إلى ( سين..
دمٌ
ورصاصة
جثث وأرصفة ...
...
والمشهد يرضع من حلمة الموت
حياة العابرين ...)
...
الساعة السابعة ضباباً
أسرعي أيتها العابرة
بين قلبي والرصاص
لا تنظري إلى ساعة الجدار ..
فالساعة أنثى مثلك ِ
تكره الانتظار ..
الوقت ذكر؛
مثلي،
سريع الضجر ..
...
أفرغي محتويات حقيبتك كلها
على المائدة
قبل أن تغادري
لا تزدحمي،
مثل فوضى صعود العاشقين
على سلم الحافلة
في عيد رأس السنة عند ساحة باب توما ..
فالفوضى أنثى
والنظام ذكر ..
/
/
اصعدي .. لا تقطعي تذكرة ً
فالتذكرة أنثى
والجابي ذكر ..
المطر سيهطل بعد قليلين
لا ترسمي دائرة بسبابتك
على زجاج النافذة البارد ...
فالدائرة أنثى
والزجاج ذكر ..
اصعدي بهدوء
أشكر الرجل الغريب
الذي جلس حذوكِ عن غير قصد
النحيل صاحب الابتسامة المجاملة الابتسامة أنثى .. والتجهم ذكر ...
...
لا تنزلي عند باب وظيفتك
لقد تأخر الوقت !
الفرصة الضائعة أنثى
فاتتكِ الفرصة
في التوقيع على دفتر الحضور
التوقيع ذكر
والدفتر ذكر ...
...
استقلي حافلة أخرى
بعد أن تنزلي على بعد خطوتين
فالخطوة أنثى
والرصيف ذكر ..
...
القتلى نائمون في كل مكان حولكِ
ارفعي فردتي حذائك بهدوء
وطرف تنورتكِ
تسللي بينهم
إنهم يحلمون .. لا تسعلي
فاليقظة أنثى ..!
والحلم ذكر.
.
.
اشتريتُ لكِ البارحة وشاحاً أخضر
بدلَ أن تتقلبي كالقطة على عشب الحدائق العامة،
سيصلك مع ساعي البريد التائه؛
لفيّـه حول عنقكِ..
اعتمري قبعتكِ الغربيةالمقلّـمة
اطلي أظافركِ لوناً كدمي
لا تنسي النافذة مشرعة
التائهون كُــثر !
العشاق السيئون كثر
يبحثون عن مَـخرج ٍ بمساحة 1 سم ..
...
انتظري قليلاً ..
حين ينقشع دخان القذائف
وينام الرصاص
ويذهب الطاغية بــ" بيجامته " المنقّطة
وشحاطة القطن المغلقة
إلى المرحاض
كي يتذكر الوطن ..!!
..
اركضي ..
...
الرصاصة أنثى أيضاً،
.
.
الأرض أنثى
السماء أنثى
الجنّــة أنثى
والتفاحة أثنى
الحياة أثنى
والموت ذكر ..!
...
تجاوزي القنّاص
إنها اللحظة،
إنه يتثاءب، كفّــه على فمه،
لا على الزناد ...
.
القناصون في وطني
لا أنثى
ولا ذكر ..
لربما خلقوا في المصانع الأصفهانية
أو تم استيرادهم من كوخ " ماو تسي تونغ أو مزرعة ستالين ".
.
اركضي
الوقت الآن متوقف
الزمن أعرج
والأيام!،
الشيء الوحيد الذي يمشي مسرعاً:
ــ موتٌ يرتدي بذلة وكرافة أنيقة ــ
ــ قلم
ــ مسودة
يسجّل أسماء الذين
يختبئون مثلي في مكانٍ ما
ينتظرونه
كما أنتظركِ أنا تماماً ..!
.
المحطة التالية
قطار الصدفة
اللافتة الأولى التي كتب عليها :
( أخي المواطن قف بانتظام .. وافسح مكاناًلكبار السن )
الدرج الثاني
المقعد الخشبي عند سور الحقيقة،
أنتظركِ بانتظام ...
هرمتُ نسراً
وأفسحتُ مكاناً شاسعاً بين ضلوعي
لقلبي المتمطي!
هنا أيضاً ..
أعضّ أصابعَ الوقت ندماً
وأفتّش في جيبي عن مدينة خاوية،
من الغرباء
من ذوي الوجوه الشاحبة
والقمصان الرمادية !!
...
السّكة أنثى
والقطار ذكر ...
***
لم يعد في وسعي أن أنتظركِ أكثر
لن تجديني ، ولن أجدك ..
....
مَـن الذي يحترق برأيكِ ؟!
النارُ أنثى
والحطب ذكر.
.
ـ مالمخرج برأيك؟
/
/
/
سأذهب إلى القنّاص الجائع..
ألوّح له بقلبي،
.
ألفتُ انتباه الغبار..
ثمّ ..
يرديني
فوق ظلي ..
.
فتكتشفين عندها .. أن اللقاء ذكر
والغياب ذكر
والحب ذكر
الكره ذكر
الماضي ذكر
والمستقبل ذكر
.
.
وأنتِ أنثى
مواعيدكِ، ناقصة دائماً
لن تكمل إلا بلقائي
( انتظرتكِ بكامل نقصاني )
***
هي هدنة الآن ...
...
جثتي أنثى
والحرب أنثى
الهدنة أنثى،
...
خذي فارغة الرصاصة
التي قتلتني،
....
بخيط الدهشة
علقيها على عنقكِ
ذكرى من قلبي..
....
اشكري القناص،
عانقيه قبل أن ترحلي
أو ابصقي عليه .
/
/
ضعي يدكِ على كتف المشهد
واذهبي معه إلى المنزل
المطر كثيف
افتحي النافذة " سين "
نامي ..
موعد الحافلة انتهى
لم يبقَ إلا المطر
ومقاسات الأحذية
مرقّمة على طين الوداع ..
...
نامي..
...
ثلاث خطوات،
بعدها ...
أتسلل ليلاً إلى حلمكِ
...
وأهديكِ .....هذه القصيدة .
.
.
القصيدة أنثى
.
.
الحرف ذكر .
أحمد بغدادي
20 ـ 11 ـ 2012
/ خاص ألف /