Alef Logo
مقالات ألف
              

تعريف وتصنيف الشَـبّيـحة في إسطبل الأسد

أحمد بغدادي

خاص ألف

2012-06-16

كل سوري داخل سورية وخارجها وحتى معظم الغرباء من الدول المجاورة منذ عقود ٍ مضت يعرفون كُـنه كلمة ( شبيح )،وماذا تعني بكل مقوماتها وقوانينها التي تصبُّ في مفهوم ٍ قديم عرفته جميع الشعوب التي حُـكِمَتْ من قبل نظام ٍ أو ملك ٍ ديكتاتوري، استطاع أن يوْجِـد هذه الظاهرة لكن بمسميات أخرى وبطرق ٍ أخرى تختلف على حسب لغة ذلك البلد وإمكانية استيعابها من قبل الناس،ومدى هيمنة هذا الحُـكم على هذه الظاهرة والتحكم بها . بَـرَزَتْ في سورية منذ نهاية الثمانيناتتقريباً ظاهرة ( التشبيح ـ الشبّيحة ) والذي استخدمها نظام حافظ الأسد في معظم المهمات ( العمليات الوسخة ) التي تضم قائمة الاغتيالات الداخلية، الفردية منها أو الجماعية لشخصيات معارضة له أو لأناس ينافسون المقربين منه في مجال الاقتصاد أو المناصب. كما استُخدمَ ( الشبيّحة ) في حملات الاعتقال والمداهمة تحت جناح أجهزة الأمن، ومنها أيام الإخون المسلمين الذين اتّهمَهم النظام بالإرهاب وألصَقَ بهم مسؤولية التفجيرات التي حَدَثتْ أبان تلك الأيام !. وفي مجزرة حماة وغيرها في الثمانينات لعبَ ( الشبيّحة ) دوراً كبيراً في تصفية المعارضين عن طريق القتل المباشِر أو عن طريق الذراع الحديدية للجيش والقوى الأمنية بمساعدة عناصر الفرع الأمن السياسي الذي كان قائدهم وقتها ( وليد أباظة ) في قصف حماة وبعض قرى المدن الأخرى في سورية ؛ بعدها أخذت تلك الظاهرة منحىً آخرَ، إذ أُقْصِيَتْ معظمها عن العمليات التي تخصّ النظام من الناحية التي اُستخُدموا فيها سابقاً، واتجهت نحو أعمال أخرى استفاد منها النظام والمقربون منه، وهي أعمال وسخة كالتهريب على كافة الأصعدة( المخدرات ـ السلاح ـ المواد المحروقة ـ العملة الصعبة ـ النهب ـ تبييضالأموال وغيرها من أعمال غير مشروعة ). بدأ شقيقُ حافظ الأسد ــ رفعت ــ باستقطاب مجموعات من الشبيّحة وضمّهم إلى صفوف خاصة في ( سرايا الصراع ) ــ الدبابير الحُمر ــ إذ كان لهذه القطعة العسكرية استقلالها التام تلك الأيام في معظم القرارات التي تخصُّ حالات ( الشغب ـ الانفلات الأمني ) بمنظور القائد الأعلى لتلك القطعة، مما أثارَ حنقَ الأسد الكبير على شقيقه رفعت، وبدأ بسحب بعض الميزات تدريجياً منه، الأمر هذا انعكس على الشعب السوري، إذ بدأت قوات رفعت توسيْخَها المعروف في البلاد من قتل ٍ ونهبٍ واعتقالاتٍ تحت قوانين الغاب الأسدية للشقيق الآخر!. هنا رجعت قطعان الشبيّحة المنضوية تحت لواء رفعت للعب دورها الأساسي لكن خارج نطاق الشخصيات الكبرى في النظام متجهةً نحو بعض المقربين منهُ مثل ( حافظ مخلوف ـ جميل الأسد ـ مصطفى طلاس ـ حكّمت الشهابي ـ و ( حربة ) الذي كان حربة ً في خاصرة الشعب السوري لما قاساهُ منه ومنهم !،وغيرهم من أصحاب النفوذ ـ وأشخاص كان يُطلق عليهم اسم شيوخ الجبل ). استطاع هؤلاء الأشخاص جرّ الشبيّحة إلى مستنقعاتهم بالترغيب والترهيب للعمل تحت راياتهم وإنجاز الأعمال الوسخة المذكورة آنفاً لكسب الأموال الطائلة، وبناء ثروات كبيرة وأمجاد على حساب معيشة الشعب السوري!.


ــ الشبيّحة :
أغلبية الشبيّحة في سورية ينتمون إلى طائفة العلويين وهي طائفة حافظ الأسد التي تضمّ الكثير من الأشراف الذين وقعوا في ظلم النظام وجوره وتسلّطهِ عليهم كباقي الشعب السوري،هؤلاء الشبيّحة ينحدرون من عائلات معظمها مسحوقة فقيرة استندت معيشتها الأساسية على التطوّع في الجيش أو أجهزة الأمن عندها تمّ تأهيلهم ( فكرياً ونفسياً ) ليكسبوا ولاءهم للقائد الأعلى وللنظام، هذا ما أثّرَ تأثيراً جماً في حياتهم وتوجهاتهم السياسية التي تطبّعت طبعَ النظام وأخذت نَـفَـسَـهُ الطائفي المعقود في عقدة الحبل ِالواحدة ألاوهي ( نحن فقط وبعدنا الطوفان )!. استطاع النظام أن يستدرجهم في شتى الوسائل كما ذكرناً سابقاً لضمن ولائهم وانصياعهم لأمره، ومن بعض الوسائل،إعطاء بعض الصلاحيات لكبارهم في تصرفاتٍ ضد الشعب، لا تعود إلى أوامر القادة الكبار. وعند هذه المسألة تكوّنت الكثير من المجموعات منها الأمنية المتطوعة في الأجهزة أو المدنية التابعة لتلك الأجهزة. في حال النظر إلى شريحة من الشبيّحة، نجد أنهم لا يمتلكون وعياً ثقافياً ولا حتى ذاك الوعي على مستوى الحياة، فهم في قوقعةِ الجهلِ والتزمّت المُفرط تجاه أفكارهم وعقائدهم التي بناها هذا النظام بأسلوبه البشع؛ تراهم دائماً يتفاخرون بانتمائهم للنظام وقوتهِ الأمنية وأساليبه المعروفة في القمع في تنوّع أشكاله، وجلّ أحاديثهم اليومية تدور حول اعتقال أحدهم أو ضرب شخصية تجارية معروفة، وسرقة محال مدنية مع تكسيرها،أو تهريب أشياء ممنوعة، أو السطو على شركة ما وغيرها من أعمال العنف والتخريب !؛ وترى معظمهم يتميزون بميزة واحدة في الشكل وهي حلاقة الرأس على ( الصفر ) وإطلاق اللحى والبهرجة الزائدة، ولباس نصف عسكري مموّه، وحتى إذا كان الشبيح من طائفة أخرى تجده يخاطب الناس في لهجة الطائفة العلوية ويبدأ بالــ" مقاقاة " لزرع الخوف بنظره في قلوبِ من يخاطبهم على أنه من ( هناك ) وهناك أمثلة كثيرة على مرّ العقود في سورية جَرَت ومازالت تَحْدث إلى الآن!.
في التسعينات بدأ شقيق بشار الأسد ــ باسل الأسد ــ الشاب الذي مات في حادثة غامضة على طريق المطار، وقد وجّهت أصابع الاتهام جلّها إلى أولاد عمّه الذين ذاقوا منه الأمرَّين؛ بدأ بحملة واسعة على التهريب،وخاصة ً في مدينة اللاذقية،حيث الجبال التي كانت تُستخدم من قبل الشبيّحة بقيادة أولاد عمّه وأقاربهم ،وقتها قامباسلباجتياحتلك المنطقة بقوى عسكرية منها المروحيات، كما فعل في منطقة " السومرية " في العاصمة دمشق، آنذاك أجبرهم على إيقاف التهريب والتشبيح على الناسالمدنيين بعد أن نزع عنهم السلطة التي كانوا يتميزون بها من قبل بعض المسؤولين في الدولة. فظاهرة التشبيح لا تقف عند التهريب والنهب والتسلط، بل لها امتداداتٌ وفروع أخرى بدأنا نلمسها منذ توريث بشار الأسد كرسي الحكم،والأداء بالقسم الذي لم نرَ منه غير ما رأينا من أبيه، بل أسوأ وأشنع !!،لما أصبح لليد السفلى تحت الحُكمقوة كبيرة ( حاكمة ) بعد موت حافظ الأسد الذي كان الآمر والناهي في كل شيء!. وهذه الظاهرة التي خرجَ معظمها حديثاً لها طابع مضحك ومثير للسخرية والامتعاض في آن ٍ واحد .. وسنأتي مسمياتها وانتمائها وعلى تفنيدها وشرح بعض حالاتها.
1 ــ شبيّحة إعلاميون ( محليون ـ لبنانيون ـ عراقيون )
2 ــ شبيّحة اقتصاديون ( تجار ــ أصحاب رؤوس أموال )
3 ــ شبيّحة إقليميون ( حزب الله ــ مقتدى الصدر ــ مليشيات الحرس الثوري الإيراني)
4 ــ شبيّحة دوليون ( روسيا ــ الصين )
5 ــ شبيّحة فضائيون ( زحل ــ الزهرة ـ عطارد ).

( شبيّحة إعلاميون ) :
خرجت علينا بعض الشخصيات البعثية البالية في الثورة السورية على الإعلام السوري بقنواته الثلاث التابعة للنظام فعلياً ،وبعض القنوات العربية، بحكايات سرابية وقصص تافهة وذرائع واهية لا تمت بشيء للمنطق والواقع الذي يعيشه الشعب السوري تحت آلة القتل الممنهج الذي استباح دماء السوريين من جنوب البلاد إلى شمالها !، وهذه التفاهات التي يطلقها شبيّحة النظام الإعلاميون،هم أنفسهم غير مقتنعين بها، حتى الطفل الرضيع يسخر منها ومنهم على ما تحمل من غباء واستغباء للشعب السوري وللعالم العربي والغربي ؛هؤلاء الشبيّحة الإعلاميون يتسابقون ويستميتون بالدفاع عن النظام والأسرة الحاكمة لأسباب عدّة ، منها الانتماء الطائفي أو المنافع المادية والطمع في التقرّب من النظام والحصول على منصبٍ ما ، أو لغباءٍ مفرط في عقولهم في تصديق أكاذيب النظام وأجهزته الأمنية !، وهناك ميوّل عند بعضهم ( حقدي انتقامي) على شرائح عديدة من الشعب السوري كما يرفضون في باطنهم بانتماء هذه الشرائح إلى الوطن.
ونذكر هنا أسماء بعضهم الذي عُرِفوا من قبل الناس :
ــ أحمد الحاج علي ــ شريف شحادة ــ خالد عبود ــ محمد ضرار جمو ـ سلمان حيان ــ أحمد صوان ــ طالب إبراهيم ـ بسام أبو عبد الله ــ نزار الفرّا ــ والمدّعي الزعامة القبلية ( الشيخ شلاش )وغيرهم من المتسلقين. لكن كبار الشبيّحة الذين انتقلوا إلى لعب الدور الإعلامي في الثورة السورية أصحاب المناصب العليافي النظام مثل ( وليد المعلم ــ بثينة شعبان ـ عادل سفر ــ جهاد مقدسي " الولد الغبي " ــ وغيرهم ممَن يُديدنُ ديدنهم ويعزف على نفس الأسطوانة المشروخة في أروقة النظام وإعلامه ( المُبجّل ) ! هؤلاء مُسِـخوا في أنظار الشعب السوري الشريف وصاروا في المزابل لما قدموه من أباطيل واضحة وفبركات إعلامية غبية مثل التي عرضها وليد المعلم في شريطه الشهير عن العصابات الإرهابية والسلفيين الذين أتوا إلى سورية وقتلوا وذبحوا ورموا الجثث من فوق الجسور وغيرها من أشرطة وأكاذيب وتلفيقات كُشِفَـتْ وفُـضحَ أصحابها،غير أننا اعتدنا عليها منذ أيام حكم الأب (المناضل) إلى اليوم!.بعض الإعلاميين الأقزام من الذين ذكرناهم،أخيراً حصدوا بضعأحلامهم وقطفوا نتاج دفاعهم عن النظام وأسرته الحاكمة،إذ تمَّ تتويجهم وترشيحهم إلى مجلس الشعب (ولم أدرِ أي شعب هذا )!بعد أن تمّتْ تزكيتهم من قبل القيادة القطرية وفرض أسمائهم في قائمة الناجحين في الانتخابات الأسدية !.. ومن هنا تزداد شراستهم في الدفاع والعضّ في كل جانب يحسّـون أنه يمسّ أسيادهم وأسياد نعمته، وهذا ما ظهرَ مؤخراً على الشاشات الفضائية بعد لصق مؤخراتهم على كرسي المجلس الموقّر !.والمقزز أيضاً في تلك الظاهرة ( التشبيّحية ) هم شبيّحة النظام الإعلاميون في الخارج ( اللبنانيون ) كنموذج الكائن( فيصل عبد الساتر ) المستميت أيضاً بالدفاع عن الأسد ونظامه بلكنته اللئيمة التي تعكس داخله وحقده على الشعب السوري الحر وعلى الثورة السورية التي أماطت اللثام عن جميع ماسحي أحذية النظام السوري في الخفاء سابقاً، ومَـن ادعى الدفاع عن الديمقراطية وحريات الإنسان وحقوقه المشروعة في حياةٍ خالية من القهر والتنكيل .. كما هناك نماذج لبنانية مشابهة لــ "عبد النظام السوري ( الساتر ) تخَـلّتْ عن كل القِـيَـم الإنسانية والأخلاقية مقابل منافع من النظام تافهة توازيهم، ولإظهار نفسها أمام الجميع على أنها تخاف على سورية من التفكك والانجراف إلى حرب أهلية لم يُسوّق لها إلا النظام الأسدي ذاته مع عصابات نصر الله وإيران التي تفتك حالياً بالشعب السوري الثائر مع أجهزة النظام وجيشه
( الباسل )!!.هناك بعض الشبيّحة اللبنانيون أصحاب مواقف متناقضة، تدفع إلى التساؤل في مواقفهم القديمة ضد نظام مزرعة الأسد ، فتلك المواقف كانت هجومية على النظام الأسدي وأتباعه ، وفجأةً صارت موالية له وتدافع عنه دفاعَ بعثي للـ"عظم"! منها (الكنيسة الصفيرية ) وعون وجماعته وبعض الأفراد البارزين في الساحة اللبنانية المشتتين بين تيّارات وأحزاب معروفة، إذ لم يُظْهِروا إلى الآن موقفهَم بعد كل هذا القتل والمجازر الشنيعة في حق الشعب السوري الثائر التي تعدّت مجازر الصهيونية والنازية؛ هم يتذرعون كما تذرّعَ الـعبد الساتر للنظام السوري " وغيره من شبيّحة مرتزقة تعمل لحساب النظام الــــ ... ك ..ل ..البالي .

يتبع أحمد بغدادي ــ ألف ــ
2012 6 13

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

غداً سأبقى وحدي

15-أيار-2021

قصيدتان من دفتر النبع الضرير

24-نيسان-2021

كاان بيني وبينكَ

03-نيسان-2021

"أغنية بلا نوافذ" // إلى ريدي مشو

27-آذار-2021

لعنة الشعراء

06-آذار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow