Alef Logo
يوميات
              

راياتُ حزب الله

ناديا خلوف

خاص ألف

2012-08-10

من حقّهم أن يكونوا حزباً لله ، ولو كانوا ليسوا من الملائكة . لكن من هم ؟
صديقتي التي أصبحَ جميع أفراد عائلتها من الحزبِ الإلهي تقولُ لي :
"كنّا عائلة يسارية . ومن عائلتنا شهداء دفعوا حياتهم ثمناً لفكرةٍ وطنيةٍ هي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي . انتهتْ تلك الفترة ، وأصبح حزب الله قوة فاعلة على الأرض- ودون أن ندخل بالتفاصيل - فإنّ حزب الله اللبناني والإيراني والعراقي هم حزب واحد. يقوده الحرس الثوري الإيراني . لم ننضمّ للحزب وعارضناه . قتلوا أخي ونزفَ دمه أمامنا ، وبعد قتله انضم كلّ إخوتي إلى الحزب بناء على طلبِ أمي . حيث قالتْ :" لا أريد أن أخسركم جميعاً "لكنّ إخوتي لم يكونوا أعضاء فاعلين ، لأنّ خلفيتنا يسارية "
لولا أنني أخافُ على العائلة ، لكنتُ نطقتُ باسمها . إذن حزب الله ليس مثل الأحزاب السياسية ، هو تنظيم عسكري.
في سورية الأسد . كانتْ أعلامُ حزب الله تخفقُ في كلّ المناسبات ، والكثير من العائلات لديهم دزينة منها . لأنّه على كلّ المسيرات التي تمجدّ الأسد . أن تغصّ بصوره وبأعلام البعث وأعلام حزب الله.
لن أنسى عندما سقط مبنى التجارة العالمي في أمريكا . كيف وزع حزب الله الحلويات في شوارع بيروت . ليس هم فقط . بل أكثر الذين يحسبون أنفسهم على الفئاتِ التقدمية في ذلك الحين . وعندما قلتُ : أنّ الأمر لايتعدّى الإرهاب . هبّ في وجهي أغلبُ السوريين الذين سمعوا رأيي وسخروا مني لأنني أؤيد الإمبريالية ، فإما أن أكونَ مع الإرهابِ، أو الإمبريالية حسب رأيهم !
التقيتُ بصديقتي نفسها في دبي منذ عدة أيام. قالت :
" يخشى حزب الله اليوم أن ينفضَّ أعضاؤه عنه . هو منصرفٌ الآن إلى الدفاع عن صورته . ما أعظم ثورتكم ! ستحرّرنا من هذا الكابوس الذي ألمّ بنا ، وستعيد للجنوب هويته اللبنانية "
أرى أنّ الأمر نفسه في سورية ، إمّا أن تكون بعثي مرتبط بالأمن أو لا مكان لك ، وعملياً لايمكنُ لشخصٍ أن يصبح عضواً عاملاً في البعثِ إلا إذا قدّم التّنازلات وحتى أحزاب الجبهة ارتبطت بالبعث ، وكانت نقاشاتها تدورُ حول تعبيرين : الشق الداخلي الذي يجب إصلاحه ، والشق الخارجي الممانع الذي يجب دعمه !
تغيّر الوعي عند السوريين بعد الثورة ، ورموا بتلك الأعلام الصفراء إلى القمامة . أصبحتْ أعلامُهم ملوّنةً بألوانِ سورية ومكوّناتها ، حزبُ الله يحزمُ حقائبه استعداداً للرحيل ، وهو عندما يرسل مقاتليه إلى سورية ليس دفاعاً عن النظام السوري. بل دفاعاً عن الشّرف الذي حمله زوراً وبهتاناً بأنّه قائدُ الانتصاراتِ ، ودفاعاً عن كونه سلطةً فاعلةً في الجنوب ولبنان كله . ومع حزب الله ستودّع حماس ، والمنظمات الفلسطينية الأخرى التي تدور في فلك إيران . إلا إذا احتضن مرسي رئيس مصر بعضها.
أصدقائي الإيرانيين أيضاً يتطلعون إلى نجاح الثورة السورية كي يبدؤوا ثورتهم ، ويأخذون على بعض الجهات الدخيلة على الثورة ، والتي تكتبُ على صفحاتها : تسميتهم بالمجوس ، والروافض . يقولون : " هذه الثورة العظيمة . عليها أن تبتعد عن الشعارات الطائفية "

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

04-تموز-2020

"الفظائع الآشورية التي تجعل داعش باهتة أمامها"

19-كانون الثاني-2019

هذا العالم ضيّق، وليس له أبواب

10-كانون الأول-2015

السّوريون ظاهرة صوتيّة تقف على منّصة ليس أمامها جمهور

19-تشرين الثاني-2015

الزّلزلة

05-تشرين الأول-2015

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow