يلا تعديني خيراً ربما يأتي
وأنتِ –
لا حول لك بظبط المستقبل
فالحياة قد علمتني خيبة الوعود
وازدرائها...
*
سألتيني عن الألوان
فأين أنا من الألوان
ومن الدوائر
أين؟
*
ألا ترين الأوقات
تمطر أعياداً تافهة
على البشر
ألا تلحظين كيف الزمان
يخلف عللاً شاملة
من التكاليف
والمنغصات
ألا ...
*
أنا يا حياتي
لا أملك من قلبي سوى الدقات
فالحكيم يعمر دون الآوان
*
من عبر الأشجار العارية
أطل على الفضاء الهائل
ليحضن فؤادي أرجاء البسيطة
على ضفاف من الصمت
هوت مدينتي
تربض في شتائها الناصع
وغيوم القطن الأسود
تلبد سمائها...
*
أوراق التوت هوت فصارت بساطاً
في الأحواش النائية
والبرد يا مني أمسى يعض
البشر والكلاب
بالسواء
*
تضوي قصيدتي فيّ
كالبرق الذي يضوي
لحظة
ليبقيني منبهراً
ويختفي
*
هاهو يطفو عل متاهات الفكر
صندوق الخشب الأزرق
يحتضن جوزه ولوزه
متحلياً بالباستيق
بالتين والتمر
*
هاهي فرسي ترن أجراسها
لتزهو بالثلج وتلمع
كأنها بعثت من نومها الأبدي
*
هاهي على صفيح الباب المصدءِ
ترف كف النحاس
دخان يتلاشى في الهواء
زرازير تلم أكنافها
إلى أحضان المساء
وهدير زرزرتها –
يدوي
ليجمد الهول في عروق الطفولة
آخر قطرة من الدماء
*
هاهو موقد الفحم المجمر
بفناء غرفة طينية منوصة
مضببة ببخار ورود تغلي
يحيي مهابة حكايا مرصعة
بالإنس والجن
*
هاهو سقفنا –
متأبطاً أعشاش السنونو
كلوحة باهتة
غزيرة البياض والسواد
تتقلقل فيها الطيور
بنَفَس الأعجوبة
*
هاهي سروتنا بلوَرها الصقيع
فبدت تمثال يسيل من الدمع
القلب يا منى
يحيك االساعات بدقاته
وترن الأصداع أكثر من رنين الزمان
ما يمطر اليوم
كان قد شتى بالأمس
والقلب هو ذات القلب
الذي أراد ابتلاع الحياة
في الرابعة عشرة
*
يا عش العصفور, أيها القلب !
للتلال النائية خصل ملونة
ولنا خصلة صفراء
إشتهتا ظبية الصف
وردية الخد
المفعمة بالحياء
فمن غمزاتها لم يبقى لك
سوى حكايات
ودقات