Alef Logo
يوميات
              

إشراقات

فواز القادري

خاص ألف

2012-09-30

ثمة إشراقات يجاهد ليدفنها الظلام، إشراقات أهلنا في كل مكان، بشر من لحم ونزيف ودموع وصمود، بشر يثبّتون الأرض التي يزلزلها الموت تحت أقدامهم، كل يوم عشرات القصص التي تروي سيرة معجزة يعيشها هولاء البشر العاديين ويكتبونها بفصيح الدم، بعضها نسمعه والكثير لا نعرف عنه شيئاً، ولكن، عبثاً يحاول القتلة طمس إشراقات شعبنا، عبثاً محاولة إنهاء ثورة سكنت في وجدان الشعب، الصغير قبل الكبير، المرأة قبل الرجل، بعد هذا الثمن المهول. لهؤلاء، ملح الأرض وطينها وطحينها وتبخّر أنهارها، نور شمسها ومطرها السريّ، تخلع عبوديّتها وتتبرّج لهم الحياة.
أم أحمد
"لن أغادر سورية، لي أبناء وأحفاد وجيران وأهل وبيت وذكريات موشومة بالأمكنة، شهداؤها أبنائي وجرحاها قطع من كبدي، عشتُ أغلب عمري وبلدي في الأسر، أريد أن أراها حرة طليقة أو أموت فيها، روحي ليست أغلى من هذه الأرواح". هكذا لخّصت أم أحمد موقفها القاطع والنهائي الغير قابل للأخذ والرد، لم يكن على أولادها الذين يعيشون في الخارج، بعد محاولات كثيرة، إلّا الانصياع ومتابعة أخبارها المتقطّعة وهي تنتقل من مكان إلى مكان، كما يفعل ملايين السوريين الذين يعيشون تحت سطوة موت تصنعه طائرات ووسائل دمار أخرى للقائد "الممانع!!".

فلك امرأة من بلادي
بأظافر قلبها وروحها
تتشبّث بعروق التراب:
أغادر لن
لستُ خائفة منه تقول
هذا الناهش الطليق
يصول ويجول ويقطف الأرواح
الصبايا في متناوله
والطفولة مع أدمع الله من مخالبه تسيل
لن أغادر
وليركب الموت أعلى ما بخيله.
أم خالد
وجعنا يتشابه إلى حدّ التماثل أحياناً، وقصص أهلنا يسيل دمها من فم رواة حياديين لا يحسّون بالنكهة السورية للمأساة التي تُروى!. أمّ خالد تلتصق ببيتها ولا تريد أن تتركَ رائحة ابنها المعتقل منذ أشهر وحيدة فيه .. تقول: أخاف أن يعود ولا يجدني.أبناؤها الذين يعيشون في بلد آخر لم يتركوا وسيلة لاقناعها، على الأقل، بمغادرة مدينة "دير الزور" المدمّرة والمحاصرة من أشهر وتتعرّض لقصف يومي بمختلف الأسلحة بما فيها الطائرات، أم خالد باقية على موقفها رغم تحطّم زجاج بيتها ورغم ندرة الخبز وبقيّة وسائل الحياة. المحزن في الأمر، منذ شهرين انقطعت أخبار أمّ خالد ولا يعرف أحد عنها شيئاً. لمن سيقول ابنها الأسير حين يرجع؟: ها أنا عدتُ يا أمّي!.

أمّ أحمد امرأة من بلادي
بأظافر قلبها وروحها
تتشبّث بعروق التراب:
أغادر لن
لستُ خائفة منه تقول
هذا الناهش الطليق
يصول ويجول ويقطف الأرواح
الصبايا في متناوله
والطفولة مع أدمع الله من مخالبه تسيل
لن أغادر
وليركب الموت أعلى ما بخيله.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مديح يوم جديد

01-شباط-2015

الشعراء الذين شبعوا موتاً

12-كانون الثاني-2015

سنة وجع جديدة

03-كانون الثاني-2015

أمر بسيط

29-تشرين الثاني-2014

أنا....

09-تموز-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow