Alef Logo
شعر معاصر
              

قصائد مختارة للشاعرة السويدية كارين بوييه ج 2 ـ ترجمة كاميران حرسان

ألف

خاص ألف

2007-06-27

5-كن صامتاً, ذا ثقةٍ.
بيأسٍ تنادي:
أين الكلمة الحكيمة,
التي بمفردها تشفي
قروحاً مسمومةً؟
وأين الفكرة
آهٍ امنحنا الفكرة
التي تقودنا إلى مخرجٍ من الأزمان,


هناك حيثُ إله الموت مهيمن.


كن صامتاً, ذا ثقةٍ.
وجودنا لا ريبَ فيه خلقٌ.
ها نحن على صلةٍ وثيقةٍ
بمن يودُّ حضورَ مأدبةِ الحياة.
يأسكَ العميقُ,
ليسَ بؤساً خاوياً,
بل هو نغمةُ معاناةٍ
في الأعماق, إن شئت.
فالعتمة العمياء تعاني
من أحلامٍ سريةٍ,
لا يبصرها أحدٌ, إلا
أنها قريبةٌ من كل شيءٍ.
ليس بوسع المرء وصفها.
ليس بوسع المرء تخيلها.
ينبغي أولاً أن تُعاشر
كمخلوقاتٍ وأشكالٍِ.

لا تطالبْ بكلماتٍ,
لا تطالب بأفكارٍ,
لكن، طالبْ بقسطٍ من المعاناة
بجذرنا الذي تحت الأرض.
يفكر الصامت
بلحمه, بدمه ورغبته
وأخيراً قد يقذفُ لك
كنارٍ ـ كلمتَه.
* * *



6-أطفال نعساء
شراع أبيض يبحر وحيداً
قبالة الشاطـئ المعتم,
كطائر منهك يتلمس دربه، باحثاً
عن مأوى يقضي فيه الليل،
عالياً في السماء الأعمق
هالة غسق منير،
تجوب الجهات هائمةً كإمرء يغفو…

سنؤوب الآن إلى بيتنا القريب,
أطفالاًً صاغ النعاس فيهم سحنته,
ماسحين أفكارنا من جباهنا,
نافضين أعمالنا من أيادينا.
نتركهم تشحب كألعاب منسية,
محررين لما هو واقعي
متكئين بثقة الأطفال العمياء
على ركبة أم مجهولة.
* * *

7-الأيام السالفة

حينما يصيب المرض رجلا عجوزاً ,

تقبل أيامه السالفة كلها إليه
تجلس بحياء حول سريره
بلا تأوهٍ, نواحٍ أو نشيجٍ.
تطأطئ رأسها ببطءٍ تستذكر أموراً أبدةً.
راوياً كلٍّ منهم حكايته التى لن تنسى أبدا,ً
مصطحباً شمعةً يوقدها بهدوء.ٍ
فتنعكس بجلاءٍ في أمواء الأنهار القاتمتة.
فها هو يسير ويسير تحت قبابٍ, أقواسٍ من أنواءٍ مرتعشةٍ.
* * *

8-وداع

كم وددت أن أوقظك لعريٍّ
كأمسيةٍ عاريةٍ قبالة الربيع,

حيث تفيض النجوم وتشب حرائق الأرض
تحت الثلج الذائب.
كم وددت رؤيتك تغوص
في ظلمة فوضى خلاقة,
كم وددت رؤية عينيك فضاءً مفتوحاً على مصراعيه,
مهيأً للتعبئة,
كم وددت رؤية يديك المنتظرتين وردتين متفتحتين,
خاليتين وقشيبتين.

ترحل دون أن أهبك من ذلك شيئا.ً
لم أبلغ هنالك, حيث يكمن صخبك عاريا.ً
ترحل دون أن تأخذ مني شيئاًـ
تتركني للهزيمة.
أذكر وداعاًً آخر:
قُذفنا من العجنة صخباُ واحدا,ً
وحينما افترقنا, لم يعرف
أحد منا نفسه من الآخر…
بيد أنك ـ تركت يدي كوعاءٍ زجاجي,ٍّ
مهيأً هكذا مثل شيءٍ ميتٍ وحسب متغيراً هكذا,
هكذا بلا ذكرى سوى بصمة الإصبع الخفيفة, تلك التي يزيلها الماء.
كم وددت أن أوقظك لانعدام قالبٍ
مثل جمرةٍ ترفرف بلا قالبٍ,
التي تعثر في النهاية على قالبها الحي, هزيمتها, آهٍ هزيمتها!












تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow