Alef Logo
شعر معاصر
              

تافهونَ كل قليلٍ يقعون عليكِ من الصيفِ

2008-03-15

... ولأنني نادراً ما أتذكـر أي شـيءٍ
، ولأنني نـادراً ما أقـول أي شـيءٍ
...كلُّ ما كان هناك كان بالصدفة هناك
، سـوى خيالاتٍ لها هيئة خرائبٍ في الليل
و مدنٍ وراء الخرائب كلما اقتربتَ ابتعدتْ ...
لا أعرف لماذا في آخر الصيف ...
أن مسنناتٍ كأنها أسنانٌ صغيرة في دواليب رقيقةٍ من معدن
بنفسجي كانت تدور هكذا ببطء في العلبة و لاتراها
... ثم أن لها هديراً خفيضاً كأنه الريحُ
يعود يقعُ كل قليلٍ بخلفية صمت شاسع و يشبه أن يزفر كائن
ما كان ينام في الِفناءِ
كأنه المارد ينام في الفِناءِ و يزفر في نومه
ثم الزفير يعود فتحسبه يتكرر في نظام زمني ما ...
*
لرَجَعتُ لسِوارِ خزانٍ قديمٍ
وطرفٍ من فِناءٍ كنتُ أعيده من نهاراتٍ كهذه ...
سـوى ما تعـيده لي هـيئة ُذهولِكِ
سوى ما قلـتِ كان يهـوي هناك..
( فلاة ٌفي الشـمسِ كانت تهوي هناك )
*
..............
لست ألسنياً، فقط أهرفُ بما يدور برأسي
الجميلة قالت أن ما أقوله يذكرها بمقطع ما في " المريض الإنجليزي" ، لا أعرف...
... الجميلة تقول أن كائناتٍ هناك تتموه بالجبال، بأفق غامض
لكني كنت أفكر في غير هذا ، كنتُ إذ أقول السبتْ لا شيء يتحركُ ، لا أحد ينبس ببنت شفة لا أحد يرفع يداً ليقول أو ليفعل َ
لقلتُ أن المدن هي أيضاً لها هيئة الذهولِ
لولا تأوُهي فيكِ
، كان هكذا حاداً .. و كان هكذا قاسـياً
لولا تأوهَكِ
خافتاً يجرح الليل َ

*
الحادية عشرة صباحاً :
رائحة السرو الثقيلةُ في الصباح ، و الظلالُ الثقيلة تركها الليل في الأرصفةرغم َ
بقع ٍضئيلةٍ من عشبٍ كان هناكَ ...

في الرصيف الثاني عربات البرتقالِ يدفعونها من ممرٍ يلتوي كشريط رفيع في الجبال الزرقاء
الحادية عشرة صباحاً :
لا شيء سيقنعني بجدوى تصادفِ من كانوا يهترجون أمام قضبانٍ سوداء َفي النوافذِ ِ...
الحادية عشرة وخمسون دقيقة : لا جدوى من الجبال الزرقاءِ في الخلفيةِ

*
... أحد ما بنظاراتٍ سوداءَ وقبعةٍ كان يقف في الشمس ، على بعد أمتار أمام سيارته الجديدةِ
، سانداً القبضتين على الخصر ِ يتأملها طوال ساعاتٍ كما لو يتأمل تحُفة ً
، هكذا طوال ساعاتٍ... ثم كل قليلٍ يتقدم، يحك بظفره شيئاً ما على الزجاج الأمامي
*
كان ذلك في أيلول :
رأيتكَ تَسكب زفتاً ساخناً من شيء يشبه إبريقاً كبيراًً، وثمة زفت كثيرٌ على
الأرض يملأ الساحة ويملأ ثيابك َ
كان ذلك في أيلول ...
كل شيء كان له هذا الإلتماع الساخن الأسودُ لزفت طريٍ على الأرض ِ


*
فكرتَ أن الرمل َ، لابد كان هكذا يشرب أطناناً من الماء يحملها هواء
الليلِ في كل هبّـةٍ ، أو هكذا قلتَ
وأنه لا بد كان تداخل ُالأصواتِ
ماكان ينشىء في الرمل طوابقَ حجـريةً من أسماكٍ ومحاراتٍ ...
قلتَ أيضاً أن أطناناً من الماء لابد تحملها الريح هكذا إلى الأيكاتِ و سور الحديقةِ....
بعدها الطوابق والمدارج تتتابع ولا تنتهي مهما أوغلتَ
*
... و لأنني نادراً ما أتذكر أي شيءٍ
ولأنني نـادراً ما أقول أي شيءٍ
، ما كان هناك كان بالصدفة هناكَ
سوى خيالاتٍ لها هيئة مدنٍ وراء الليلِ
وخرائبٍ وراء المدنِ كلما اقتربتَ ابتعدتْ
، وغيرَ ذلك ما قُلتِ كان يتدحرج في الجدار
(شمس ٌزرقاءَ كانت تتدحرج في الجدارِ )

*
الثانية في الظهيرة :
يبحثون عن قشةٍ في كومةٍ من القشِّ
، الغرف الحجرية تتبعني في الطـريقِ
الترابيةِ
الملمس المخملي لنـهديكِ يتـبعني
في الطريق الترابيةِ
، غـرفٌ قـصية في التـلالِ تتبعني
مسـاءات ٌسـريعة ٌ، وطَرفاء ُ...
و مهابط ٌفي الطرفاءِ
*
الثانية في الظهيرة:
العارية التي إلى اليمين أنتِ
... التي إلى اليسار أيضاً أنتِ


*
الخامسة والثلاثون في الظهيرةِ ...
تضع يدك على صدرها العاري
تتمنى أن تبقى يدكَ هكذا
دهوراَ على صدرها العاري
*

كأنه كان عليَّ
أن أدفع تافهينَ كلَ قليلٍ يقعون عليكِ من الصيفِ
... من الجبالِ
أو من النوافذ ِ



تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow