Alef Logo
ابداعات
              

الإنتظار في المشرب الآخر / قصة

د. عبدالرحمن شاكر الجبوري

خاص ألف

2011-01-21

(كنوشة)... كبُنْدُقَةَ سمراء، عيناها... دهشة.! دفعت بأرجل خمرتها آذاراتها الثلاثين، لم تدُرْ برارتها فيه سواها... خبيئة غدير يتوقد، تراضعت رّشحاته شغفا. (كنوشة) كقطرة مطر ملاستُها، ملَس لامع مُبتسل كالرَفَّة، ذَبْتُ صمت هائجُ من يدي طرفاً، وزّهَا في مغص أصابعي، تدحرج كمَجرَّة اللائي دخيلتها، ينهلُ قُرَحا مُعطَّر ذاهلا بأندهاش، كأغنية خريفية دكناء ذُرّتها...، كزنبقة أعيت تلتفُّ برُجُمُ نصف شفافة أسفارّها في نهر بغبش عظيم... ولم تأفل بعد. تجلّتْ بمحض خَفاءً رسو دغدغة صاغتها توتة وعصفور ومطر.. ، جَعَلها المَدارَ تدفّق أختباءها بنسمة الكلمات والكرمل والسحر...، هَمَّت ونُحتت سوسنتها أكثف من سهو، أنطوت في أكتمال التفتح، تاهْت تتوارى تلتفُّ ذاهلة في دوامة سهر وشرود....، كطائر السنونو حين يعوزه الوقت لينتظر.! حميمة كانت كالصهيل، كالحب العُذّريّ الكئيب، كنهد ورع شق طريق أنوثته بأنَفَة... ودفق.! أفيقَت تمدد شرنقتها لأًغنًّيةُ قُبًّرَةٌ لا تتمهّلُ، تفاجأ المنية في وحْدَة، تَلَفُّعها عُزلة الوحل... فريدةً مغمورةً بخفوت....كماضي الطفولة المخدَّر.! نهدها التقيّ هدّها، لا ياؤى مكانه إلا غائر دوماً، شيمته سحر ناعم يتلمظ، يفتك من طاف فيه لمساً...، تراءيه تُطوَّفه كسْتّناء لنَمْش ركوة عشق، أُشْتُّقتْ ذوائبُهُ نعومة حافية، ضئيلة، لامعة...! حينَ ألمُسُهُ، يغلي مُتجلّي بأسفار فاختَةٌ...، طلت (كنوشة) كحلمة لابدَة...، أحسستْ لمُسُ نَسَّبَ بنفسَجة قادم، كنسيم لائق بعد أنوثة مجففة...، تسير أراها، وانا من بعيد جمٌّ، أغدو كفُتات فستق في وريد...، بل كنَدّى على سطح فخارية أتلوى... عيناي تعتقت تحتطب البلبلة في حُباحبي كزفيرُ حانة، كأنَّما تتملَّى الفرائص تفَوّري.... أترقب قدومها من خلف زجاج المشرب بلجلجة، وهي تزحزح رُحبة متعتي البالغة كسفرجلة.... وجع ثكلُ يعجّ بيَّ، يُبني ويُهدم يالذي ستنسُخُه روحي... (كنوشة)... أتأملها جاثياً الثراء أدندن... لا جعَّد بهمهمة تأت...ولا الى أين حسَبُها.!! ولا حتى يُعَبَّرُني الأندفاعُ المرتعد.! تقترب أكثر صوب المشرب، تعبر الشارع بأفئدة واحتراس، دون أكتراث وتوتر، كزهرة برية أربَّتها المطر الرزين... مُبعدة ربوع أردَّافَها المتمَّردة بتجانس وحذق كأوزة عراقية، يثيرسيقانها المشقاء سيماء قامتها اللّفاء، رشيقة فارعة، ترّهَّف... تهتزّ... وتتمايل مُدلّلة، كمساء وردة حديقة مُبلَّلة. أماطت لثام شعرها.. فأستفلت كشلال نبيذ قروي داكن...، تفالت هفيفا، مُتْرَفا،ً يربت على حنايا مَسيل صدرها، بترتّل وتأنَّق، كما لو تود أوَّجَّه ينهض من ثُمته... للبثَّ بقايا غمرة شاع خمرتها يطوق خصرها المتشابك...، خصراً غابطاً، يشبه الذي لم يستسلم ببطء للخدر الرقيق بعد أهتزازات فرس...، أقتربتْ... إنّ تمَّت.! ولأكنْ أنذا مُتفّطن بدفء تراب مبلول بخمرة ليل، بينما ها عيناي ملتفَّةً هنيهة لن تدَّعي، أنئذ مدَّفقة حتى تطارد هذا الوجل، وأن ظلتْ عبر النافذة.. لن أكون عنها من أمد بعيد...، حيث صدرها الوثير، خلف ستائره.. وسيماً بأبهته، جذاباً ببوس ثيابه، يُصان بمرؤة نهدين جليلين مُتاخمين.. متوقدين، منشُدُين بمذاق حنين كالأوفياء حين يجَيزَا الهدؤ، أشتهيت تقبيلهما بنبوعة حين تأتي...، سأبتَني، وسأسكُنهما بأرتياحهما عميقاً، أُربّي ضواحي الرعد البعيد من صرختهما المكتومة، وأن لا أغادرهما مطأطأً ببلاهة، بمثل هذه السهرات الندية الأخاذة. وأمضي بالبحر المترنح، حينما يسمع تولول ريح الشتاء، لأغنيته التي يعشقها المغني ككآبتي بأتساع، ولذاذتها كرائحة حلاوة قروية.! لكن كيف السبيل لأمضي.! وملامحي تخفي مذاق النعاس وفوقي الجنون يغرد.!...كيف أمضي بالمنتهى.. نصف شفيف.! ولجفني حزن يزاحم نيرودا ورايات ناظم حكمت بالمستحيل.! شوقي يشهق أعماق الأرض، وإنّ أصبح الحزن سماء.!! فأي لّمة للعصافير.! وأي لَمس للمطر النَمير.!
فَتحتْ باب المقهى كأوردتي، ودلفتْ تستفيق بتدثّر وأبتهاج يتلاطم، كبرد الموج الحاشد للموانيء يدفعها تفكّكَني.. كقطرة مطر أَخّشَّتْ بنَخْب لحفيظتي، فَسَّرَت تمتمتي وأسْتَكنّت كالدفء. توقَّفْت برهةً كاليقين، وسط إزدحام الاحتمالات المتشابكة للفصول، عانقتني بقبلة حَطّت عليَّ معتقة، وطأطأت شفتيها تُلَّغزَ قطراتها ذوبانا، ككرزة ريانة أنفرد المطر بآفاقها الأحمر، أخرَّها للقطف المتأني... فحنَتْ. نظراتها زينة بصر بين الحشد المهيب، أنفردنا، تطايرتُ هباءاً، أكسل من فانوس بليل شتوي.... كنا ممتزجين بمراسيم الأنفاس... وثمة بهجة لضؤ وشك يشحّ، من تحت لذائذ الرماد...، تعجلتُ أن أُنحيَّ جانباً مضاءتي، لأُقَّبل وأُصافح ملّمسها الصيفي بهدّأة...، وبضعة عطر أنثوي، ازداد أنفلات وتبسم صوبي، فتَناعمَ هواء، راح يرمم سطح الخمرة في الليل... أعتلتني أرتشافات غفيرة لحُجَّلُ من عند الشَّط.. تًنَّوم محيايَّ بنُصاب ابتسامة مزهرة بالعشق، ككرنفال تفاح بميدان مضيء...،منذئذ أحست (كنوشة) بتوزع نظراتي البالغة اليها، إذ ذاك تغور المعالم، وتمّحي عليَّ من تيهي المختلس..، أحسَّ مخاضبتها، تبعث وتوّزع حصادة وبرودة الشوارع من بخار فمها المتطاير...، وبهدؤ عند طاولتي، أبتغيتها الأرتياح والجلوس...، قدْ غَّدُّت منفعلة الشوق بدنوّ ركبتيها العضيمتان.. وعجيزتها المُدهشة الطرية كبيضة مسلوقة...ساخنة.! تصّببتْ حياء وخجل مُذّعنْ، كنَهرٌ مَهيبٌ خصب...، فتنديت خدراً ناعم...،(كم كانت تَعلّفني رغبة، أن أغسل لها خصرها وإليتها، وأصرَّ أن إلاعبهما بالصابون، والغثيان يسيل بين أصابعي، والأحساس الحار يقنص نهدها الأيسر بلبث الأعتذار...حينها يمكن قياس المسافات لصوتها الخفيض...ذلك الذي تلوح المرأة حدته بالحشرجات خلف الصرخات المرتخية...). أنتبهت لعزم المساورة بتلك الفنارات من علّف الأفكار الشاحبة، كانت تغليني بعنف وهَشّم وخجل..، ككُنَّهَ غَصص أنفاس ظهيرة صيف، يعرقني تحت ظل شجرة الكبتولا ما بين آن وآن يُبُّقيني...حرقة تلطخني بدءاً من صمتها المتفوق بالرَّضاب، وهوسي المشاعي المنتفخ في ملامحي، هائم في الإنفلات من فظاظتي، إن تقافز، فهو غبار زبَّد شفتي الحرّيف... بنفاذ صبر كانت تتلواني السهرات في نفخ البحر... أتظاهر تهجئته بأناة وجلاء كالدّغل الهادئ المُذْهَبَ، أخفي نعناع شحوب أنفعال تشوّقي الطيني من تعَرُّضاتي المُقيحة، وأنا مُقَتَلعَ ومتجرد كأصوات عصافير من فُتق الجوز، وبكراهيتي العنيفة لنفسي، من تعرّضي المتعطّش لمراقصتها بنقاوة ليل البرتقال، ولملمة ما تشظى في حضني بلمس مهموس لعشب الحقل، قد لا يحتمل التخدير المتفلَّت لثلجي الصدأ المخثر برمَّته...، لا تمليني الرغبة ان يتلطَّخ بنا الدنس مرارا...! إذ دارت نظراتها نحوي، قالت مرتبكة في طلّة باقة صمت.. وهي مثنية رأسها فوق ظهر يديها، كريشة عصفور مبللة في زاوية شباك رطب، تجوب نظراتها اليّ.. وبنشوة تلتف نظراتها بأرجاء الطاولة وسط اضواء المشرب الخافتة، كأنها تحدق برائحة جذور خفية للخمرة لتقرأها لي..كعرافة مكتنزة بفك الطلاسم والاسرار في شُحَّ الليل. قالت أياي كأنها أستفاقت من ردم نعاس يهتف، غاضبة النبرة كالسماء الاولى، وببطء أخذت تفاتنها نبرتها بالتمرد والتملص من مرارة ظلي عليها...قالت وهي تزالق بكلمات غير متوازنة الغصة، فيها حشرجة الرفض، وعدم الاكتراث بالهَّم القادم للجلجتها، وهي تدخل ناعمة اللمس لعمق الجملة بحروف مهلهة لسلة خوص:
- (مردار) قلبي كزهرة البوسدتيا، حمراء.... يا من تفهمني.! أنت من أوصلت القصيدة لحنجرتي...فالعاشق صمته منطوق وجهور..الليل الشتوي أضربني حتى أعوجّت الكلمات.! (جاء صوتها مترقرقا كهدير نُهَير بعيد، كأنها تدعوني أصغي بتمتع، كي أقرأ المعنى بالتهجي!.. كالّشك الذي يتلاعب بمكر في الأفكار...، كالخجل الذي يُسَّمعك ما لا يسيء دون لسان). قد بدا أستياء ظاهرعندما سمعت ما أخبرتني به لاخر كلماتها، وطغت عليها رغبة عظيمة أن تشغلني، برد سريع التأثر أركنها فيه..نظرت اليها، وهي تخشى ردّة فعلي. ولم أدم الصمت طويلا، حتى عاودت الردّ على مفاصل لغزها، بألحاحٌّ ظاهر لنجاتي معلنا تتبعي لهلاكي:
- أُفضَّل إلّاك وإلا... فالعصفور وحده من يكشف سيقانه ولا يغطي وجهه.! هو من يشفق على التعساء.! وإن نقلت الجبال لأعلاها الحجر..! (قلت بفورة غضب، بنبرة توليني إياها وكأني أريد أن أرمز الي شيء، يوم كل شيء خواء وندم.! حاولت أن أصور لها رموز من طاقات متفجرة هدامة، عبوات ناسفة من الحزن، لا أرمي لبناء عالم الميثاق السرّي بيننا بعد... من صُنْع يديها، بل كأني أحاول تهديم العالم القائم بيننا وأشاعة خواءه الذي سبقني.)... قاطعتني بعد ان لُذّتُ بالصمت... ثائرة الاعصاب.. مستنفرة، مودعة أحتباسها بغضب وتَبرّم، مرجحة تصرّفها بعدم الأكتراث، المختلط ببهجة غريبة من الصراحة والجدة من عثورها العاصي لهذا التدرج الذي أُحدثت به وهي تلاعب علبة سجائري المنقعة بخمرة نداوة ليلة الأمس:
- وداعا يا من أحببتني! يا كم فطرت ليل الصيف بصراً... وداعا.! يا أنت من تعج برأسي سعير شعف الأسئلة... ( قُدّتُني بردة فعل حتى النهاية...! ، ونظراتها أمتزجت بها التشويش والاختلاط والتخيلات المكبوتة، نظرات عصبية فيها النفي والاثبات، فيها الرجيم والفضيلة، فيها الوجود والعدم سيَّان...أنهارت تخيلاتها وهي تتمرس بمخابيء اللا وعي تنقلها لوضح الوجدان وأنهياره معها..) ، قاطعتها ، لأعطي برهة لتركات متبقية من الماضي، وأطلق تلك الحبسة من حل وأسقاط تلك المحنة، محاولا تهدئة روعها، لأجل حصد ما تبقى من صدق للصمت، قائلا:
- أيتها الفريضة...كنت أحبك بأداء مقدس.! (وبحسرة مستطرة مع نفاذ الدخان من فمي، مستكملا قولي)... وداعا.! لكن سأحبك الى الأبد.! ... حتى لو مشيت بلا نعناع.! فالله مقدس لأنه لم يلامس النساء..!! (قلت كلماتي الاخيرة وكأن الخليقة تهاجمني، بل أقرب الى سبيلي.! وأقربها الى ذلك إشاعة به جوًّ من الحمّي والجنون، حتى لأحسب نفسي فاقداً وعيي، دائخاً، هباء أتطاير مع كل كلمة قلتها...قرر ان يلاحقها أضطرابي، وإن أتلقى ما يلزمني وضع يترصد بالتعاسة..أو أتخلص من الجو المثالي للمحادثة، كي أنظف غضبي، وأنصرم بصعوبات ما أواجهها كي أنطفيء نهائيا حين أغرب عنها. )
- وإن بطشني الطوفان... أجمل ميراث للعشق، أن أتعلم منه حفظ كرامتي... فالعاشق ضمير حبيبته!..وداعا... قبل أن يأكلنا الذئب.!! (قالت كلمتها الاخيرة كأنها أفرغت من ترتيب التأريخ وصلته وتلمذة الصفات وأشرف المقاصد، كانت نظراتها فيها مبحث صمت يلعن كل من أطلق للصمت الإحكام وهي تفتح للحنجرة الطريق للكلام فيما لا يغويها.)
أنصرفتُ... فلا ينبغي مضايقتها..شوقي يرتديني، أكثرمن حقبة سلالة صمت مُتناثر في لونها الكُحليّ، ينبغي مرافقتهما مُنَّضباُ..مغموراُ بالسكينة حتى تروم مطلع بئيستي حذراً، وإنْ دعَّي الامر أغلاق حلقي وأغادر بيقين جائع، فرغم قشعريرتي السريعة المبللة بالخمرة، فيا هي أسكرُ من أثم ومعصية.! فيها لعنة سر فخمة، فيها عشق يغويني، يُعَّريني ويُوَقَّرني، ويُعَّمر وحدتي ...يا آلهي.. عيون تبوح بصمت وتغتذي، كمواكب طيور طليقة تحت (جسر ميرابو) وهي تتهدهد بقليل من السُراج. كانت تجالسني كعصفورة تراقص رز منثور في فناء بيت طيني..، حين غادرت...دخت حالكاً..، أنصرفت بمشهد أوردتي دون أن التَفت، وأمضيت الى حال سبيلي!..لم أكن أسعى لأي ضجيج أو ضجر موروث يهدي اليَّ أكثر من هذا قلقي!....لم أكن أظهر ذلك، بل كنتُ أغمضُ عيَنيَّ عاتَيَّا، دون شفقة أرشق نفسي رشّقاً بالصمت لأتهشم راكداً، مسطحا،ً متلفعا، مأهولاً بالتفتك...، ماذا أُأكد... والمغامرة أختصرتني.! عجت بي الاسئلة والاجابات الساخرة.! هل أطوي الجنون بالحلم... والعجب بالتعجب.! فما أوسع الهاوية المحفورة بلحف الأيادي.! ما هدؤ غطاء القبر على جمجمة تذكارها الانتصار.!
لذاك المشرب الاخر، عُتَّه أثام غمُ العمق وغيبوبة الماضي-الأضغث...، لتلك الليلة البدأ بالتعود والأنتهاء. دون ريب، هذا ما يحدث دوما في ثقل صمت الليل الرميم، أظفر نفسي وحيدا منكسر كالغرباء، أتوضأ بالتدخين... لا سبيل ولا يطرقها أحد.! أخترتُ السَّيْر بتؤدة... أشدّو العتمة اليَّ، ووجعي كثيب كالأَكواخ.! أين أعتري، والضيق عزلتي.. تثير وتعمّر فقس قهقرتي.!.رافض الشّفقات القَلقَة..رافض التوقف والسؤال، رافض الجدوى بلا أنصراف.... رافض الفورة المغمورة بصمت، رافض تطويق الأختيار بعياء الأسئلة، رافض ظهيرة الشوارع وأستبدالها بالأيتام.! يآالهي، ما أوجع الحزن المهلك، بليل شتوي وأنت غريب! كم كان يروق لي أن أتخيلهَّا سعيدة أمامي. لكن كيف بوسعي أن أقول لها ان تبدو.؟!
من الحسُّ الرهيف للأنتظار العذب-المرّ، يتخذُ القلب فماً، يتفيأ، ويتقاطفُ القُبْلة بريشة سُجيّعات، لنياط نُغيمات رهيفة، تتقفَّى الشمس بمداد لزج البوح، تنقُفها في هذا الصمت الهادئ التّخوم...، الدفء قَدمَ اليَّ ليوقظ غفوتي المُبلَّبلّةً في تينة، لم تكن هلوسة البتة .... أذا كانت المواقيد مخمورة بحضن ليل الصيف، لأنام مغموراً بالبؤس، فالأمر ليس بسهل...أنه الحنين أنهمر رزحاً، وتقرفص دون ريب بنجم اللوز، يود أنتزاعي سره من غمضة ريح، ينهش أوردتي بوردة رمان، صعلكتها ذاكرتي اليقظة....، أشتقتْ...سوسنة.! كيف سأنتظر بلَّجة ضؤ المَشرب الأخير المدوّخة... وشفق الخمرة يكسوه صدأ عشق يتلألأ.! يشدَّني بلجلجته، يُغطّسني في تطوَّاف لبصري، يمسك أوجاعي بيديه، يقضم جمجمتي، يحاذيني بهداياته المميتة من تحت لكزة أصابعي، يجعلني منتصبا بساق واحدة كمالك الحزين.! العشق يدفع بأرجل خمرته أناء لساني، والشوق أشطر من مقصلة... هل يكفيني طريح اللطم بقبر شُفر عشقه وترابه مدوخّ.! وما نفع الانتظار بالمشرب الآخر، ايها الهازيء العظيم.! تزوغ بي لأكثر من شدق للفضاء، و(كنوشة) تنزل عليَّ كالطائر لتطمَّ رأسي بقصيدة مأتميّة...وأنا هامدا ككُزبُرة أتيهت برماد.!
11/1/2011 –
أوكسفورد/الشرق الاوسط

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow