Alef Logo
يوميات
              

ومن المقاومة ماقتل

توفيق الحاج

2007-12-17

المقاومة..هذا اللفظ الجميل والمعنى النبيل ..هو أفضل ماقدمه الشعب الفلسطيني للتاريخ وللعالم الذي لم يشرق عليه العدل بعد..!!
المقاومة.. اشرف ظاهرة يلجأ اليها المقهورون للتعبيرعن رفضهم لسلب حقوقهم بقوة الباطل..
المقاومةأو بمسماها الاسلامي الجهاد..دم قان لايستطيع كائن من كان أن يزايد عليه أو يطعن في شرعيته كفريضة غائبة أو يشكك في رسالته والايمان به يعادل في رأيي الايمان بالله، والشهداء الشهداء هم رسل قضية في مكانة الصديقين لايرقى اليهم الا أمثالهم..!!
ومع ذلك فان هذاالرمز العظيم شأنه شأن كل شيء طاهر ونقي قد تسلقته الطفيليات وطاله العفن وتمسحت له الاكاذيب منذ زمن طويل..!!
بل وأصبح وسيلة للتجارة والارتزاق ،وأحيانا لعبة في يد البعض لكسب موقف أو تأييد..!!
واسوق للقراء بعض الصور راجيا تأملهابما تستحق وعدم استسهال التسرع في الحكم بالايجاب أو السلب.
المقاومة وكانت تنتظر المقاومين وتتصيدهم وهي تعرف عددهم وعتادهم وتموينهم وكل ذلك بفضل عيون الغواية مثل"أمينة المفتي "المغتربة العربية الجميلة التي تأسرلت وأرسلها الموساد الى جمهورية الفاكهاني وهناك دخلت بانوثتها مخادع القادة بل وتصنتت على هواتفهم أربع سنوات كاملة قبل أن ينكشف أمرها.
في الثمانينات من نفس القرن أصيب أحد قادة النضال بالسكتة القلبية فوق ربوة من الجبنة البلغارية فنعته كل الفصائل شهيدا سقط في معركة الشرف والوطن..!!
في التسعينات من نفس القرن أيضا سقط أحد أبرز المقاومين برصاص أحد زملائه خطأ بعد ممازحة مصورة بالفيديو وفي اليوم التالي نعاه التنظيم في بلاغ عسكري شهيدا بعد معركة بطولية في منطقة كذا قتل وجرح فيها كذا من جنود الصهاينة ..!!
أما في هذا القرن فالصور مختلفة قليلا..فقدانهار نفق على مهرب معروف فنعاه فصيله على الفور واحتسبه شهيدا وشيعه بالاناشيد والرايات..!!
في هذ القرن..سقط مقاتلون لفصيل في معركة داخلية.. فوضعهم في الثلاجاث الى أن تيسر له تقديمهم للعامة والدهماء شهداء وأي شهداء..!!
وفي هذا القرن أيضا..حدث ويحدث فيلم مضحك مبكي .. انتجه وأخرجه ويكرره الحال الفلسطيني، أقدمه هنا بدون مونتاج..!!
عبد الله ..بهلول يتيم الابوين في العقد الثاني من عمره.. لايعرف في الدنيا الا عبوس زوجة أخيه.. ذهب بالامر في الصباح الباكر ليشتري صحن فول.. فأصابته في مقتل رصاصة احتياح مفاجىء..
وصلت الجثة الى المستشفى وانتشر الخبركالنار في الهشيم ..وانتفضت الحارة لتعد بيت العزاء.. وهنا دب التصايح والزعيق والشد والرخي قبل أن يصل جثمان عبد الله الى البيت ..!!
مالذي جرى ياترى..؟!!
التنظيمات تختلف بشدة حول الشهادة التي مات عليها عبدالله..!!
هذا الفصيل يؤكد بالبراهين والادلة أن الشهيد ابنه منذ الصغر وتربى في مسجد فلان و على تعاليم الامام علان ...و...و...!!
وذاك الفصيل يحلف بالايمان المغلظة أن عبد الله فطم نفسه على لون رايته ولم يكن يلبس أو يأكل الا مايوافق هذا اللون..!!
وفصيل ثالث ..يفند ادعاءات الفصيلين السابقين ويأتي بأدلته التي تؤكد أن عبدالله كان المنظر الاول للحزب وصاحب منهج معروف في المقاومة..!!
فصيل رابع..تدخل في اللحظة الاخيرة وأكد أن عبد الله هو مهندس العبوات الناسفةلديه والمسئول عن العديد من العمليات البطوليه الناجحة..!!
استمر الهرج والمرج بين الألوان.. أيها تستأثر بالغنيمة.. فالدولارات جاهزة والدنانير حاضرة..!! لكل مايتطلبه العزاء وأهل الشهيد..!!
في النهاية حسم الاخ هوية أخيه الاستشهادية وكفنه باللون الذي يريد.. وقال للمعزين..هذا لون أخي..و"اللي مش عاجنه يروح"..!!
غادر أكثر من نصف المعزين المكان.. وأقاموا على مقربة بيت عزاء آخر وبلون أخر..!!
همست بسؤال المارة لنفسي :لماذا لايكون العزاء فلسطينياخالصا..؟!! الا يكفي ذلك..؟!!
الليلة الماضية حلمت بعبد الله ذاهبا ليشتري صحن فول فاستوقفته وسألته :ياعبد..هل انتميت لأي تنظيم ..؟!! فما كان منه الا أن ضحك الى أن اغرورقت عيناه بالدموع وقال :أنا عبدالله ..عبدالله وبس ..يا أستاذ..!!
نعم ..ان أحداث الفيلم شديدة الخصوصية والواقعية حدثت ويحدث أكثر منها باسم أطهر واشرف ظاهرة..!!
يخطر في بالي الآن كيف كانت الانتفاضات الفلسطينية تبدأ ثم للاسف تنحرف البوصلة وتعمى الابصار بالغرور والانانيات فتقاوم بنادق المقاومة نفسها..!!
لقد كنت دائما وسأكون ابدا مع المقاومة الفلسطينية وهي في أشد محنها ولم أكن يوما مع المقاومة التجارية المسيسة لكسب هذا الفصيل أو ذاك والتي تكلفنا غالبا أثمانا باهظا وبالمجان..!!
وفي النهايةاترك للقاريء أن يتذوق ما قرأ مع فنجان من القهوة السادة وعلى مهل.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

آخر قباحة..!!

22-آب-2008

في حضرة التاريخ..!!

30-حزيران-2008

ممنوع الرقص..!!

26-أيار-2008

حدث هذا الصباح..!!

28-نيسان-2008

حج متأخر..الى عشتار..!!

15-نيسان-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow