كل شيء جائز وجاهز للحدوث../ حازم سليمان
2011-09-17
كل شيء جائز وجاهز للحدوث..
أن تكون أميراً سلفياً كعمل إضافي.
ملحدا عائدا من الحج. ملكاً مسحورا، تتحول نهارا إلى كلب نحيل على تخوم معكسر الطلائع.
أن تعثر على رصاصة بين أسنانك.
قنبلة موقوتة مكان خصيتيك.
أفعى في كتاب القومية. مظاهرة في سلة الغسيل، عصابة مسلحة في علبة المته. أو أن تنبت شجرة في حفرة المادة الثامنة من الدستور.
كل شيء جائز..تقول وأنت تحلق ذقن روحك كل صباح
أن يراودك العرعور عن نفسك، وأن يصير برهان غليون نجارا فاشلا، ووزير الخارجية راقص باليه، ورئيس المخابرات مجرد شاعر كئيب في قطار الساعة الواحدة.
أن يُمشط العسكر شعرك بحثا عن خلية نائمة، أن تُسيج حوافك بأسلاك شائكة كي لا يتسلل إليك الشك. وأن تنطق صورتك الكئيبة على الهوية بنواياك الثورية. أن يصير دم العلوي أزرق، والسني أصفر، والمسيحي بنفسجي، والدرزي أخضر، لننجز مجازر ملونة تليق بجهلنا.
ربما تسأل نفسك وأنت تزرع وردا على قبور الأصدقاء في رأسك
لماذا لايذهب السرير إلى المدرسة؟ ولايفقس البيض في الثلاجة؟، وماذا ستفعل المظلات إن أمطرت أبقارا ضاحكة؟ وهل ستكفي حبالنا الصوتية لنشر ثياب العساكر العائدين من الحرب؟.
هل يصل هذا الدرج الكهربائي إلى السماء السابعه؟، أم سيتكدس موتانا في مخيمات السماء السادسة؟، هل سيعيرنا الله اي انتباهه خلال جولته التفقدية الصباحية؟، وهل تجيد الملائكة الإسعافات الأولية؟
هل سيدرك ذلك الجنرال المائل كعمود إناره بعد عاصفة، أن معاجين الأسنان وسوائل الغرغرة لا تزيل طعم الدم. وأن البلاد لاتروض كحصان بري، وأن الموتى يختبئون في خزانة الملابس، وأن غابة الكراهية النابتة ثمارها فجة تعلق في البلعوم.
هل سيدرك ذلك العابر المستعجل، أن حقائبه لن تتسع لحزن هذي البلاد. ولا يمكن إزالة التجاعيد عن وجه الفاجعة، ولاشفط الدهون عن خاصرة الكارثة.
لعلك تفكر..
لوأن البلاد تطوى كصحيفة، توضع كعلبة سجائر (حمرا قصيرة) في الجراب، أويمكن تهريبها في شاحنة أغنام، أو براد خضار. لكنت أخذتها وتركت لكم معلومات عن إنشقاقات بين الصحابة والأنبياء، وكتب المحفوظات لترددوا (قفز الأرنب خاف الأرنب كنت قريبا منه ألعب) بينما تقشرون أعماركم كبرتقال فاسد، وتلقمون بنادقكم لإنجاز حربكم الخاسرة.
ربما.. فكل شيء جائز وجاهز للحدوث
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |