Alef Logo
يوميات
              

" يا عيد ! مرّْ فوقَ السطوح ، وروح "

ناديا خلوف

خاص ألف

2011-08-29


للعيدِ طعمُ الموتِ



من يستطيعُ أن يحيي لنا العيد ؟ قد لا يكونُ موجوداً في يومٍ من الأيامِ حتى نستعيده من الموت . جدتي التي عاشتْ حياتَها فوقَ أرضٍ أحبّتها . تخلّت عن الأرضِ في أواخر حياتها . وفي أوّلِ عيدٍ على فراقِ البستانِ قالت :


" يا عيد . مرْ فوق السطوح ، وروح
ما في أمل يا عيد . القلب مجروح "
لا أنسى تلك الدموع . ولا تلك الكلمات التي تحتجُّ على قدوم العيد ، وليس بالإمكان استقباله كما يجب . فالظلمُ سمةٌ طبعتْ بلادنا بها . من أجلِ ذلك كانتْ ثورةُ بلادي . ثورةٌ من أجلِ الحياةِ والكرامة .




شعورٌ بالموتِ



أرى الدنيا مشبعةٌ برائحةِ الموتِ ، والسماءُ مملوءةٌ بالأرواح . الأرض ، والأنهار ترسلُ لي الرسائل من حبيبٍ مدمنٍ لعشقِ الوطنِ . يرغبُ أن أحيا لأتابعَ الأخبار . الجميعُ يحبُّ الحياةَ. يدافعُ عنها ، ويصبح في لحظةٍ ما شهيداً . لا يعرفُ ما الذي كان .
أرغبُ بصدرٍ ممزّقٍ من الألمِ . أشرحُ له قضيةَ موتي . هذه الحناجرُ التي تملأ الطرقاتِ دماً ، وقصّصُ الحبّ التي يتهاوى أبطالها وينطفئُ لهيبها فداء الكرامة والحرية ، مازالت ترسمُ في لوحةٍ أزليةٍ تخلّدها ريشةٌ فنّانٍ كسّرَ الحاقدون أصابعَ يديه، كي لا يصلَ إلى صورتهم البشعةِ . إنّه " علي فرزات " الذي لم يعد ضرورياً تعريفه بالفنّان . أصبحَ اسمٌ عالميٌّ أكثر من أيّ وقتٍ مضى .



وطنٌ للموتِ



عندما كانت روحي تعيش حالةَ سباتٍ . أيقظتها أصواتٌ تأتي من الساحاتِ . تقولُ : " حرية "
استيقظتْ من سباتها ، سكنتْ جسدي ثانية . ، لكنّها عادتْ اليوم إلى الموتِ البطيء . تموتُ على وقعِ دموعِ الأمهاتِ ، وصرخات الأطفال وبطولة الرجال .
الوطنُ يختارُ لنا اليومَ عيداً للموت . يريدنا جميعاً أن نلبسَ الأكفان .
القتلةُ نفوسهم مملوءةٌ بالحقدِ . يطربهم صوتُ القتلِ ، ينتشون بإزهاقِ الأرواح .
في وطني . يموتُ الحبُّ ، يموتُ الزهرُ . يحلُّ في الأرضِ اليباب
في وطني تموتُ قضيةُ الإنسانِ، وُتكسرُ أصابع الفنّان . ُيذبحُ المغني كما تذبحُ الأغنام .
في وطني عاصمةٌ اسمها الشامُ . ممزّقةٌ من الوجع ، ومن طعناتِ الزمانِ



العيدُ وأكفانُ الموت



لم يعدْ لنا وطنٌ . هي أرضٌ ترسمُ الأرواحُ خارطتها من جديدٍ . أرواحٌ تشبهُ النجوم . دماؤها طاهرةٌ . تريدُ البدءَ في حياةٍ جديدةٍ . على أرض سعيدةٍ . الأرواحُ تنتظرُ ميلاداً جديداً ، وعيداً سعيداً .
أسمعُ نداءَ الأرواحِ. تشدُّ على يدي . تعرفُ أنّني أموتُ من القهرِ . فقدتُ الصبرَ . سأذهبُ اليوم لأشتري كفناً . ألبسُهُ في يومِ العيدِ . ويحلُّ بي السباتُ ثانيةً . فإمّا موتٌ ، وإمّا أخبارُ نصرٍ أكيدٍ
للعيدِ طقوسه . مسجد الرفاعي سيكونُ فيه خطبةُ العيد . الرجالُ سيلبسون ثياباً نظيفةً . يذهبون وجباههم تلمعُ بالطهر . هم يستعدّون للقاء وجه ربّهم . قد يكون في العيد موتهم .
ثقافةُ الحقدِ والموتِ . اختارها المروّجون لفكرة العصاباتِ المسلحة. للانتقام من ثقافةِ الحياةِ التي يقدّمها الثوّارُ كخيار، عندما يسقطون شهداءً في الساحاتِ ، أو يجبرون بالضربِ المبرح أن يركعوا لصورةِ الجلاد. .
سيحلُّ العيدُ . ونلاقيهِ أمامَ مقابرِ الشهداءِ في الحدائقِ والمقابرِ . سنذرفُ الدمعَ . ننثرُ على قبورهم الورد . نعدهم . أن نحقّقَ أهدافهم في الحياة . . .





















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow