Alef Logo
نص الأمس
              

( أردأ أشكال الجماع ) من كتاب تحفة العروسين / ج 2

ألف

خاص ألف

2012-09-09

ـ "وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشاً لها بعد الملاعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشاً كما قال  : "الولد للفراش" وهذا من تمام قوامية الرجل على المرأة كما قال تعالى : ( نِسَآؤُكُم ْحَرْثٌ لَّكُم ْفَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّ ىشِئْتُمْ ) (البقرة : 223) وكما قيل :
إذا رمتها كانت فراشاً يقلني وعند فراغي خادمٌ يتملقُ
وقد قال تعالى : (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُم ْوَأَنتُم ْلِبَاسٌ لَّهُنَّ) (البقرة : 187) ، وأكمل اللباس وأسبغه على هذه الحال فإن فراش الرجل لباس له وكذلك لحاف المرأة لباس لها فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه الآية وبه يحسن موقع استعارة اللباس من كل من الزوجين للآخر ، وفيه وجه آخر وهو أنها تنعطف عليه أحياناً فتكون عليه كاللباس قال الشاعر :
إذا ما الضجيع ثنى جيدها تثنّت فكانت عليه لباساً
ـ أردأ أشكال الجماع :
"وأردأ أشكاله أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره ، وهو خلاف الشكل الطبيعي الذي طبع الله عليه الرجل والمرأة ، بل نوع الذكر والأنثى ، وفيه من المفاسد أن المني يتعسر خروجه كله فربما بقى في العضو منه فيتعفن ويفسد فيضر، وأيضاً فربما سال إلى الذكر رطوبات من الفرج ، وأيضاً فإن الرحم لا يتمكن من الاشتمال على الماء واجتماعه فيه وانضمامه عليه لتخليق الولد ، وأيضاً فإن المرأة مفعول بها طبعاً وشرعاً وإذا كانت فاعلة خالفت مقتضى الطبع والشرع ، وكان أهل الكتاب إنما يأتون النساء على جنوبهن على حرف ويقولون هو أيسر للمرأة ، وكانت قريش والأنصار تشرح النساء على أقفائهن فعابت اليهود عليهم ذلك فأنزل الله : ( نِسَآؤُكُم ْحَرْثٌ لَّكُم ْفَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّ ىشِئْتُمْ) (البقرة : 223) .
وفى الصحيحين عن جابر قال : "كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ فَنَزَلَتْ ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) (البقرة : 223) ، وفى لفظ للإمام لمسلم : "إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ" .
والمجيبة المنكبة على وجهها ، والصمام الواحد الفرج ، وهو موضع الحرث والولد.
ـ فماذا إذن عن مقدمات الجماع ؟
قال تعالى : (نِسَآؤُكُمْحَرْثٌلَّكُمْفَأْتُواْحَرْثَكُمْأَنَّىشِئْتُمْ) (البقرة : 223) : قال بعض أهل العلم في قوله تعالى : (وَقَدِّمُواْلأَنفُسِكُمْ ) أي : بالقبلة واللمسة والكلمة والمداعبة ، وفى حديث أم زرع تقول إحداهن : "زوجي عياياء طبقاء" ومما قيل في تفسير"طبقاء" : أن زوجها كان يأتيها كالبيت يقع مطبقاً على أهله دون تقديم بالقبلة أو اللمسة أو الكلمة .
ـ "ذكر الهندي من المحادثة والمزاح فقال : الجماع بلا مؤانسة من الجفا، فإنه يجب على الرجل أن يتحلى بالفضيلة التي خصه الله بها وزينه بكمالها في النكاح ليتميز عن البهائم وينفرد عنها ويباينها في انهماكها عليه ، وتهجمها في فعله ، فلو لم يكن في المحادثة والمزاح إلا هذه الفضيلة لوجب استعمالها ، فكيف وهما يزيلان الخجل ويبسطان بشرة الوجه ويبعثان الأنس ، وفيهما ما هو أجلّ من ذلك وهو أن الإنسان إذا مد يده إلى من يريد الدنو منه وهو مخاطب له وذاك مستمع له كان أنقص لحيائه وأنفى للخجل عن صاحبه ، لاشتعال فكرته بما يورده عليه من الخطاب ، ولأنه غير مخلى مع فكرته فتتوفر على تأمل ما يدعى له ، والتفقد لما يراد منه فيستحى لذلك ويخجل ، وهذا أمر ليس بصغير الفائدة ".
ـ القبلة بريد الجماع :
واعلم أن القبلة أول دواعي الشهوة والنشاط وسبب الإنعاظ والانتشار ، ولا سيما إذا خلط الرجل ما بين قبلتين بعضة خفيفة وقرصة ضعيفة واستعمل المص والنخرة والمعانقة والضمة ، فهنالك تتأجج الغلمتان وتتفق الشهوتان وتلتقى البطنان وتكون القبل مكان الاستئذان ، واستدلوا بالطاعة على حسن الانقياد والمتابعة، وذلك أن السبب في شغف الإنسان بالتقبيل إنما هو لسكون النفس إلى من تحبه وتهواه، فلذلك قالوا : القبلة بريد الجماع.
وقالوا أن ألذ القبل قبلة ينال فيها لسان الرجل فم المرأة ، ولسان المرأة فم الرجل ، وذلك إذا كانت "المرأة" نقية الفم طيبة النكهة، فإنها تدخل لسانها في فم الرجل فيجدد بذلك حرارة الريق وتسرى تلك الحرارة والتسخين إلى ذكر الرجل وإلى فرج المرأة فيزيد ذلك شبقهما وغلمتهما ويقوى شهوتهما ، فيزداد لونهما صفاء وحسناً.وقيل أن ذلك الريق والحرارة يتحفان الجسم ويزيدان فيه كزيادة الزرع المزروع في الأرض الزكية ويروى من الماء العذب بعد العطش.
وقيل : إن المنفعة في التقام "الزوج" لسان "الزوجة" شد عصب الباه وكثرة وزيادة في شبق "زوجه" وغلمتها وانتشارها.وقال آخر : أن المنفعة في التقام "الزوج" لسان "زوجه" وشده ومصه إياه وعضه عليه أن يصيب لسان "الزوج" نداوة وحرارة فتنحدر تلك النداوة والحرارة من لسانه إلى إيره، وتنتفع المرأة بهذا الصنع كانتفاع الرجل بالنساء وعشقه لهن، فإنه يدعوه إلى إفراط الشهوة وشدة الشبق وغلبة الحرص إلى أن لا يرضى بالتقبيل دون أن يدخل لسانها في فمه ثم يمص ريقها، ولا يرضى حتى يشم حرها ويدخل لسانه فيه.
ـ قالوا : التدبير في الجماع على وجهين : أحدهما : علوي والآخر سفلي .
فأما العلوي : فالمعانقة والتقبيل والعض والمص والغمز .
وأما السفلي : إدخال الأصابع في الفرج وجس ما حوله ، وكذلك في السرة ودغدغة أعلى الفخذين.وقال الحكيم : لا تجامع امرأتك أول ما تلقيها، بل ربّضها ساعة ولا عبها وشمها واحضنها، فإنك إن فعلت هذا حين الإلقاء كان ذماً ونقصاً.
ـ فائدة : قالوا : أما محل التقبيل فالخدان والشفتان والعينان والجبهة والعجز والصدر والثديان.
وأما موضع الشم : فطرف المنخرين، وحوالي العينين، وباطن الأذنين، والسرة وباطن الفرج فالخاصرتان.وأما موضع العض : فالودجان والأذنان وباطن الشفة والأرنبة والجبهة.
وأما موضع الحك بالأظفار : فباطن القدمين وباطن الفخذين ، والساعدين ، وفيما بين السرة والفرج، ولا يفعل ذلك إلا بامرأة بطيئة الإنزال.وأما المص : فشفتها وأعلى وجنتها وموضع خالها وحوالي ثدييها ولا يفعل ذلك إلا وهي مفرجة الرجلين فإن ذلك أسرع لإنزالها.
ـ فما هي الأحوال التي يُستطاب فيها الجماع ؟
ـ أما الأحوال التي يستطاب فيها الجماع : "فاعلم أن للنساء أحوالاً توافق الرجال مجامعتهن فيها ولها فضل على سائر الأوقات، قال علماء الباه : أن أوفق الأشياء للنساء الجماع عند السقم، فإن فيه صلاحاً لأجسامهن ومداواة لها وهو أشد لهن ملائمة من الحقن وأخلاط الأدوية الشافية، وهو يكسب المرأة زيادة في العمر، ومنها أن يجامع المرأة إذا فزعت بأمر دهمها ترتاع له فيسكن عند ذلك ويزول.وقال أصحاب علم الباه : إذا طهرت النفساء وتنظفت مما تجد عند الولادة فاعجل بمواقعتها فإنه أصلح لها وأصح لنفسها ولِما تعبت وجاهدت في ولادتها وأنفع، وفي صحتها أبلغ وأنجع.زعمت الهند أن "المرأة الحسناء أرق ما تكون محاسنها وأدق وأعتق صبحة عرسها وأيام نفاسها وفى البطن الثاني من حملها".
ـ فما هي أنفع أوقات الجماع ؟
ـ أنفع أوقات الجماع : "وأنفع الجماع ما حصل بعد الهضم وعند اعتدال البدن في حره وبرده ويبوسته ورطوبته وخلائه وامتلائه ، وضرره عند امتلاء البدن أسهل وأقل من ضرره عند كثرة الرطوبة أقل منه عند اليبوسة وعند حرارته أقل منه برودته وإنما ينبغي أن يجامع إذا اشتدت الشهوة وحصل الانتشار التام الذى ليس عن تكلف ولا فكر في صورة ولا ونظر متتابع ولا ينبغي أن يستدعى شهوة الجماع ويتكلفها ويحمل نفسه عليها وليبادر إليه إذا هاجت به كثرة المني واشتد شبقه.وليحذر جماع العجوز والصغيرة التي لا يوطأ مثلها والتي لا شهوة لها، والمريضة، والقبيحة المنظر، والبغيضة، فوطء هؤلاء يوهن القوى ويضعف الجماع بالخاصية، وغلط من قال من الأطباء : إن جماع الثيب أنفع من جماع البكر وأحفظ للصحة، وهذا من القياس الفاسد حتى ربما حذر منه بعضهم، وهو مخالف لما عليه عقلاء الناس ولما اتفقت عليه الطبيعة والشريعة.
ـ وفى جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها وامتلاء قلبها من محبته وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره ما ليس للثيب، وقد قال النبيلجابر : "أَلا تَزَوَّجْتَهَا بِكْرًا تُلَاعِبُكَ وَتُلَاعِبُهَا وَتُضَاحِكُكَ وَتُضَاحِكُهَا"، وقد جعل الله سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له من أهل الجنة وقالت عائشة للنبي : "أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ قَالَ فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا تَعْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا".
وجماع المرأة المحبوبة في النفس يقل إضعافه للبدن مع كثرة استفراغهللمني وجماع البغيضة يحل البدن ويوهن القوى مع قلة استفراغه وجماع الحائض حرام طبعاً وشرعاً فإنه مضر جداً والأطباء قاطبة تحذر منه.
ـ هل هناك جماع ضار ؟
ـ الجواب : نعم "الجماع الضار نوعان : ضار شرعاً وضار طبعاً، فالضار شرعاً : لمحرم وهو مراتب بعضها أشد من بعض والتحريم العارض منه أخف من اللازم كتحريم الإحرام والصيام والاعتكاف وتحريم المظاهر منها قبل التكفير وتحريم وطء الحائض ونحو ذلك ولهذا لا حد في هذا الجماع.وأما اللازم فنوعان : نوع لا سبيل إلى حله البتة كذوات المحارم فهذا من أضر الجماع وهو يوجب القتل حداً عند طائفة من العلماء كأحمد بن حنبل رحمة الله وغيره.
والثاني ما يمكن أن يكون حلالاً كالأجنبية فإن كانت ذات زوج ففي وطئها حقان حق لله وحق للزوج فإن كانت مكرهة ففيه ثلاثة حقوق وإن كان لها أهل وأقارب يلحقهم العار بذلك صار فيه أربعة حقوق فإن كانت ذات محرم منه صار فيه خمسة حقوق فمضرة هذا النوع بحسب درجاته في التحريم.
ـ وأما الضار طبعاً فنوعان أيضاً : نوع ضار بكيفيته كما تقدم ، ونوع ضار بكميته كالإكثار منه فإنه يسقط القوة ويضر بالعصب ويحدث الرعشة والفالج والتشنج ويضعف البصر وسائر القوى ويطفئ الحرارة الغريزية ويوسع المجاري ويجعلها مستعدة للفضلات المؤذية. وأنفع أوقاته ما كان بعد انهضام الغذاء في المعدة وفى زمان معتدل لا على جوع فإنه يضعف الحار الغريزي ولا على شبع فإنه يوجب أمراضا شديدة ولا على تعب ولا إثر حمام ولا استفراغ ولا انفعال نفساني كالغم والهم والحزن وشدة الفرح. وأجود أوقاته بعد هزيع من الليل إذا صادف انهضام الطعام ثم يغتسل أو يتوضأ وينام عليه وينام عقبة فتراجع إليه قواه وليحذر الحركة والرياضة عقبة فإنها مضرة جداً".

نهاية الجزء الثاني/

لمؤلفه مجدى بن منصور بن سيد الشورى
إعداد : ألف *
يتبع ...

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow