات، فيلم غوار جيمس بوند، فيلم غراميا نجلا ، هل هذه أفلام يفتخر المرء بها، لن أكمل أترك الحديث لمن يواكب السينما ولمن يعرف نبيل المالح أكثر مني
* أنت محاط بمجموعة أشخاص هم الآمرون الناهون في المؤسسة والتي تحولت حسب قول البعض إلى مزرعة شخصية؟
بغض النظر عن موقفي من نبيل المالح، أقف كمدير عام على مسافة واحدة من الجميع وسأبرهن لك:
هو يقول أنني أدير مزرعة شخصية وأن لي شلة أتصرف من خلالها، أقول له المخرج ريمون بطرس نشر خمسة عشر حلقة ضمن ملف السينما في صحيفة النور على مدار أربعة أشهر وحين فرغ من كتابة هذا الملف الذي يحملني فيه مساوئ السينما السورية وخرابها منذ عام 1963 وحتى الآن، فتح الباب وقال لي أريد أن أعمل ..وهاهو الآن يحضر لفيلمه الثالث حسيبة، هذا يثبت أنني لا أتصرف في مزرعة شخصية ومن خلال شلة
قل لي من لم يعمل في فترتي من المخرجين، الجميع عمل باستثناء محمد ملص، وهو لم يعمل باعتبار أن هناك مشكلة قانونية أراد أن يصور زوجته السابقة ببعض المسائل فكتبت لي كتابين أحتفظ بهما تقول فيهما إذا وافقت المؤسسة على تصوير الفيلم فسوف تقاضي المؤسسة وأتينا بخبراء قانون فقالوا تستطيع إيقاف الفيلم وسوف يتعاطف معها القاصي والداني، قلنا لمحمد ملص أزل هذه المسائل التي تعيق تصوير الفيلم رفض محمد ملص ذلك
في فترتي عمل أسامة محمد وغسان شميط وسمير ذكرى وعبد اللطيف عبد الحميد...، عندما أتيت كان هناك ثلاثة أفلام مرفوضة فيلم واحة الراهب رؤى حالمة وفيلم بسام كوسا الذي يشتم المؤسسة أيضا (دواليك) وسيناريو محمد ملص الذي طلبت منه راجيا التعديل لكنه رفض، وأنا أدعوه من هذا المنبر أنه إذا أراد إزالة هذا الخلاف القانوني بيننا فأنا مستعد لإنتاج هذا الفيلم لأني أكسب فيلما جيدا وسيناريو الفيلم واحد من أجمل السيناريوهات التي قرأتها، كما أعطينا الفرص لمخرجين شباب لا أرتبط بهم، ومع ذلك اعتبرت أن المؤسسة هي الحاضنة للجميع، وأنتجنا فيلم رسوم متحركة طويل للمرة الأولى وتعاملت مع القطاع الخاص للمرة الأولى (فيلم قمران وزيتونة) طورت المهرجان إلى مهرجان عالمي والى مهرجان سنوي
* البعض يقول كيف أقيم مهرجانا دوليا وأنا ليس لدي أفلام حاضرة وتنافس فيه؟
** لماذا لا يوجد سينما سورية حاضرة، ربما لا تروق للبعض هذه الأفلام وتروق للبعض الأخر وأنا لا أتدخل لا من قريب ولا من بعيد في لجان التحكيم، وفي كل الدورات التي أقمتها فازت أفلام سورية بجوائز، ربما يكون المستوى أعلى في هذه الدورة أو تلك، ولكن الأفلام السورية تحظى باحترام شديد، مثلا موريتس دي هادن من مهرجان فينيسيا وأحد أقطاب السينما في العالم قال لي أن الفيلمين السوريين يتميزان بأنهما يحتويان أفكار جريئة، ربما هناك إخفاق ما في بعض النواحي لكن لا يقلل هذا من أهميتهما
فيلم نضال الدبس عرض في مهرجان مونتريال وأثار الإعجاب ولأول مرة يطلب فيلم سوري في المسابقة الرسمية لمهرجان مونتريال، لقد حققت الأفلام السورية حضورا مهما في دورات مهرجان دمشق الأخيرة .
* يتهمك بعض السينمائيين والموظفين في المؤسسة بمحاباة بل بتفضيل صاحب فيديو نسرين في تعاقدات المؤسسة للترجمة أو التوزيع..؟
** أنا لم أسن آلية التعامل مع مركز نسرين، هو يترجم للمهرجان منذ عام 1995 يوجد تعامل منذ سنوات طويلة معه، أنا أعمل في الوسط الفني منذ عام 1983 وتربطني بجميع المنتجين والموزعين وآهل السينما علاقة طيبة، وقل لي هل تأخر فيديو نسرين في تسديد التزاماته ولو لمرة واحدة؟، وفيديو نسرين ليس الوحيد الذي يوزع أفلامنا فهناك أحمد عطية، جمال دوبا، محمد ديار بكرلي، كايد الطالب، جمال ربيع، نبيل ذكرى، نبيل المالح..هؤلاء جميعا وزعوا أفلام سورية، والوحيد الذي لم يسدد هو نبيل المالح الذي يتهم الناس بالفساد وهو الفاسد الأكبر ، لو لديه ذرة خجل لما كان فتح الباب على نفسه، شخص متورط بعدم تسديد أموال لمؤسسة حكومية أنتجت له أفلامه التي هي الوحيدة التي ربما ستذكر له، ثم يتهم الناس بالفساد
* لماذا يهمل السينمائيين في المؤسسة بينما يخصص مركز الصدارة لصاحب فيديو نسرين حتى في مهرجان السينما أو في الدعوات لمهرجانات؟
** لم أؤمن لصاحب مركز نسرين في حياتي أية دعوة، رجل تربطه بأهل السينما علاقات طيبة جدا، وهو رجل يحبه الناس وهو شخص كريم عندما تأتي الوفود لسورية لا أسمع إلا بأنه أقام دعوة وأنه يهدي أفلام ( DVD ) من مكتبته للضيوف...، إذا أقام علاقات خاصة فهل أنا مسؤول عن علاقاته الخاصة وهل أنا مسؤول عن اجلاسه في الصف الأول، أقسم بشرفي رأيته في الصف الأول وأنا ألقي كلمتي في المهرجان، لا أعلم من أجلسه هناك مراسم، وعندما سألت قالوا لي بأن رغدة طلبت منه الجلوس إلى جانبها، فهل أنا مسؤول عن ذلك، وهل أستطيع في غمرة التفصيلات الكثيرة التفرغ لمسألة من هذا النوع؟!
وإذا كان هذا الأمر الوحيد الذي لفت نظر نبيل المالح في مهرجان دمشق السينمائي فأنا سعيد جدا للغاية، نحن في المهرجان وزعنا كتب مهمة لا يوزعها أي مهرجان سينمائي في الدنيا وكرمت في مهرجان الإسكندرية بمناسبة صدور العدد مائة من سلسلة كتب المؤسسة الفن السابع، عندما تسلمت الإدارة كان قد صدر من المؤسسة خمس وعشرين كتاب فقط خلال 11 عام أنا خلال ستة أعوام فاق العدد المائة
* بالنسبة لكتب المؤسسة لماذا يعاد إصدار كتاب صدر في مصر بنفس العام إضافة إلى أن بعض النقاد المصريين الذين أصدرت لهم المؤسسة كتبا انتهوا كنقاد كسمير فريد وعلي أبو شادي حسب بعض الكتاب والنقاد؟
** إطلاقا.. ربما حصل ذلك مرة أو مرتين بأن أعيد طباعة كتاب صدر في مصر، وهذه الكتب قيمة ويمكن إعادة طباعتها ، وهل هذا الموضوع دارج أم حصل صدفة ولناقد كبير، والكتاب القيم برأي مكسب لنا وللثقافة السينمائية وقيمة هذه السلسلة أنها مثار إعجاب جميع النقاد والسينمائيين العرب.
* قال أحد الصحفيين بأن المؤسسة استعاضت بنشر الكتب السينمائية عن إنتاج الأفلام التي هي مبرر وجود المؤسسة؟
** حقيقة نحن ننتج بما نملك من مال، أتمنى أن يكون لي خمسة أفلام في العام، لكن هنا يوجد مفارقة: نحن نتعرض لمقارنات ظالمة يقولون أن المركز السينمائي المغربي ينتج سبعة أفلام في العام والمؤسسة لا تنتج سوى فيلمين أو ثلاثة على الأكثر، يا صديقي نحن ننتج أكثر من المركز المغربي، لان المركز السينمائي المغربي يمول من الفيلم 14 منه فقط نحن نمول الفيلم من الألف إلى الياء، وبعملية حسابية بسيطة نرى تمويل ثلاثة أفلام تنتجها المؤسسة في العام تعادل تمويل عشرة أفلام مغربية، ورغم ذلك يطالب الأستاذ نبيل المالح بتحويل المؤسسة إلى جهة خدماتية تؤجر تجهيزاتها ومعداتها
* برأي الأستاذ المالح أن هذا حلا لازمة السينما؟
** الحل برأي أن يكون المالح أكثر خجلا وأن يكون أكثر احتكاما لضميره وأن يسدد ما بذمته من أموال للمؤسسة سرقها ويرفض إعادتها ويلتزم بعقد لثلاث سنوات وليس لخمس وهذا لوحده تزوير ويجب أن يحاكم عليها ويحترم نفسه ويقول بأنه أنجز خمسة أو ستة أفلام وليس مائة وخمسين فيلما، وكان عليك أن تسأله في حوارك المطول معه عن عناوين هذه الأفلام فقط.
أمثلة أخرى: إحدى السيدات الفاضلات واسمها لويز مشاقة تترجم في القسم الفرنسي في إذاعة دمشق طلب منها نبيل المالح ترجمة فيلم الكومبارس إلى الفرنسية والأجر كان أربعين ألف ليرة سورية على ما أعتقد، وعندما أنجزت الترجمة قال لها أنا مغادر إلى الخارج من المطار لقد تركت لك مبلغا من المال عند زوجتي خذيه منها، وعندما أرسلت أحدهم لقبض المبلغ تفاجأت أن المبلغ أربعة آلاف ليرة سورية...!! هذا هو نبيل المالح
حادثة أخرى: أحد موظفي الطباعة طبع عنده المالح نصا جاء إلى المؤسسة وقال عندكم مخرج اسمه نبيل المالح طبع عندي ولي بذمته أربعة آلاف ليرة، كيف أستطيع تحصيلها وبامكانك سؤال محمود عبد الواحد عن ذلك..
* يقال بأنك وظفت الكثير من الناس في المؤسسة دون حاجة المؤسسة لهم كالسكرتيرات مثلا؟
** هذا طبيعي أنا لدي سكرتيرتين، وهل هذا غير طبيعي ومختلف عن أي مدير عام، موضوع الحجم الوظيفي أمر طبيعي فالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون قبل خمس سنوات كان فيها أربعة آلاف موظف الآن يوجد ستة آلاف، هذا الوضع يفرضه تشعب العمل
المهم ما حققته في ست سنوات لقد حدثت المعمل بأدق المعدات السينمائية فلا يوجد معدات متطورة إلا وأتينا بها، أمر آخر مروان حداد بقي 11 سنة مديرا عاما أنتج عشرة أفلام أنا لم أكمل عامي السادس أدخل الآن في تصوير الفيلم 11 وفيلم 12 وأحييت سيناريوهات ممنوعة وأصدرت كتب وحولت المهرجان من إقليمي إلى دولي و سنوي، وبالنسبة للصالات عملنا ما يلزم لكن للأسف القطاع الخاص لم يستجب، وبدأنا بتحديث صالاتنا: كندي اللاذقية وحمص ودمشق ودمر ....
* كيف تم إنتاج أفلام قصيرة لشبان ليسوا أكاديميين كعوض قدرو مثلا..؟
** عوض لم يعط فرصة فيلم لكن يساهم في العمل من خلال أفلام تسجيلية وعوض شخص ليس فقط عارض بل هو شخص يعشق السينما ويكلف أحيانا بتأمين مواد للفيلم كانتقاء مشاهد من أرشيف التلفزيون يشرف عليها وينسقها...
ولم أعط فرصة لمخرج غير أكاديمي مع الرغم أنه في الفيلم القصير لا نطلب عادة شهادة أكاديمية مثلا بسام كوسا أخرج أكثر من مرة وهو غير أكاديمي ...
وهل نستطيع القول أن حنا مينة ليس روائيا لأنه لا يملك شهادة عليا ؟بدوي الجبل يؤلف عنه أطروحات دكتوراه ومحمد الماغوط .....بازوليني ليس خريج معهد سينمائي، ومع ذلك لا نستثني أحد من شرط الشهادة في الفيلم الروائي الطويل، بينما الفيلم القصير متروك المجال فيه للتجريب
* اتهمك المالح وآخرون بأنك غير مؤهلا أصلا لتقييم الأفلام والحكم على السينمائيين؟
** أنا رجل أؤدي مهامي كما ينص عليها القانون، وكمدير لمؤسسة السينما أقسمت عندما استلمت على أن أدير هذه المؤسسة بشرف ، والشرف يقتضي عندما يقوم شخص بسرقة مال عام أن أحافظ على هذا المال وأعيده إلى خزينة الدولة، وفيما يتعلق بفهمي في السينما أتمنى أن يتحرر النقد من الشتيمة ويرتقي إلى مستوى النقد، أنا لا أنزعج عندما يقول المالح أنني لا أفهم في السينما هذا أمر متروك للناس، ومن صنع ثلاث مهرجانات للسينما بهذه الصورة أعتقد أن له علاقة (ما) بالسينما ومن ألف عدة كتب أيضا، أما إذا طالبني هذا المدير بمستحقات المؤسسة عليه، أصبح المدير لا يفهم في السينما، ورأي به قبل هذا الخلاف بأنه مخرج متواضع وأفلامه لن تصمد أمام الزمن وما عليك إلا مشاهدة بقايا صور والفهد وهما بيضتا الديك في إنتاجه السينمائي
* يشاع بأن تعيينك كمدير لم يكن بسبب اهتمامك وفهمك بالسينما بل بسبب وضع معين يعود لعائلتك أو هو نوع من مراضاة لعائلتك لكون والدك منير الأحمد توفي في المعتقل؟
** هذا الكلام يفرحني لسبب أساسي وهو أنهم لم يروا شيئا خطأ فتذرعوا بهذه الأقوال، لقد كنت الشخص الثاني في المؤسسة عام 1990 حيث كنت أشغل منصب مدير التخطيط والدراسات وعضو مجلس الإدارة ولي كلمة مهمة جدا في هذه المؤسسة قبل أن يتوفى والدي في عام 1990 وأنا تعينت مدير عام في سنة 2000 فهل انتظرت الحكومة عشر سنوات لتعويضي عن والدي، وأنا أفرح بهذا الكلام ولا أشعر بأي غبن أو ظلم، أنا ورائي أربعة كتب ومئات الحلقات التلفزيونية وشبكة من العلاقات السينمائية ومئات المقالات والدراسات نشرت في اليونيسكو والنهار والسفير والكفاح العربي وفي الحياة والأهرام والجمهورية، فشكسبير قالوا عنه يوما بأنه كاتب أخرق (رأي) ما يروعني هو المستوى المسف الذي بلغته الصحافة في بلدنا، لك الحق بأن تقول عن محمد الأحمد أي شيء إلا الهبوط إلى الشخصي والهبوط إلى الإسفاف والمبتذل من المعيب اتهام الناس بشرفهم وأخلاقهم وكبريائهم، هناك بعض الأشخاص يصابون بجلطات من وراء هذا الابتذال، أنا والحمد لله أتحلى بالتماسك الداخلي وأعرف ما حققت ولقد ترك لي والدي وجدي والحمد لله ما أعيش منه بشرف، دون أن أفكر بكل ما كتب (بكل أسف) أنني أنوي تسليم المؤسسة إلى القطاع الخاص، انه كلام معيب، ومن المحزن أننا في هذا القرن الجديد نتمتع بهذا الأسلوب من الإسفاف والابتذال وتغليب الخاص على العام...
مثلا أحد الصحفيين ممن ينشر في الانترنيت سبب خلافه معي أنه مع بداية تسلمي إدارة المؤسسة قدم سيناريو ورفض هذا السيناريو
* هل تقصد (الزميل سحبان السواح) ؟
** لا إن المقصود خليل صويلح
أتى إلى مكتبي وعرض علي سيناريو في الأشهر الأولى ولم تتم الموافقة عليه، هناك لجنة من ثلاثة عشر شخصا للقراءة.. وتقييم النص
ومن المؤسف وصول الحوار الثقافي إلى هذا المستوى المسف
هل عدم قبول سيناريو من اللجنة يعني أن محمد الأحمد مديرا فاشلا؟ قل ما شئت عن فهم أو عدم فهم محمد الأحمد في السينما لكن لا تتهمه بأنه يريد بيع المؤسسة أو أنه شخص فاسد، ونريد طمأنة البعض بأنه وعلى مدار العام هناك عشرة مفتشين من الجهاز المركزي للرقابة المالية ومن الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش وهم من يحقق ويتهم ومع ذلك لم يروا أي خلل أو صرف بغير مكانه في المؤسسة يدين شكل إدارتي أما المسائل التفتيشية التي لم أنتهي منها حتى اليوم هي من إدارات سابقة ولا نريد أن نسمي أحدا
أني حزين لان الظروف اضطرتني للتعرض لأي شخص له إسهام في الحياة الثقافية السورية وأن أدخل في معارك جانبية، وما صرح به نبيل المالح كان لابد من الإجابة عليه
* يقال أنك تستخدم استخداما شخصيا أسطولا من السيارات على حساب المؤسسة؟
** نحن متهمون بأننا قمنا باستيراد السيارات الحديثة جدا وبأنها كلفت أموالا طائلة، نحن قمنا باستيراد مجموعة من السيارات (مكاري وسيارات سياحية للمدراء الأساسيين أسوة بالإدارات الأخرى إضافة لعشرة سيارات أخرى وكلها من مصادرات الجمارك وأعلى سعر لهذه السيارات هو (250) ألف ليرة سورية وكلها موديلات 96 و97 و88 فأين هذه السيارات الفارهة، وهذا أمر طبيعي وأي مؤسسة بالوزارة استوردت سيارات أكثر من مؤسسة السينما، ونحن حدثنا أسطولنا الذي كان يكلفنا أرقام مضاعفة في الإصلاحات أكثر مما استوردنا وسيارتي هي موديل 1997 وليس 2007 كما كتب
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |