أخرج منها يا ملعون ـ صدام حسين / ج2
2006-09-09
وما أن مرت أيام حتى اعتلّ حسقيل بـ (وذمة) في لسانه، ورغم أن حليمة وإبراهيم حاولا ما وسعهما لإشفائه، لكن لسانه لم يشف، إلا بعد أكثر من شهرين.. ومع أنه شفي من (الوذمة) فإن احتباساً بلسانه كان واضحاً، مما جعله يلثغ في الكثير من حروف اللغة العربية، وكانت لثغته واضحة بحرف (الراء) على وجه التحديد.
قال له جده (والده) إبراهيم:
ـ آلمني تصرفك مع أخيك محمود قبل شهرين، عندما أصبت قلفته بالأذى، ولم يشف إلا بعد أن ختناه (طهرناه).. ولشدة ألمي دعوت عليك بالأذى، ولأن دعوة الأب مستجابة، فقد
استجاب الله ربي، يا ولدي، لدعوتي عليك، وآمل وأدعو الله، سبحانه، أن يهديك بما يبعدك عن نزعات الشر، وما يمكن أن يصيب الناس منك من أذى.. حيث غالبا ما تتجه هذا الاتجاه خلاف أخويك، يوسف ومحمود، وكثيرا ما يكون أذاك منصباً عليهما، عدا ما يصيب الآخرين غيرهما.. وآمل أن تكف عن الطمع، حيث أراك تطمع في ما في حوزة أخويك، ومن يجاورنا.. إن الطمع يفسد الإنسان، ويجعل الناس يكرهون صاحبه، يا حسقيل، ثم انني أعرف أنك لا تعطي أحداً مما هو في حوزتك، حتى لو كان أمك حليمة، ولا تساعد أحداً، بل انك حتى (لا تبول على جرح أحد لو طلب منك ذلك)، كما يقول المثل عندنا..
قال إبراهيم هذا المثل، ذلك لأن البول غالباً ما كان وسيلة تعقيم الجرح البسيط، إذا لم يتيسر الرماد في المكان.. وقد اتخذ من البول مثلا على البخل والبخيل بأن يقال عنه (إنه لا يبول على جرح) لو احتاجه المجروح.
عاد إبراهيم ليقول:
ـ إن الصفات التي تحملها، يا ولدي حسقيل، صفات غير حميدة، وأن الله، ربّنا، لا يحبها، وإذا استمر سلوكك هذا، أخشى أن لا يوفقك الله، وتعيش منبوذاً بين أخويك والناس، ومن يخسر رضا الله والناس، لن يعيش مرتاحاً، حتى لو ملك كل ما يملكه الآخرون.. أترى، يا ولدي، أنك لو ملكت كل ما تطاله يدك في الوقت الذي لا يملك الآخرون شيئاً، هل تتصور إمكانية أن تعيش مرتاحاً وسعيداً؟، إنك حتى لو
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |