في لحظةِ عنفٍ ، لحظةِ ضعف. لحظةِ اعترافٍ أمام نفسي
ضربتُ رأسي بيديّ ، وبعدها بحائطٍ كان أمامي ، وآخرَ كان خلفي
أمسكتُ بشعري مزّقته بالفرشاةِ التي كنتُ أسرّحهُ بها .
كسرتُ حائط الصمتِ . قسمتُه نصفين . دخلتُ إلى الشّق الذي يودي إلى الموت
لم أشعرْ بالوجعِ . لم تفجّ الضّربةُ رأسي
عرّيتُ صدري أمامَ القمرِ . حبستُ أنفاسي كي أبقى نفسي
تهتُ. لم أعدْ أعرفُ من أنا
تمرّغت على ترابٍ غريبٍ . رأيتُ بأمّ عيني كلّ ماجرى من قصفِ
اختفيتُ ، كُسرَ رأسي
في لحظةِ تحدٍ
ظهرتُ من بين الأنقاضِ
وقعتُ على فأسٍ . انكسرتِ الفأسُ
لا أتحدّثُ لكم عن أسرارٍ . فقط عن ترّهاتٍ من بحارٍ مملوءةٍ باليأسِ
وأحياناً بضرب الرأس
. . .
هل تعرفُ أسراري ؟
سرَّ نفاقكَ، وسرَّ انحداري
سرَّ حنيني إلى الأمكنةِ الفارغة
آه . لو تدري حبيبي كم أرغبُ في العويل !
في العواءِ
في الصّهيل والزئيرِ
في الركضِ ، والاندثار
لو كنتَ تدري كيف أعيشُ العمر .
وكيف دمي على الأرضِ يسيل .
نبسملُ أنا وجنيًّ مختبئ في عمري .
نقرأ آياتٍ من سفرِ المستحيل
ما أحسستُ بوجعٍ يوماً
لم أكنْ أعرفُ أنّه كان لديّ في كلّ يوم معركةٌ تدور
بيني، وبيني ، وبيني . ترديني قتيلاً
أبعدْ عنّي كلَّّ الأخبار.
كلّ أسرارِ النّصرِ المزيّف ، وصناعةِ زخارف الكلام من التّجار
قضايا العصر ، والثّوار
لم أعد أحتملُ الأخبار
. . .
آه . لو تدري حبيبي كيف أزحفُ اليوم على ركبتيّ
من أجل لقمةِ خبزٍ
كيف أحبو كرضيعٍ أضاع ثدي أمه
ينهالُ عليه البشرالمتزاحمون حول اللاشيء بالرّفس
لو كنت تدري. لم تسافر يوماً .
لم تهربْ مني . كنتَ منعتني من بيعِ نفسي
لا تقتلني أيها المجنون
حرّضتني على التمرّد
ما حفظتُ من دروسك سوى بعض كلماتِ الضّجر
وما انفتحتْ على الدنيا بصيرتي
وما كنتُ يوماً نفسي
. . .
تعالَ حبيبي نتناطحُ . لم يبقَ غيرنا في المراعي
أكسرْ قرنيك بيديك كي نتعادل
تحت تلك الغيمة أكسرُ رأسكَ
أو تكسرُ رأسي
تعالَ ففي المناطحة بعضٌ من غرائزنا البدائية
لماذا جرى ذلك ؟
من أوّل نطحة بتّ مغشيّا عليك .
ياويلتي . كيف أسعفُكَ ؟
أو أدفنك !
لستِ أنتِ من قتلني
رأسكِ لايقتلُ عصفوراً
أخفيتُ الأمرَ عنكِ زمناً
عندما بعتُ جزءاً من مكوناتِ حياتي
تركتُ الجرحَ مفتوحاً .
لم أرغبْ في مناطحتك
أردت أن أبدو قوياً . كي لا تخافين من الزّمان
وهذا ما جرى معي تماماً
تعادلنا إذن . أخفيتُ عنكَ أنّني بعتُ نفسي
و كلّ خفايا رأسي