حوار / مع الشاعر الليبي : محمد القذافي مسعود
2012-04-27
- كيف تفاعلت كشاعر مع فجر الثورة الليبية ؟
تفاعلت معها كأي ليبي مظلوم مقهور مقموع من النظام السابق صرخنا ضده ضد الظلم والقمع والاستبداد لم يكن تفاعلي كشاعر مختلف عن أي مواطن ليبي عادي بل كان إحساسي مثلهم جميعا كليبيين خرجوا للشوارع يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام وخرجوا بعدها في مدينتي ( غريان ) يهتفون بالروح بالدم نفديك يا بنغازي تضامنا مع أهلنا وأشقائنا في الشرق الليبي ( مدينة بنغازي ) الذين كانوا يقتلون من قبل كتائب القذافي وقتها فكنت حاضرا بالغضب والحزن والأمل ولم أفكر لحظة اندلاع الثورة بالشعر والكلمة إنما أحسست بولادة جديدة لليبيا ولليبيين والثورة حاضرة في قصائدي منذ سنوات قصائدي كانت ثائرة متمردة ضد الفساد ضد العهر ولك أن تراجع مجموعتي الشعرية " لمختلفين في نعناع النظرة " وقصيدة " أترك عصا الراعي " و " بانتظار أن يعلن الجديد " وغيرها والأمر متروك للنقاد والقراء للمراجعة والحكم ولست ممن يدعون بعد الثورة إنهم شعراء ثائرون مثلما فعل الكثيرون في ليبيا وفي دول عربية أخرى ممن طالهم الربيع العربي
- برأيك .. هل الشعر يزدهر أثناء الثورات ؟
أمام ما عشناه في ثورة 17 فبراير في ليبيا أومن قبلنا مع ثورة تونس ومصر أقول إن الشعر لا يزدهر أثناء الثورات لأن الناس لا تفكر بالشعر وقت الثورة ولا تنشغل به فاأمام القمع والقتل والمطاردة من قبل الأنظمة الفاسدة تنشغل الجماهير الثائرة بكيفية الصمود وإكمال ثورتها بأقل عدد من الأرواح ولا أظن أن الشعر سيولد بشكل فني متقن في الساحات أو الشوارع المنتفضة والدم يسيل والناس تعذب في السجون والدموع تذرف في المقابر فللشعر شروطه وظروفه الخاصة جدا حتى يولد إبداعيا مكتمل الشروط والجوانب الفنية والنقدية وليست تلك الكلمات الرنانة الفاقعة بشعر أو إبداع سميها ماشئت غير الشعر ..
- ما الدور المنوط بالمثقفين العرب في المرحلة المقبلة ؟
لم نرى لهم دور قيادي ولامهمة يجب عليهم انجازها خصوصا في الثورات العربية المستمرة أظن أن دورهم الطليعي انتهى والشعوب صارت أكبر من أن تحتاج للمثقفين وتنظيراتهم وادعاءتهم
- تكتب شعر الفصحى والعامية .. أين تجد نفسك أكثر ؟
أحيانا في القصيدة العامية الليبية وأحيانا أخرى في القصيدة الفصيحة فلكل منها إغرائه وطريقة جذب تشدك مرغما وموضوع يحتاج أن يكون في قالب العامية وموضوع آخر لا يكون بطبيعته إلا في قصيدة فصحى لكل منهما طعمه الخاص وشروط تفرضها الأجواء والمواضيع بحسب ما يختلج في داخل النفس الإنسانية التي تسخن وتبرد تأثرا بمناخات لايشعر بها ولايراها سوى الشاعر نفسه .
- الكتابة الشعرية انخراط عنيف في الإنصات لعوالم الداخل المشبعة بالجروح ، والحلم تعرية لتضاعيف الذاكرة بشعلة القصيدة .. هل تؤمن بأن الشعر قادر على تغيير العالم إلى ما هو أنقى وأصفى في زمن السلم بعيدا عن الحروب .؟
لم تكن يوما مهمة الشعر تغيير العالم فزمن نبوة الشاعر وموعظته انتهى منذ زمن مهمة الشاعر اليوم المساهمة في ترميم الروح المنكسرة المتعبة وخلق جماليات صارت تتوارى في زمن القبح واليأس زمن اللاانسانية مهمته أن يضئ عتمة الداخل لعل الطريق تتضح بعد ذلك ..انتهى عصر الأوهام يكفينا البحث في دواخلنا عن ذواتنا لعلنا نجد شئيا منها في الشعر ونلمسه وحسب الشعر ذلك إن استطاع .
- للقصيدة مكائدها وكمائنها .. هل يستطيع الشاعر النجاة من هذه المكائد والكمائن دائما ؟
شخصيا لا أعرف سوى إن القصيدة عندما تأتي تكون كالحب الغامر، العاصف ، تلفني وتأخذني معها إلى أين لا أعلم إلا بعد انتهاء الرحلة أو الصحو ...فا أجد نفسي كأنني كنت في أعماق حلم جميل وصحوت منه للتو .بصدق لاأستطيع وصف تلك الحالة أو العملية التي أعتبرها معقدة وجميلة في آن .
- تتغذى القصيدة بالأمكنة ، وهي تؤسس عبورها نحو الحلم بهدوء ..هل بمقدور الشاعر ترويض المكان باللغة ؟
ربما يكون للأمكنة تأثير وربما يكون التأثير الأكبر للأمكنة المتخيلة يختلف تأثير المكان من شاعر إلى آخر كل حسب رؤيته ومعايشاته التي تخصه وحده.
- قصيدة التفاصيل والاحتفال باليومي والمعيش في جغرافيا المتن الشعري المعاصر .. هل أعطته بعدا جماليا آخر خصبا وخلاقا في آن ؟
أحيلك إلى ما كتبه عني الشاعر والناقد المغربي أستاذي عبدالحق ميفراني حيث كتب " ونصوص الشاعر محمد القذافي مسعود جزء من هذا التناص المفتوح، والممتد في تجارب شعرية ليبية وعربية شابة، لكن تميز هذه النصوص في ابتعادها على صنع الأفكار الكبيرة، وفي تجنبها خلق إيديولوجيات محنطة، وفي تميزها بجعل العالم أقرب إلى الشعر منه إلى ميليشيات العسكر‼
قنوات نصوص الشاعر هي حقل رؤاه الذي يغرف منه، والذي لا ينبني إلا على تخطيطات أولية للدهشة، وما الرهان على القصائد القصيرة والشذرية إلا صدى مفتوح على قدرة التكثيف التي يصوغ بها الشاعر رؤاه. الشاعر محمد القذافي مسعود شاعر قادم مع حلمه الصغير في أن يكون العالم أشبه باستعارة صغيرة تكورها يداه..
" نكتب على فخذ البيت
أننا هنا
ننهش غربة الشارع
ليصيـر الزقـاق
قمراً على كتف الروح " .
بين السياسي والثقافي صداقة قديمة .. هل تنجو القصيدة غالبا من هذه الثنائية ؟
لا توجد صداقة بريئه بالمعنى الكامل للبراءة بين المثقف والسياسي وفي حالتنا العربية دائما ما يكون هناك صدام وشد بينهما وليس صداقة ووئام فلن تكون هناك قصيدة برئية في حضرة سياسي غير برئ وكل مثقف يدعي صداقة السياسي يعني ذلك انه على درجة عالية من إتقان النفاق وما يسمى بالذكاء الاجتماعي والدبلوماسي .
- القصيدة رسالة مفتوحة إلى العالم .. وأنت تكتب هل تفكر بالقاريء ؟
لحظة ولادة القصيدة أتفاعل معها وأنسى العالم من حولي فلا أفكر في أحد وبعد الانتهاء من كتابتها أفكر فيها بشكل نقدي فيستمر اشتغالي عليها بدرجة نقدية محدودة ربما أفكر بعدها بمن سيقرأ وكيف ستصل القصيدة عبر وسائل النشر الورقية والالكترونية المتعددة ..
- كيف تتجلى صورة المرأة في قصائدك ؟
الحكم متروك للقراء والنقاد وقصائدي منشورة ومتاحة للجميع لدخولها بالقراءة والنقد والتحليل ..
حوار/ خالد بيومي
محمد القذافي مسعود ابوصلاح / مواليد : 1978
اسم الشهرة : محمد القذافي مسعود
( شاعر وكاتب صحفي وباحث مستقل )
تاريخ ومكان الميلاد : 13 / 7 / 1978 غريان .
الحالة الاجتماعية : متزوج
المستوى الدراسي : دبلوم متوسط ( قسم مسرح تمثيل وإخراج مسرحي ) معهد جمال الدين الميلادي / طرابلس عام 2000
صدر له :
عالفرح مصبحني " أغاني " 2006 نفقة خاصة .
لمختلفين في نعناع النظرة " شعر " منشورات مجلة المؤتمر / طرابلس 2007
حواري معهن " حوارات " تقديم د . عادل ضرغام دار ميم للنشر / الجزائر 2008 .
له نتاج شعري ونثري بالفصحى والعامية ويكتب الأغنية كما يمارس الكتابة الصحفية
منسق النادي الثقافي بالجمعية الليبية لرعاية الشباب فرع غريان (سابقا ) .
عضو هيئة تحرير مجلة الفضاء الثقافي ( الالكترونية ) 2007 _ 2010 .
مشرف صفحة إبداعات شبابية بصحيفة أويا 2008
عضو هيئة تحرير مجلة تراسيم ( العراقية ) 2009 / 2010
مشرف الصفحة الثقافية لصحيفة " مرسيط " 2009 / 2010
مراسل مجلة" المقتطف " الالكترونية . لسنتي 2004 .2005 .
نشر نتاجه بكافة الصحف والمجلات الليبية والعربية وعدد من المواقع والمجلات الإلكترونية أقام العديد من الأمسيات الشعرية والثقافية المنوعة بمدينة غريان بداية من عام 1996 حتى عام 2004 شارك في عدة حملات تضامنية مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الحقوقية في الوطن العربي .
تحصل على عدد من شهادات التقدير من جهات مختلفة .
أجرت معه إذاعة مونتي كارلو الدولية مقابلة في برنامج " أفكار " من إعداد وتقديم فايز مقدسي 2008 .
شارك بشهادة عن العولمة و الرأي والرأي الآخر في برنامج " حوار " بإذاعة مونتي كارلو الدولية 2010 .
أجرى العديد من الحوارات الصحفية مع عدد من الأدباء والكتاب والفنانين الليبيين والعرب نشرت بالصحف الليبية وبعض المطبوعات العربية المختلفة .
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |