Alef Logo
ضفـاف
              

رصاص إلى سحبان السواح

حسين عجة

خاص ألف

2011-07-02

1-
حفرٌ تغور حتى العظم، رصاص القتلةِ، أطفال الحارة،
تتلفت نساء القرية نحو القبة الزرقاء وتشهق أنفاسها
العالية، موكب يُحمل على الأكتاف، في أعصاب العنق،
في ذروة الرأس جروح فاغرة، والهاربون من جحيم الغدر،
خيم بيضاء على طول وعرض الخارطة، الدمع الأسود يغسل
قارعة
الدروبِ ، صدى حزين وضاحك تردده جدران المعمورة :
واحد
واحد
واحد
الشعب السوري واحد.
2-
هل وصلتك حروف قلقي، منذ أشهر وظلك محوبساً
في قمقم
الكآبةِ ؟ يا إنتِ، كلما داهمتني غيوم الخوف والأرق،
عدتُ لاهثاُ
نحو ساقية العطشِ، قرب دارك، تل الكلخِ، المُعرةِ،
جسر الشغور يُنازعُ كالطير الجريحِ اشباحه ومن حوله
رهط من أسود الغابةِ، تختلط أنفاسك بدمي، تفورين
في عروق عزلتي، تبكين على كتفي المقلوع عنك بالآف
الأميال، لكني أسمع وقع الحجر الثقيل لرعبك :
أيٌطلقُ الشقيقٌ على شقيقهِ كلاب الفتك والموتِ ؟
أيكلُ الجندي من لحم أمه، شقيقته، وابناء الحارة ؟
لوجه الله كنتِ قد إبتهلت، يا رب العباد الحائرِ، أتتركهم
يغوصون كالمجانين في أحواض الدمِ، في شلالات النزف،
ألم يرتوي حقل النزاع من أمطار الغضب، الحنق، طلقات
الجريمة ؟
يا شام الأحبةِ،
يا حلب النسمات العليلةِ
يا أدلب المصبوغةِ باللون الفاقع، يا كل شبر من تراب مشيتك
المقدسةِ، أتهوين في الربيع تحت سنابك الحراس جاءوا في ليل
يختطفون ورد جنائنك، يغلقون عليك منافذ الحرية والتنفس ؟
3-
يوجع الخدش الصغير لحم الحي،
يوجع ذاكرة الميت المطروح فوق
الرصيف الفارغ، تحت أقدام الشبيحة
وكأن الحياة
وشمسها الفائرة تهرعان خوفاً من الجوارح
المعلقة فوق الرؤوس بحنقن المخالب، بشهية
الإفتراس الجاحدِ، بالتواريخ المكتظة بالشهواد.
يوجع الخدش البسيط وجدان الكوارث، يوجع قلق البقاء
وما يخض اللحظة، يوجع الإنسان حتى في رقاده المطوق
بالكوابيس وأسنان المشط، يوجع والدة ثكلى كما يوجع الفتى
المُهيأ ليلة الزفة والعرسِ.
يوجع السطوح الساهية في سماء الصحارى، والقمر الأبيض،
يوجع الحوانيت الضيقة والأقواس المحنية عليها من الجوع
والبرد.
يوجع اللغة وما ينبثق من ليلها المدلهمِ، من هذيان في باحة
الدار،
يوجع أسلافي وأحفادي، كما يوجع البحر والخليج الصامت.
يوجع العالم المُتخاذلِ
يوجع الأرض البائرة،
يوجع الحنين إلى العودة
يوجع الخالق وما نزل في كتابه وشرعه
يوجعني حتى عندما أضع القميص الممزق
فوق جسدي المدمي، اليوم، البارحة، من دماء العراق
وها أنه يعيد ذات الوجع من الخاصرة، من الأحمر القاني
يغطي بردى ومائه البارد العذبِ.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أقانيم امرأة

22-أيلول-2018

أقانيم امرأة

14-تشرين الأول-2015

بنش

04-تشرين الثاني-2011

وجه الشمس

10-تشرين الأول-2011

فيافي الصوت

01-آب-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow