Alef Logo
يوميات
              

"أنا أخو الوزير"

فواز القادري

خاص ألف

2012-10-07

"أنا أخو الوزير" لم تكن هذه الجملة كافية لأنقاذ الأديب الفراتي السبعينيّ إبراهيم خرّيط وابنيه من الموت، بل من الإعدام إذا شئنا الدٌقّة، والإعدام لم يكن ميدانيّاً، الرجل كان وأولاده وبقيّة الأقرباء مختبئين من القصف في قبو، قبل أن يدخل القتلة ويخرجوا الجميع ويختاروا حصة الموت من بينهم، وشاء الضابط المسؤول عن المجزرة أن ينجو الأطفال والنساء. (هذه التفاصيل من إحدى الناجيات، أحد الأطفال سيق مع أبيه رائد خرّيط، قبل أن يصرخ: أنا طفل صغير اتركوني، نجا الطفل ابن الشهيد رائد وانعقد لسان أخيه ابن الثالثة الذي حقق معه القاتل من أجل سلاح مزعوم) "أنا أخو الوزير" مفارقة محزنة في بلد تحكمه عصابة من قطّاع الحياة، لا يفرق معها لا وزير ولا غير وزير! جاءت الأوا مر بقتل الناس الأبرياءإنتقاماً أو تخويفاً للبقية وما على هذه الآلات المُفرغة من أيّ حسّ إنساني والمبرمجة على القتل سوى التنفيذ، بلد لا يساوي فيه الوزير أكثر من حذاء يُرتدى من أجل الدخول إلى الأماكن الوسخة فقط!الرحمة عليك يا صديقي الطيب، نجوت من القصف الأعمىولم تكنتتصوّر أنتكون نهايتك هكذا، أنت المحميّ بوزير من وزراء الخيال الذين ليس لهم ظلّ على الأرض! هل هذه دولة أم مقصلة؟ هل هذه دولة ممانعة ومقاومة؟ كما يسمّيها الممانعون القذرون، أم كرخانة أخلاق؟.
00
عائلة صليبي
تخبّط عصابة القتلة، لا يدلّ عليه شيء أكثر من هذه المجازر التي ترتكبها عصابات الأسد، فقدت توازنها بعد أن أسرفت باستخدام كل ما لديها من أنواع الأسلحة، فشل براميل الديناميت بعد فشل الطائرات والمجنزرات في إخماد الثورة، دفعها إلى أشكال عديدة من الانتقام: قتل أكبر عدد من الناس وبأي طريقة كانت، محاولة بائسة وأخيرة للعصابة التي تبكتر كل يوم طريقة جديدة للقتل، لم تعد تكتفي بارتكاب المجازر في الأماكن البعيدة والنائية، تصفية عائلات بكاملها، من الطفل إلى الشيخ،مستغلة صمت العالم المشين! بل أصبحت ترتكب هذه المجازر حتى في المدن الكبير، وعلى مرأى من هذا العالم القحب! آخر هذه المجازر وليس آخرها! مجزرة عائلة صليبي، أهل أصدقائي سفيان وغسان صليبي، عائلة طيبة ومسالمة، مثلها مثل أغلب شعبنا، تدخل العصابة البيت وتقتل كل من فيه ذبحاً: توفيق صليبي وزوجته شذى صليبي وأبناءهم:
ابنته الشابة : علياء صليبي
ابنته الطفلة : راما صليبي
ابنه الطفل : عبد الله صليبي
ابنه الطفل : عدي صليبي
أخوه الشهيد : عبد الكريم صليبي
أخوه الشهيد المدرس : محمد صليبي
ترتكب العصابة المجزرة انتقاماً من مدينة دير الزور البطلة، ولا تفرّق بين المشارك في سلميّة الثورة وبين الذي يدافع عن نفسه بالسلاح، وبين من لم يشارك أصلاً، هكذا ببساطة القتل من أجل القتل وبوحشيّة لا مثيل لها! أيّ يد هذه التي تمتدّ على عنق طفل في السابعة؟ مثلما امتدت إلى عنق عدي توفيق صليبي ومن قبله إلى أعناق مئات من الأطفال السوريين، أيّ يد يبارك حسن نصر الله؟، وإلى أين يرسل جنوده هذا المقاوم الكاذب؟ وكيف يحتمل العالم رؤية المزيد من أعناق الأطفال مقطوعة تتدلّى؟ والمزيد من رؤسهم مفصولة عن الجسد.
من هنا مرّ الغزاة
من هنا مروّا
هذه آثار سواطيرهم على نحر الفتى
بساطيرهم منقوعة بالدم
ولم يبق أحد في البيت حيّاً ليبكي.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مديح يوم جديد

01-شباط-2015

الشعراء الذين شبعوا موتاً

12-كانون الثاني-2015

سنة وجع جديدة

03-كانون الثاني-2015

أمر بسيط

29-تشرين الثاني-2014

أنا....

09-تموز-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow