Alef Logo
يوميات
              

الذي يحدث ليس قابلاً للتصديق!

فواز القادري

خاص ألف

2013-05-19

ليس ما يحدث للسوريين قابل للتصديق، وليس ما يفعلونه أيضاً! شيء خرافيّ لم نقرأ ولم نسمع بشبيه له. لم تكن الأساطير ستتجرّأ أن تنظر في عينيّ طفل سوريّ واحد أو امرأة سورية واحدة.. لوعلمت بتفاصيل ما يحدث لهم وهول الكوارث التي تعيش معهم لحظة بلحظة، ليس المجازر التي تتالى وحدها، وليس هذا النزوح الدائري من منطقة إلى منطقة، في المدينة الواحدة أو القرية الواحدة؛ كم من عائلة أو ما تبقى منها على وجه الدقّة؟ ناهيك عن الملايين الذين أودعناهم مخيّمات اللجوء، وليس صمت العالم المخزي، كلّ هذا نذر يسير من المعاناة، والسوريون مازلوا يتقدّمون نحو الحلم!

بوصلة الدم السوري تشير إلى الحلم، لا شيء سوى الحلم بالحريّة، الحلم وحده الذي دفع الشباب والنساء والصبايا والأطفال أرواحهم زهرة زهرة، ثمناً له! والعالم مازال غارقاً في حسبة الربح والخسارة، والسوريون لا خيار لديهم سوى أن يتكاتف لحمهم في هذه المفرمة البشريّة!

أدونيس لا يعرف أمّ أحمد!

أدونيس لا يعرف أمّ أحمد، وأمّ احمد لا تعرف أدونيس، ولكنّ أم أحمد تعرف سوريّة! تعرف الحارات التي سال فيها دم ابنها المشارف على الشلل، تعرف بيوت الجيران التي تهدّمت على ساكنيها، تعرف الأطفال الذين لن يروا النور بعد اليوم، تعرف الشوارع التي تغيّرت معالمها بفعل قصف المدافع والطائرات والمجنزرات الذي لم يتوقف، تعرف الحدائق التي سيزهر دم الشهداء المدفونين فيها بعد حين، تعرف أسماء بعض المقاتلين كما تعرف أسماء الخضار الذي تعدّها في وجباتها السريعة لهم! تعرف ألوان وجوههم وثيابهم ودمهم في تحوّلاته من اللزوجة إلى الجفاف، تعرف من استشهد ومن على طريق الشهادة، تعرف وجيب قلبها المتسارع عند كلّ انفجار وأولادها يقاتلون من شارع إلى شارع.

أمّ أحمد تنتظر الآن في أحد المدن التركيّة فرصة سفر ابنها المشلول إلى أوربا للعلاج. أم أحمد ليست نادمة على شيء، أم أحمد مازالت أم أحمد، وأدونيس مازال أدونيس المفكّر الصامت والغارق في التاريخ، والباحث عن معنى للدم السوري الحداثيّ: هل هو صالح للاستخدام في قصيدة النثر العصريّة!

لو تعرفها! لوتعرف وجعها! لوتعرف قلبها وعينيها! لما طالبتكَ أمّنا الكبرى بحليبها يا أدونيس!

يا صباح
أعدْ ماءك إلى خوابي الأحفاد
أعد أسنان اللبن إلى فم العجوز
لوعاد طفلاً لفْتتنت به نساء الأرض
لو وضع قلبه على وجهه
لقبّله كلّ من يلتقي به
أرحني من عنائي
نثرتُ دمعي على زجاج النوافذ
كي لا يستريح
وضعتُه على رماد الأشجار
لتسرع باخضرارها
ضع شفتيك على جبين المساء
ليختلّ توازنه قليلاً
ضع خاتمك السحريّ في إصبعها
تعبت بلادي من مدّ يدها إليك.






تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مديح يوم جديد

01-شباط-2015

الشعراء الذين شبعوا موتاً

12-كانون الثاني-2015

سنة وجع جديدة

03-كانون الثاني-2015

أمر بسيط

29-تشرين الثاني-2014

أنا....

09-تموز-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow