أيّها العيد، قف على باب قلبها
خاص ألف
2013-03-24
صفحة صغيرة بيضاء.. بيضاء، كيف ستّتسع لآلاف الشهيدات السوريّات في عيد المرأة العالمي؟ وكيف ستتسع مئات ألوف الهاربات خارج الحدود؟ ملايين النساء تحت رحمة المدافع والطائرات وكل أشكال الموت، مئات النساء في سجون وأقبية ترتدي طاقية الاخفاء. يحتفل العالم بعيد المرأة العالمي ويتناسى نساء سورية، يحتفل ودمهن مازال يصرخ ويصرخ في ضمائر فقدت أحاسيسها. العالم يشعل الشموع ويتفرّج على دم ورود السوريات المسفوح في الطرقات والمنافي: عشّاق العالم يقدّمون الورد للحبيبات، الأزواج الذين لم تخرّب قلوبهم الأيّام، يتذكّرون ورود زوجاتهم في لحظة إشراق باذخة، ويفرحون في الوقت المستقطع من الحب، أمّهات منسيات ينفضن كسل قلوبهن كلّما قرع أحد الباب بوردة، كل امرأة على هذا الكوكب، تنتظر وردتها التي تأتي أولاتأتي، وتظلّ تنتظر أن تبزغ وردتها من حديقة في الغيب! المرأة السورية وحدها التي لا تنتظر ولا تتذكر آخر وردة مرّت على جفاف روحها، مشغولة بجراح قلبها ودمع عينيها وغربتها وأفلاذ أكبادها الذين تدثّروا بالتراب.
من أجلها، كم سماء صافية أحتاج لكي أسفح قلبي النازف على زرقتها؟ أسفح قلبي ومعه حدائقه، كلّ وردة تغار من أختها، كل زهرة تهدر أجمل أوراقها من أجل دموع عينيها، وفرح قلبها المسروق.
"تجمّع نساء الثورة السورية"
المرأة السورية في الثورة، ليست موضوع إنشاء أو قصيدة شعر يكتبها الرجل ويتغنّى بها، بل هي شريك أصيل بالفعل الثوري والنضالي وعلى جميع المستويات، قدمت المرأة السوري آلاف الشهيدات والمعتقلات والمفقودات، وكان لها النصيب الأكبر من همجية وبشاعة النظام المريض الذي تجاوز إجرامه كل أشكال الإجرام المعروفة، من تعذيب وإغتصاب، إلى آخر الانتهاكات التي فاقت كل تصوّر، كل هذا لم يثن المرأة السورية عن مشاركتها الكاملة بالثورة ومساهمتها الفعّالة على جميع الأصعدة، لم تقتصر مساهمتها على الجانب النضالي والإغاثي الآني، بل امتدّ تفكيرها إلى مرحلة المشاركة الفعّالة في مرحلة بناء سورية التي دمرها الطاغية المعتوه، وعلى جميع الأصعدة. لم تقتصر مشاركة المرأة بالثورة على النخبة، شاركت المرأة السورية بالثورة بكلّ شرائحها: من ربّة البيت إلى الطبيبة، مروراً بالأديبة والفنانة والفلاحة والعاملة.
إلى جانب المساهمات الفرديّة الكثيرة على أهميّتها للمرأة، تشكّلت وستتشكّل تجمّعات وجمعيات تحاول أن تأخذ دورها الواعي والمُدرِك لحجم المتطلّبات الهائلة الملقاة على عاتقها، والتي تؤكّد أن المرأة السورية لن تقف متفرجة بعد اليوم، بل ستكون مبادرة وسبّاقة وواعية لأهمّية دورها، في حاضر سورية ومستقبلها.
ومن هذه الحالات " تجمّع نساء الثورة السورية" الذي أعلن عن نفسه من موقعه على "الفيس بوك" والذي أحببنا أن ننوّه عنه، تشجيعاً لحالات أخرى قادمة. لا شكّ، هناك من يفكّر بجدوى العمل الجماعي وفائدته التي ستتجاوز العمل الفردي والمبعثر بمراحل.
أدناه مختصر لأحد بوستات التجمع على "الفيس بوك":
"لم تشارك المرأة في الثورة السورية، من موقعها الشخصي الفردي الانعزالي، بل، على العكس، اندمجت المرأة الجديدة بروح الثورة، عمليّاً ونضاليّاً وقيميا وإيمانيا، وتخطت مشروعا ضيّقا فئويا إلى رحابة مشروع يمتد على الوطن بأكمله، ويشملها هي والرجل. في شراكة إنسانيّة ومجتمعيّة واجتماعيّة وسياسية، تحت مصطلح المواطنة، ومن أجل الوطن."
هذا البوست الصغير يدلّ على وعي المشاركات في التجمع بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتق المرأة، وعلى أهمية المشاركة الفعلية للمرأة والرجل على حدّ سواء في عملية البناء الجسيمة، وعلى أهمية الوعي في أيّ عمل جماعي.
بعض أسماء المشاركات في التجمع:
د. خولة الحديد، حنان، رشان، د. دلال، جهينة، سمية، د. سندس، سمية القيق، بلقيس قباني، شذى بركات، زهرة سوريا، سارة الحوارني، د.هدى الزين، د. سماح هدايا، إلهام، وأخريات على الطريق.
أيّتها المرأة السورية، يا أمّي وأختي وصديقتي وحبيبتي، أقول للعيد: قف أيّها العيد على باب قلبها، قف حتى تنتهي من البكاء.
نبع
نبع حبنا في فيضه أنتِ
ونحن طرطشة أجنحة العصافير التي تبلّلت.
تفيضين على الكون
أنام تحت أمطارك الهاطلة
وأنتفض كجنح طائر صغير
أسْرفَ بمياهكِ العذبة
ولم يدر بالاً لناشف الزمن
أنثرُ آخر مواويلي عليكِ
ولا أهتمّ لنفاد مؤونتي من الأغاني.
تغرف الغيوم منك ولا تتعب
أرض عطشانة تنتظر مروركِ عليها
نبع أنتِ يحرس الحياة من اللصوص
تقدّم الطاعة لك البساتين
وتتدلّى الثمار لتتبارك بشَعركِ
لكِ يقف بالدور غَرَب الفرات
بإنتظار نصيبه من المياه.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |