Alef Logo
نص الأمس
              

الاغتيالات السياسية في المجتمع العربي الإسلامي ـ ج4 ـ

ألف

خاص ألف

2013-01-14

ثانياً : وسائل الاغتيال
أما عن وسائل الاغتيالات فلم تكن هناك وسيلة واحدة، إنما عرفت عدة وسائل للاغتيال، فقد أدلت الراويات التاريخية بنماذج متعددة للاغتيالات تتفاوت مابين القتل بالسم، أو الطعن بالخنجر، أو الضرب بالسيف، أو الخنق، وغير ذلك من الوسائل التي سنشير إليها في الصفحات القليلة القادمة، وعلى النحو التالي:
1- الاغتيال بالسم
لقد وقفنا من خلال الروايات التاريخية الخاصة بالاغتيالات على أن الطريقة المثلى للاغتيال كانت تتم عن طريق الاغتيال بالسم، ولم يكن اختيار تلك الطريقة عشوائيا، إنما كان في استخدامها أمر يشير إلى هدفين، الأول أن الاغتيال بالسم يراد منه الإيحاء لعامة الناس وخواصهم أن المغتال قد مات ميتة طبيعة، بالذات الوجهاء والشخصيات المرموقة منهم من الذين في قتلهم إثارة للمشاكل التي هم في غنى عنها، والأمر الثاني هو منعة البعض من المراد اغتيالهم، ولعدم الوصول إليهم يجعل من المحال اغتيالهم إلا بهذه الطريقة .وهذه الطريقة لم تكن بالطريقة المستحدثة في أيام الدولة الإسلامية، إنما عرفت قبل ذلك التاريخ، فتشير الكثير من المرويات التاريخية أنها استخدمت في اغتيال الكثير من الأفراد حتى عند الأمم الأخرى، فامرؤ القيس اغتيل بالسم من قبل قيصر الروم (132). وعثمان بن الحويرث اغتيل بالسم أيضا من قبل الملك ابن جفنة(133). وخالد بن فضلة الاسدي اغتيل بالسم أيضا من قبل الملك المنذر الأكبر(134). الأمر الذي يشير إلى شيوع استخدام السم في الاغتيالات عند العرب وغيرهم في فترة ما قبل الإسلام .وفي المجتمع العربي الإسلامي عرفت أكثر حالات الاغتيال بالسم، فكثير من الروايات التاريخية أشارت صراحة إلى أن أكثر المغتالين كانوا باستخدام السم (135)، دون أن تشير تلك الروايات صراحة إلى الطريقة التي سم بها، إنما مجرد إشارات عابرة فقط على أن الاغتيال قد تم باستخدام السم، لكن البعض الأخر من الروايات أشارت إلى أن السم لم يعطى لوحده إنما كان يخلط بالطعام أو أحد أنواع الاشربة المعروفة يومذاك. وقبل تسليط الضوء على كيفية استخدام السم لابد من الإشارة إلى أن السم هو مادة قاتلة وطعمها مرٌّ لا يستساغ، ويستخرج من نوع من أنواع الشجر مثل شجر البلسان في ارض مصر، التي قيل أن سم تلك الأشجار كثيرا ما قتل به الملوك والوزراء في مصر، وكذلك يستخرج من أشجار معينة من ارض اليمن (136). وربما يكون استخراجه من أشجار في بلدان أخرى، لكن المهم في الأمر أن الشجر الذي يستخرج منه السم يكون طعمه مرا لا يستساغ (137)، لذلك كان أمرا طبيعيا أن يخلط السم بسائر أنواع الأطعمة والاشربة حينما يراد اغتيال شخص ما بالسم، وكما ستدلي بذلك الروايات التاريخية التالية .
أ- السم بالطعام
قلنا أن السم يكون مذاقه مراً علقماً، ولكي يخفى أمره لا بد أن يخلط بسائر أنواع الأطعمة والاشربة، ولعل الطعام يأتي في مقدمة تلك المفردات، وإذا ما القينا نظرة متمعنة في روايات الاغتيالات نجد أن العديد ممن اغتيلوا بالسم كان عن طريق مزجه بالطعام، فاليهود حينما حاولوا اغتيال الرسول )ص) بالسم، أوعزوا لامرأة منهم تدعى زينب بنت الحارث التي وضعت له السم بشاة مشوية، فأكل منها الرسول (ص) شيئا فأحس بالسم، وعلى أثرها توفي الرسول (ص) إذ كان يقول: " ما زالت أكلة خيبر تعاودني، فهذا أوان قطعت ابهري" (138)، ومات منها احد أصحابه بشر بن البراء (139).وورد أن الخليفة أبا بكر الصديق سمته اليهود في شيء من الطعام(140)، دون أن يشار إلى نوع ذلك الطعام، لكن مصادر أخرى ذكرت أن اليهود وضعت له السم في ذراع شاة تناول منه هو والحارث بن كلدة الثقفي فأكلا منه فماتا بعد فترة (141). وقيل أن اليهود سمته في أرزة ويقال في جذيذة – نوع من أنواع الأطعمة - ومعه الحارث بن كلدة فماتا معا (142). ومهما يكن من اختلاف نوع الطعام فان ذلك يشكل مؤشرا على أن الطعام كان إحدى الوسائل المستخدمة في الاغتيالات بالسم .وحينما أمر الخليفة هارون الرشيد باغتيال إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ص)، أمر هرثمة رجلا من أهل المدينة فوضع له السم بسمك تناول منه إدريس فمات منه (143). كما وضع السم بالدراج – نوع من أنواع الطيور – لاغتيال عبد الله بن موسى الهادي وقد أكل منه شيئا بأمر من الخليفة المأمون (144). وهناك من المغتالين من وضع لهم السم بالعسل، والعسل طعام حلو المذاق وربما يكون وضع السم فيه مستورا لا ينكشف أمره، لان مذاقه يطغى على مذاق السم المر المذاق. وممن سم بهذا الطعام هو مالك بن الحارث الاشتر حينما أوعز معاوية لدهقان في العريش بوضع السم لمالك مقابل خراج عشرين عاما، وقيل انه أكل السمك فأراد التحلية فأعطي سما مات منه (145)، فلذلك قيل المثل من قبل معاوية بن أبي سفيان: "أن لله جنودا منها العسل" (146) .وربما كانت صعوبة الوصول إلى مالك الاشتر هي التي جعلت معاوية يغتاله بتلك الطريقة، ولم يكن اختيار السم لمالك اعتباطيا إنما سأل الدهقان المكلف باغتياله عن أي الطعام أحب إليه فأشير له بالعسل، فسم به (147).كما كان اغتيال الخليفة أبي جعفر المنصور لأبي حنيفة بالعسل بعد أن وضع فيه السم (148). وكان اغتيال الخليفة الهادي للربيع بن يونس بالعسل حينما وضع فيه السم أيضا (149)، وربما كان اختيارهم للعسل مبنيا على كونه طعام الخلفاء والملوك، الذي يقدم منه للزائرين والوافدين فلتظليل المراد اغتيالهم يوضع لهم السم بالعسل حتى لا يشعروا به .
ب- السم بالأشربة
ونعني بها مختلف أنواع الاشربة المعروفة من لبن وماء وعصائر وحتى الدواء، وممن سقي السم باللبن الإمام الحسن حينما سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بأمر من معاوية بن أبي سفيان (150)، ويبدوا أن وضع السم في اللبن جاء نتيجة لطلب الحسن للبن فوضعت فيه السم، ولو كان الحسن قد طلب مشروباً آخر لوضعت فيه السم، أي أن السم كان بيدها تضعه فيما تهيأ لها من فرصة مناسبة .وممن سم باللبن أيضا أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وربما سم باللبن لأنه كان يحب اللبن بشكل خاص (151)، وطبيعي أن يسمه سليمان بن عبد الملك بتلك الطريقة لتجنب الخوض في مشاكل هو في غنى عنها لثقل أبي هاشم في الحجاز وربما في بلاد الشام أيضا (152). وورد أن الخليفة أبا جعفر المنصور سقا أبا حنيفة سويقا مسموما (153)، مما يشير إلى أن السم قد يوضع في السويق أيضا، والسويق هو نوع من أنواع الاشربة أو العصائر المستخرجة من الحنطة والشعير (154) .وقد يوضع السم للبعض في الماء إذ يقال إن الخليفة عمر بن عبد العزيز سم بالماء، فقد أمر يزيد بن عبد الملك أحد خدم الخليفة عمر بن عبد العزيز بوضع السم له على ظفر إبهامه، ليغمسه بالماء حين تقديمه للخليفة فشرب منه عمر فمات من جراء ذلك (155)، ومع ما عرف عن الخليفة عمر بن عبد العزيز من إهماله التحرز، فلربما استخدمت تلك الطريقة في اغتياله لأنه كان هناك من يتفحص المأكل والمشرب قبل تناوله من قبل الخليفة .وحتى تكون عملية الاغتيال طبيعية جدا ونظيفة إلى ابعد الحدود، نجد البعض يغتالون بوضع السم لهم في الدواء، وهذا ما حدث لسالم بن دارة حينما سم من قبل أم البنين بنت عينة بن حصن الفزاري، حيث أمرت الطبيب بوضع السم له في دوائه فمات من جراء ذلك (156). وما حدث أيضا لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، حينما أمر معاوية بن أبي سفيان الطبيب ابن آثال أن ينتظر وقوع المرض بعبد الرحمن فوضع له السم في الدواء (157) ،لكي يوهم الناس انه توفي من جراء المرض .ونجد بعض النصوص لا تشير صراحة إلى نوع الشراب الذي سقي فيه السم، لكن لفظة "سقي" (158) تشير أن المغتال سم بإحدى أنواع الاشربة المشار إليها في أعلاه . كما أن بعض الروايات تشير إلى أن البعض من المغتالين أعطي "شربة"(159) على حد اللفظة، مات على اثر تناولها وهي إشارة أيضا إلى استخدام إحدى أنواع تلك الاشربة .
ج- السم بوسائل أخرى
وفضلا عما ذكر آنفا نجد بعض المغتالين يغتالون بالسم بتمريره في وسائل أخرى غير الطعام والشراب، فإدريس بن عبد الله بن الحسن قيل باغتياله أيضا انه اغتيل بسنًّ مسمومة ، ويبدو أن تلك الطريقة جاءت عن طريق الصدفة حينما شكا إدريس للطبيب وجعا في سنه فقلع له وأعطي سنا مسمومة قاتلة مات على أثره(160). وهذه الرواية تشير إلى احتمال استخدام تلك الطريقة في الاغتيالات بالذات بالنسبة للأفراد الذين يجدون في الوصول إليهم صعوبة كبرى لامتناعهم أمنيا .وقيل في اغتيال إدريس غير ذلك، إذ ورد انه سم بالغانية (161) وهي العطر، وهو أيضا من الأمور التي تشير إلى رواج استخدام تلك الطريقة في الاغتيالات، وخاصة بالنسبة للوجهاء والممتنعين .ونجد هناك طريقة أخرى للاغتيال بالسم وذلك عبر إهداء المراد اغتياله ثوبا مسموما، كما حدث ذلك لقيس بن الهيثم والي خراسان حينما أهداه معاوية ثوبا مسموما، وقد أراد اغتياله دون أن تكون هناك إثارة للمشاكل والضوضاء فمات قيس على اثر ذلك (162). ولم تكن تلك الطريقة بالغريبة والمستحدثة في أيام معاوية إنما عرفت منذ ما قبل الإسلام، إذ ورد أن قيصر الروم اغتال بتلك الطريقة امرؤ القيس حينما أهداه ثوبا غمس بالسم، فأدى ذلك إلى تقرح جسمه ومات على أثره (163)، وربما اقتبس معاوية تلك الطريقة من تلك الحادثة إذ لطالما كان يقرأ عليه تاريخ الأمم السالفة(164) .وربما استخدمت برادة الذهب كنوع من أنواع السم، إذ نجد هناك من يقول أن الإمام الحسن قد سم بها (165)، مما يشير إلى احتمال استخدام تلك الطريقة في الاغتيالات آنذاك. هذا ما ورد عن طرق استخدام السم في الاغتيالات، أما عن درجة خطورة ذلك السم فالذي يبدوا من خلال الروايات أن درجة سميته تختلف من حالة إلى أخرى، فهناك السم الخفيف الذي لا يميت شاربه إلا بعد عدة أيام أو شهور أو سنين، أو قد ينجو منه المراد اغتياله، فالرسول (ص ) حينما سم بالشاة في خيبر عام 7 هـ بقي أربعة سنين حتى توفي، إذا كان يقول: "ما زالت أكلة خيبر تعاودني، فهذا أوان قطعت أبهري" (166)، ولو كان السم شديد الخطورة لقتله من ساعته حتى ولو أكل منه قليلا .وكذلك بالنسبة للسم الذي اغتيل به الخليفة أبو بكر الصديق ، فقد كان سما خفيفا مقدر لصاحبه أن يتوفى بعد فترة طويلة حتى لا يشك بأمر الاغتيال وللإيحاء لعامة الناس وخواصهم انه مات ميتة طبيعية، فمات بعد سنة من تناوله ذلك السم ومرض قبل خمسة عشر يوما من وفاته (167) .وكان الإمام الحسن يقول: " لقد سقيت السم عدة مرات فما سقيت مثل هذه (168)، دلالة على أن هناك تفاوت في درجات السم، أي أن الحالة الأخيرة التي سم بها الحسن كان سما قاتلا أما الحالات الأخريات فكان السم خفيفا يمكن الشفاء منه، وقيل انه توفي بعد ثلاثة أيام من تناوله السم (169)، وقيل مرض أربعين يوما ثم توفي (170) .أما السم الذي اغتيل به أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، فقد أمهلةأن يعرج إلى الحميمة مسافة عدة أيام حتى توفي (171) .وفي حالات أخرى يستوجب أن يكون السم قاتلا حينما يراد بالشخص المعني أن يختفي بسرعة قصوى، فيسقى عندئذ سما قاتلا أطلقت عليه كتب اللغة عدة مسميات منها "العيس" ويعني السم القاتل، وهو حسب وصف ابن منظور له "أخبث السم"(172). ويسمى أيضا "الذيفان" (173)، و"الخبال" (174)، والسم الشديد يسمى "العنقز: السم الذعاف الذي لا يناظر أي يقتل في ساعته" (175)، و "الهلهل" (176) الذي يعني السم القاتل أيضا .وممن استخدم ذلك السم القاتل الخليفة المأمون لاغتيال طاهر بن الحسن إذ يقال انه: "دفع إليه سما لا يطاق" فتوفي من ليلته (177)، فقد أراده أن يختفي بسرعة فائقة لخطورته على أمن الدولة وسلامتها .وورد أن الخليفة أبا جعفر المنصور استخدم "سما قاتلا" لاغتيال محمد بن أبي العباس (178)، وطبيعي أنه أراده أن يختفي بسرعة كبيرة. وكذلك الحال بالنسبة لاغتيال إدريس بن عبد الله بن الحسن فقد روي انه أعطي "سنا مسموما قاتلا"(179)، كتعبير عن مدى خطورة ذلك السن المسموم الذي يقتل صاحبه من ساعته .
2- الاغتيال طعناً
بيد أن الطريقة المثلى للاغتيال كانت عن طريق الطعن، وهي أما أن تكون بالخنجر، أو بالسكين، أو بالحربة، أو بالمشقص، ما عدا السيف لان الاغتيال بالسيف لا يسمى طعنا إنما يسمى ضربا .فبالنسبة للطعن بالخنجر كانت تلك الوسيلة المثلى للاغتيال، لأن حامل الخنجر يمكن أن يخفيه عن أنظار الضحية وعامة الناس المتواجدين قرب مسرح الحادث، حتى الإجهاز على المجني عليه، وهذه الطريقة عرفت في تاريخ العرب قبل الإسلام، وعند الأمم الأخرى فحينما بعث كسرى من يغتال بهرام شوبين، تم استخدام الخنجر في عملية الاغتيال إذ خبأ القاتل الخنجر تحت إبطه (180) .وقد جرت محاولة لاغتيال الرسول (ص) حينما دعا أبو سفيان إلى ذلك الأمر حينما أشار انه يتمشى وحيدا في الأسواق، وقد استخدم القاتل الخنجر، وهو أمر طبيعي حتى يخفى عن أنظار الناس (181). ونجد استخدام الخنجر في حادثة اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب ، إذ اغتيل بخنجر ذي رأسين مقبضه في وسطه، وذلك النوع من الخناجر لم يعهد استخدامه في المجتمع العربي والإسلامي، إنما هو من مقتنيات بلاد فارس، وشيء طبيعي أن يستخدم قاتل الخليفة ذلك النوع من السلاح حتى لا يراه الناس حين دخوله المسجد الذي اغتيل فيه خليفة المسلمين ، فطعن به الخليفة ثلاث طعنات أجهضت عليه (182) .ويقال أن ممن اغتيل بالخنجر أيضا الإمام علي (ص)، حينما طعنه ابن ملجم بخنجر على دماغه (183). ومعاوية بن أبي سفيان طعن أيضا بخنجر (184)، وهذا ربما نراه أمراً طبيعياً وإلا كيف يصل طاعنه إليه ما لم يكن سلاحه الخنجر الذي يمكن أن يخفيه عن أنظار حرس الخليفة. كما اغتيل معن بن زائدة بخنجر حينما طعنه رجل من الخوارج (185)، وما استخدام الخارجي للخنجر إلا لكون معن ممتنعا امنيا فلا يستطيع الوصول إليه إلا بسلاح صغير كالخنجر الذي يمكن إخفاؤه تحت الملابس. كما ورد أيضا أن عقبه بن سلم طعن من قبل رجل بخنجر (186) .ولضمان نجاح عملية الاغتيال ينقع الخنجر أحيانا بالسم، فيقال أن الخنجر الذي طعن به معاوية كان مسموما، ولم يشفَ منه معاوية إلا بعد أن سقي شرابا انقطع على أثره نسله (187). وان عقبة بن سلم اغتيل كذلك بخنجر مسموم كان سببا في القضاء عليه (188) .وفي أحيان نادرة جدا نجد إشارة إلى استخدام الحراب في الاغتيالات، فبها اغتيل الحمزة بن عبد المطلب في ساحة المعركة (189). وكانت الحراب معروفة قبل الإسلام فقد اغتيل بها سيف بن ذي يزن (190). وهذه الحراب تعني الحراب الطويلة، ولكنها قد لا تصلح في العموم لعملية الاغتيال لأنها طويلة، لذلك تستخدم الحراب القصيرة أو رؤوس الحراب الطويلة فقط، وهذا ما اغتيل به عبد الله بن عمر بن الخطاب بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي، حينما أمر الحجاج من طعن ابن عمر بحربة مسمومة مات على أثرها (191). وورد في رواية أن عقبة بن سلم كان اغتياله بسكين مسمومة (192)، مما يشير إلى استخدام السكين آنذاك في الاغتيالات أو أنها كلمة مرادفة للخنجر. ومما يؤكد استخدام السكين في الاغتيالات أن الخليفة الهادي أشير عليه باستخدام السكين في اغتيال وزيره الربيع بن يونس (193) .وورد استخدام المشقص في اغتيال الخليفة عثمان بن عفان (194)، والمشقص هو نصل السهم (195)، ويستخدم هنا كالخنجر أو السكين أو الحربة في القتل.وأحيانا نجد بعض الروايات لا تعطي نوع السلاح الذي اغتيل فيه، لكن استخدام كلمة "طعن" (196)، فيها إشارة إلى استخدام الخنجر أو السكين أو الحربة أو المشقص في عملية الاغتيالات .

(( أ . د . رحيم حلو محمد ))
نهاية الجزء الرابع
إعداد : ألف *
يتبع ..

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow