الأيتامُ في سورية أصبحوا أكثرُ مما تتوقعون ، والأراملُ أيضاً ، والآباءُالمنكوبين بأبنائهم . النساءُ والأطفالُ لم يسلموا من القتل . سورية اليومَ تنزفُ دماً ودمعاً . هي يتيمةٌ أضاعتْ أبويها . " الحبُّ والحياة " وليس عند اليتيمِ ما يقوله .
الأملُ موجودٌ . الحبّ والحياةَ سيعودانِ قريباً . في الشارعِ يجوّلُ الحبُّ رافعاً يديهِ إلى السماءِ . يصرخُ ملء فمه : الله أكبر . نرغبُ في الحياة . . يعطينا الأمل . ننتظرُ الأخبار دونَ أن نكونَ فاعلين . فقد غادرنا الوطن في ليلٍ حالكِ السواد ، حملنا ثورتنا في داخلنا يائسين . كفكفنا دموعنا بينما أرواحنا تغادرنا ترفض فراقَ الأرض . . اعتقدنا للحظة أنّ الناسَ تغيروا ، لا يتعاطفون معنا . وحدنا من وقع عليه الظلم . تبينَ أن الظلمَ طالَ الجميع . وحال الناسِ مثلُ حالنا . ضاقتْ صدورهم بالعيش في النزع الأخيرِ .
ُقتلنا . استشهد أحبتنا موتاً من القهرِ . زرعناهم هناكَ كي يبقى لنا من نزوره ، وربما تركناهم وطناً بديلاً ريثما يحتضنُ ألمنا مكانٌ ما . نسميهِ وطناً .
أيا وطناً ينزفُ على الثرى. حانَ العناق . كفانا فراقاً
أتذكر هوانا ؟ مازالَ في الضلوعِ يضرمُ نيراناً ، واشتياقا.
نعيشُ في أكفانِنا . ورودك ستزهرُ في هذا الربيع ،وتبعثُ أرواحنا من جديد
أيا حباً ندفنه في كلّ يومٍ حياً ! يبلله الدمعُ ، ويكويه الصقيع .
أيا عمرا يضيعُ هباءً . ننتظرُ الرجوع .
أشعرُ بطفولتي يغتالها وحشٌ كاسرٌ .. شبابي منذورٌ للقمعِ، وشيخوختي ينذرها إهدار الكرامةِ .
أصواتُ الأملِ تأتيني من المدنِ المنكوبةِ . من يتيمٍ فارقه أباه قبل أن يراهُ ، وركضتْ أمّه به خوفاً من النار . تريدُ أن تنقذه . يصرعانِ على أبوابِ كهفٍ غريب
. ينطقُ الوليدُ بالشهادة في يومِ العيد .
كأنّ الظلمَ لم يتغيّر . فهذه شاعرة إيران الأولى"بروين اعتصامي " . تصفُ حالَ بلادِها ، وكأنّها تتكلّمُ عنّا .تصفُ دموع اليتيم :
"عبرَ ملكٌ ذات مرةٍ من مكانٍ . . . ارتفعت الأصوات من كلّ سطح وحارةٍ تحية له
سألَ من بين الجموعِ طفلُ يتيمٌ .. . ماهذا الشيء اللامع على تاجِ الملك ؟
أجابه أحدهم : ما يدرينا ماهو ؟ الظاهرُ أنّه شيءٌ غالي الثمن
ثمّ جاءت امرأةٌ عجوز مقوّسة الظهِر قالت: إنّهُ دمعُ عيني ودم قلبكم
نحن مخدوعون بالمتاعِ ورعايةِ الغنم . . . وهذا الذئبُ من سنين يسطو على الغنم
إنّ ذلك التقي الذي يشتري القرية ،والأملاك ، هو قاطعُ طريق . . . وذلك الملكُ الذي أكل مال الرعية شحاذٌ متسول
انظرْ إلى قطرات دموع الأيتام. لتعلم من أين لتلك الجواهر ذلك اللمعان
يا بروين ماذا يفيد الكلام عن الحيقة مع الذن يسيرون في اعوجاج .. من ذا الي لاينزعج من قول الصدق "