بحافلة الموت يذهب أطفالنا إلى المدرسة!
خاص ألف
2012-09-15
في بداية كل عام دراسي، كانت تبلّلني دموع شجن حامضة.. دموع ذلك الطفل الذاهب إلى العمل كسيراً، وأصحابه يزقزقون فرحاً كالعصافير وهم في طريقهم إلى المدرسة. هذا كان في الأزمنة الرخوة، قبل أن يشدّ الموت قوسه ويطلق سهامه على عصافير أكبادنا، فبعضها احتوته القبور، وبعضها قصقصت جناحيه، بعضها توارى في الجحيم الداخليّ، وبعضها فرّ بروحه وأحلامه خارك الحدود. فكيف بي الآن؟ وملايين الصغار، الشهداء منهم والأحياء، يطالبونني بكتبهم ودفاترهم وأقلامهم وضحكاتهم وشقاواتهم التي سرقها الموت أو المنافي، وأسمع صوت خطواتهم تطاردني حتى في المنام، أيّ شهيد سيبللني بأسيد دمعه الحارق؟ فكيف سأبْرئ ذمتي؟ وكيف سأنجو بقلبي؟.
00
أولادي الصغار ذهبوا اليوم إلى المدرسة بعد عطلة صيف وادعة في بلد غريب! بعد جحيم طويل طويل، أطفال سورية إلى أين سيذهبون يا الله؟؟
00
هؤلاء المسوخ، قتلة الأطفال، هل كانوا أطفالاً يوماً؟ هل رضعوا حليب أمّ دافئ كما رضعنا؟ هل يضمّون أولادهم قبل أن يخرجوا إلى قتل أولادنا؟هل اشتروا لهم الدفاتر والأقلام والملابس الجديدة بنفس الأيادي التي مازالت تصرخ عليها دماء الصغار؟ الوحش الذي يعطي الأوامر، الطيار الذي يهدم البيوت على أجسادهم الهشّة، القناص الذي لا ترمش له عين قبل أن يغرق الصغير بدمه، الشبيح الذي يمسح سكّينه بثياب طفل مذبوح يفرفح بين يديه. كلّ هؤلاء المسوخ، إلى أيّ مدرسة ذهبوا في الصّغر؟
00
الدنيا قايمة قاعدة، من أجل فلم تافه ووضيع يحاول أن يسيء إلى مشاعر المسلمين!! وهل هناك خدمة أكبر تقدم لصنّاع هذا المسخرة من هذه الضجّة الدامية؟؟ دعاية مجّانية هائلة لفلم أكثر من سخيف، على حساب دم أطفالسورية الذين يذهبون إلى المقابر، في الوقت الذي يذهب فيه كلّ أطفال العالم إلى مدارسهم مليئين بالفرح! وعلى حساب محاولة ردم الهاوية الفاغرة التي تتسع بين الأديان!!.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |