قبلَ أن أقعَ في الحبّ. كنتُ أعيشُ في دائرةٍ مغلقةٍ. لم تكنْ الأمورُ كبيرةً في نظري..

لا أخجلُ أن أعترفَ أنّني مدمنةٌ اليوم على حبّكَ. و في انتظارِ أن تأخذني إليك لتجفّفَ دمعتي الأخيرةِ.

سأكونُ قربكَ على الدوامِ. الأشياءُ التي تتغيّرُ حولنا ، والعالمُ الذي يتحركُ مسرعاً. لا يمنعني أن أقفَ قربك مهما بدا الماضي قاتماً ، والمستقبلُ متغيّراً.

انظرْ قربك. ستراني ملتصقةً بكَ. إنّي أحبّكَ ولن يتغيّرَ هذا الأمر أبداً.

أحبّكَ لأنّ ترابكَ يضمُّ كلّ أحبتي ، وحقولكَ تضمُّ بقايا روحي.

أحبّكَ. على أرضكَ كانت أمنياتي. عذاباتي ، وآهاتي
تتعدّدُ الأوطانُ ، ونبقى نتوقُ للوطنِ الأوّل ، والحبيبِ الأوّل ، والمسكن الأوّل.

أحتاجُ ، وأرغبُ أن أعبّر لك عن هذا الحبّ. الوقتُ ليس مناسباً ولا كافياً للتعبير.

أسمعُ الآن نقيقَ ضفادع تأتي من مستنقعاتٍ غامضةٍ.
ضفادع صغيرة خائفة أضاعت هويتها
أصرخُ مثلها. هل تسمع صراخي ؟
الصّورُ التي تنعكسُ على مرآتي تخيفني.
دموعي تنهمرُ من مكانِ بعيدٍ. أجهلُ مصدره.
من نافذتي يمرُّ هواءٌ عليل. لا أستطيعُ أن أعبَّ منه.

البحرُ والقمرُ يتعانقانِ في موعدٍ للحبّ ، وأنت عني بعيدٌ. بعيد.
أغفو على حلمٍ ، وأستيقظُ عندما تشرق الشمس من جديد.ولا جديد !
هي في كلّ يوم تشرقُ من جديد. الموتُ يحصدُنا أيضاً من جديد.


تلك السحابةُ السوداء سترحلُ قريباً. بعد أن تفرغَ حمولتها من المطر
المطرُ يجلب الربيع. ننتظرُ الربيع. في انتظارِ ورود الربيع
أحتاجُ ، وأرغبُ، أن أغني ألحان الحبّ دون كلماتٍ. أستمرُّ في الغناء دون توقّفٍ. كي يمتلئ صدري بالأملِ الكبير. الذي يخزّنُ كلّ المفرداتِ.

أعتقدُ أنّ للأملِ أجنحةً كثيرةٌ يطيرُ بها ، أرغبُ أن أطيرَ إليهِ. ألتقطه كي أكفّ عن البكاء.

بكيتُ عندما خدعني الأصدقاء..
بكيتُ من أجلِ تلكَ الدماء..
بكيتُ مع الأمهات اللواتي أضعنَ أحلامهنّ، في شوارع ليس فيها نورٌ ولا رحمةٌ ولا ضياء.

أسافرُ اليوم إلى حزنٍ يلفّني. أرحلُ معه.أستيقظُ على ضوءٍ قادم من النجومِ يهلّلُ ، خلفه أرواحٌ. تقولُ : جئنا. لم نمتْ. كانت رحلةٌ قصيرة إلى السماء.

إنه خيال أشاركُ من خلاله بما يحلّ بنا من مصائب ، عندما نتشاركُ. يخفُّ الألم لأنّنا نتقاسمه.

نتشاركُ في دموعنا كي تصبح مطراً ، ويعقبها قوس قزح. نتشارك الأحلام لتصبح حقيقة ، والأسرارَ لتكونَ بوابة لقلوبنا.

تشاركنا زمناً. لم ندركْ أننا نزفنا معاً. اليوم نتشاركُ الحبَّ الكبيرِ.
الألم الكبير. والمستقبل الكبير...