Alef Logo
يوميات
              

في دارة أمّ العبد 3

ناديا خلوف

خاص ألف

2011-05-16

روحانيات
الجنُّ يسكنونَ حيّنا . قربَ بيتِنا بالضبطِ . هذا ما أعلمتني به أمّ العبد . . لم تخبرْني جدّتي أنّ هناكَ رجالاً من الجنّ . أخبرتني فقط عن الجنيّات . كنّ جميلاتٍ ، لكنّهن مرعباتٍ عندما تجثمنَ على صدري في الليلِ . لأوّلِ مرةٍ أعرفُ أن الجنّ والبشر يتزاوجون ! حصلَ ذلكَ ! أكدتْ السيدة حصولَه مع غزالة ابنةُ صاحبةِ دكّان الخضار .
سألتُ أمّ غزالة عن الأمر :
- أجابتْ : " أنّ جنياً يأتي على دراجةٍ نارية قد تزوجَ من ابنتها "
أم غزالة . تبيعُ في النهار الخضار ، وتشتري بثمنها الكحولَ مساءً . تشربُ هي وزوجها في كلّ ليلةٍ لتراً كاملاً . هذا ما تقولُه للجميع .
ابنتها لا ترى الجنيّ . فقط تسمعُ صوتَ سحّابِ ثوبها عندما يفكّهُ الجنيّ من الخلفِ ! طبعاً لم أتحدّثْ لهم عن طبيبٍ نفسي لثقتي بأنّه غيرُ موجود أولاً . ولن أستطيعَ إقناعَهم بالأمرِ . قلةٌ في الدنيا مثلُهم .
تبرعتْ أمّ العبد بأخذ الفتاة إلى الشيخ " عبيد " ليحلَّ المعضلةََ ، هو ليس شيخُ دينٍ . بل شيخٌ متخصّصٌ بأمورٍ الجنّ وكتابةِ " الحجاب" من أجلِ الحبّ. أو الحمل والزواج . في مكانِِ إقامته أمورٌ مثيرةٌ. رأيتُها يومَ ذهبتُ معهم . أردتُ أن أفهمَ شيئاً . لم أعرفْ ، ولم أفهمْ لأنّ أموره محاطةٌ بالسّريةِ المطلقةِ . عندما أردنا أن ندخلَ مع الفتاةِ لم تسمحْ لنا السيدةُ التي استقبلتنا بالدخولِ . قادتنا إلى مكانٍ معتمٍ قليلاً أتانا منه صوتٌ ضعيفٌ مرعبٌ من خلفِ ستارةٍ قديمةٍ : ممنووووع .
تراجعنا . جلسنا في مكانِنا . قدّموا واجبهم في الضيافةِ . ريثما تأتي الفتاة .
خرجت غزالة طبيعيةٌ من عنده.
سألتُها :
- ماذا قالَ لك ؟
- دخلتُ إلى غرفةٍ تقعُ بعدَ الستارةِ . في مدخلِها ، وفوقَ البابِ يوجد حبلُ غسيلٍ ُنشِرَ عليه بعضُ الثيابِ الداخلية النسائية . قال لي آمراً : أنزلي " !" لم أكنْ أعلمُ أنّهُ كان يقصدُ أن أنزلَ واحداً من الثيابِ الداخليةِ على الحبلِ . بعد أن انتهى من علاجي أعطاني واحداً . استبدلتُ به ما كنتُ ألبسه .
لم أستوعبْ الأمرَ ، لكنّ الفتاة بحالةٍ أفضلَ . طلبَ أن يعالجَها في كلّ أسبوعٍ مرة . بعدها ستشفى .فعلاً . كنتُ أنظرُ إليها . تحسنتْ إلى حدٍّ كبيرٍ . بعد شهرين من العلاج أخبرتني أمّ العبد: أن الفتاة ستنتقلُ إلى منزلِ الشيخِ نهائياً . الجنيُّ فعلَ فعلَته، وهي حاملٌ منه - أعني من الجّني - سيتزوجها الشيخُ إلى أن تضعَ حملَها كي يستطيعَ التعاملَ معَ الأمرِ دونَ ذنبٍ شرعي . . . . أخبرتني أيضاً أنّ الكثير من النساء اللواتي عجز الطبُّ عن معالجتهن من أجل الإنجاب . عالجهنَّ الشيخ وأنجبن! !
في ذلكَ الربيعِ نشطَ الجنُّ كثيراً . أبلغتني أنّ بيتنا مسكونٌ وخطرٌ على حياتنا ، فقد انتقل" البسم الله " من الشارعِ إلى الداخلِ .
- قالتْ : سأتعهدُ ببيعِ البيتِ قبلَ أن يموتَ فردٌ من العائلة .
- لا تهتمي . جنيةٌ واحدةٌ "خاوت" زوجي . أعرفُ بالأمر .
أم العبد ليست غبية عرفتْ أنّني أسخرُ منها .
-الجنُّ مذكورٌ في القرآنِ الكريمِ .لا تسخري من القرآن!
- نعم . نعم . أنا لا أسخرُ لكنّني لن أبيع البيتَ . قد نتسلى أنا وهم !
نسيتُ موضوع الجنّ هذا ، وفي أحدِ الأيام وبينما كنا نوّدُ شرب فنجانِ قهوةٍ في حديقةِ منزلنا . نظرَ زوجي إلى دالية العنب .
- لماذا قطفتِ كلَّ الأوراق ألم أقل لك اشتري، ولا تقطفي أوراقها . انظري إنّها تبكي ! أنا أيضاً سأبكي .
لم أجبْ . شعرتُ باعتداءٍ قد وقعَ عليّ . كانَ اغتيالاً للجمالِ . تركتُ فنجانَ قهوتي . ركضتُ باتجاه بيتها . كانتْ تضع وشاحَها على فمها - هي صائمةٌ كالعادة -
- أنتِ قليلةُ الأدبِ . اعتديتِِ حتى على شجرةِ العنبِ دون رحمةٍ . لماذا فعلتِ هذا ؟
- أبو العبد . ردْ على جارتنا . إنّني صائمة .
- جارتنا " بتموني " نحن تحتَ أمرك .
-هل تعرف أن زوجتك " . . ! . . "
اجتمعَ أهلُ الحيّ على صراخِنا . سحبتني واحدةٌ منهن من ثيابي وهي تقولُ لي
- هل تنزلينَ إلى مستواها ؟
- كلُّ الحقِّ عليكم . سمحتم لها بالتمادي .
- ماذا نفعلُ ؟ وماذا تفعلينَ إن كانَ من يؤذيك هو جاركِ . تعالي سنشربُ القهوةَ في بيتنا .
خرج زوجي ليرى ما الموضوع .
نظرتُ إليه : اذهبْ فوراً إلى الشرطة قدم بلاغاً . أضعتُ أساوري . سرقتهم أمّ العبد .
توجهتْ إلى زوجي وبلغةٍ رقيقةٍ ناعمة قالتْ لهُ : نبّهتُها أنّ بيتكم مسكونٌ بالجنِّ ، قلتُ لها أنّ الجنّ مذكورٌ في القرآن .هداها الله . يصعبُ عليّ أن أقولَ لكَ أنّها كافرة .
- أم العبد .كفي عن الحديث . الشيخ حمزة تكلّمَ لي عن كلِّ شيءٍ. كم مرةً " . . " إنّني أعرفُ المستور . لكنّ أخواتي نساءُ الحيّ هنا . أخجلُ أن أقولَ أمامَهن أيةََ كلمةٍ خاطئة .
تركها ودخلَ إلى المنزلِ وهو يتمتمُ : بلا أخلاق. بلا شرف . بلا . . . . . .

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow