هدنة العيد
خاص ألف
2012-10-21
""هدنة العيد
لا أعرف كيف تفتّقت هذه الحيلة الخبيثة،في ذهن المبعوث العربي والأممي؟، رغم أنّها محاولة فاشلة من الإبراهيمي لغسل ضمير العالم، العربي والدولي من الدم السوري، غسيل لضمير ميت لن تليه حالة دفن كما هو مُتعارف عليه! ومن جهة أخرى، غسيل لقذارة راكمتها المجازر التي لا تعد ولا تحصى، غسيل تكون النظافة فيه في أحسن أحوالها، على وزن نظافة "غسيل الأموال"!.
فخّ الإبراهيمي سنقع فيه في حالتي الرفض والقبول،هدنة العيد، هي بكل بساطة في حالة قبولها، شرعنة قتل شعبنا! واستغلال بشع لحاجاته الإنسانية التي لم يفعل العالم من أجلها شيئاً، ناهيك عن استغلال النظام لها في محاولة تغيير أوضاع جيوشه على الأرض وعدم التزامه بها أصلاً، وفي حالة رفضها، ستعطي النظام فرصة كي يبدو إنسانياً أمام العالم ومتعاوناً، وتبدأ معزوفات الدول الأبواق ولن تنتهي!
هدنة الإبراهيمي فخ العجز والتمييع وتطمين القاتل، اختصار مشين لمأساة شعبنا، لا أحد يختلف على حاجة شعبنا إلى إجازة من الموت حتى لو كانت قصيرة، حين نوافق على هذا المقترح الذي يبدو في ظاهره إنسانياً، علينا التسليم بكل وسائل التسويف الذي يمارسها العالم وإقرارنا بفعل شيئاً من أجل شعبنا وما علينا إلا شكره على إنجازه العظيم لمنحنا إجازة قصيرة من الموت!.
أن نرفض أو نوافق، سيكون النظام المجرم هوالرابح في الحالتين، الإجابة على السؤال الخطأ، ستكون بالضرورة خاطئة!، ألاتعني هذه المبادرة؟ موافقة النظام الدولي الصامت على قتل السوريين في كل الأيام وبكل أدوات القتل: طائرات، براميل متفجرات، قنابل عنقوديّة، مجنزرات، مدافع، سكاكين (الأسلحةالمحظورة هي حيلة أخرى ،الأسلحة المحظورة هي حيلة أخرى، هل علينا أن ننتظر تصنيف العالم لبراميل القتل الجماعي، من أجل منعها في حروب قادمة؟) مطلبنا أن يوقف الإبراهيمي كل أشكال القتل والتدمير للسوريين إن استطاع! وفي كل الأوقات، وإن لم يستطع ولن يستطيع، ليرفع يديه الدبلوماسيّتين عن دمنا! وليدع ضمير العالم في سباته الطويل!. علينا أ ن نطرح سؤالنا الموجع على العالم، حتى وإن لم نجد إجابة عليه ونحمّله وزر مشاركته في قتلنا، بكلّ وضوح وصراحة، لا أ ن نقبل الوقوع في فخّ الإبراهيمي طائعين، سيستفيد النظام من الهدنة كثيراً ونحن لن نستفيد عملياً شيئاً، حتى في دفن شهدائنا كما يليق بهم!.
***
سورية النبيّة والمجازر
تتكاثر المجازر العلنية نتيجة لقصف الطيران، إلى الدرجة التي أصبح فيها قتل مئات السوريين يوميّاً خبراً عابراً في وسائل الإعلام، وتتكاثر أيضاً المجازر التي تُكتشف بعد أيام أو أسابيع من ارتكابها في أكثر من مكان، مجازر عشوائيّة لا تستثني الصغير ولا الكبير ولا الأجنّة في بطون الأمّهات، وهذه أيضاً تمرّ مرور الكرام، ولم تعد تهزّ حتى صوت المذيع الذي يُخبر عنها، آخر هذه المجازر، مجزرة مدينة ديرالزور التي لم يسمع أهل المدينة أنفسهم بها، نتيجة للحصار الخانق عليها ولتقطيع أوصالها، مثلها مثل الكثير من البلدات والمدن والقرى.
ديرالزور النبيّة، هُمّشت في الحياة وتُهمّش في الموت، مئات الشهداء في حيّ من أحيائها ولا يسمع بهم أحد! تُكتشف عشرات الجثث بعد أسابيع ملقاة في بريّة الله مشوّهة ولم يُكتشف مكان بقيّة الجثث إلى الآن، أجساد الأطفال والنساء والشباب والشيوخ أكلت النيران ملامحها، حتى الله لا يستطيع النظر إليها، لم يعد القليل من أبناء المدينة الذين تبقّوا فيها، يعرف أخبار أقرب المُقربين إليه، عائلته وأقربائه وجيرانه، نتيجة للهروب من حيّ إلى حيّ والهروب إلى الريف ومن ثمّ العودة ثانية،المهاجرون إلى المحافظات الأخرى يُقدّر عددهم بمئات الألوف،إلى آخر طاحونة الموت التي لا تتوقّف.
من الطبيعي أن تكتشف المجازر متأخّرة مثل هكذ ظروف، وما سيُكتشف لاحقاً سيتجاوز أعداد الشهداء المُعلن عنها بكثير، مع العلم أن الكثير من شهداء مجزرة دير الزور لم يتم التعرّف عليهم.
أكتب وأمحو، أكتب وأمحو طوال الليل، لم نتفق أنا وقلبي، قلبي يصرخ وأنا أحاول تقديم ورود الأمل في عزائنا لمن تبقّى حيّاً هناك.
***
أريد أبكي بس خلص الدمع
أريد أسولف ما يطلع الصوت
حُزنا مومثل أي حزن
وموتنا ما يشبه الموت.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |