حالما ً بالبعيد
أجد القريب مني..

الواقع تهمةٌ وذنبُ،
فكلّ شيء فيه قريب وخائف

لست حالماً إلا بواقعي !
أنا لا واقعي في واقعي
وواقعيٌّ جداً في حلمي.
أوزع الأشرعة في الهواء لسفن بعيدة
وبجوار البحر لا أنظر إلى الأفق بل إلى العمق.

الواقع يقودني إلى،إلى الحلم
والحلم هو الطريق الذي يسير عليه الواقع.

أنا الحالم الذي يرسمه الواقع معرضاً
ولا يحضر المعارض ..
وحدته معرضه
ولوحاته أحلام من يرسمونه،
ولا أحد يلتقي بأحلامه ليلتقيه.

كلما ازددّتَ واقعية
تزرع المزيد من الأحلام كما الثورة،
فالواقعي الأصل
هو الحالم الأكثر جرأة.

المعرفة بادئة الذنب
بادئة الحساب
بادئة النهاية...
الثورة بحاجة إلى المعرفة.

المعرفة تُطيّر السماء بأجنحة الضياع
فتغدو الأرض بلا أفق
والأبناء بلا آباء
والصلوات بلا آلهة
والآبار بلا هواء
والعشاق بلا أرصفة
والعالم بلا نقصان
والدنيا بلا نسيان
وكلّ شيء يفتقد إلى شيئه
وكلّ شيء يرمي بنرده،
ويصبح الحظ هو البرهان
والخطأ هو الرهان
والصواب ...
حين المعرفة،
سيكون لي كلام آخر.

كلما ازددت حنيناً إليها
تستحضر آخراً
لتقرب حنيني أكثر
لكني
أبتعد رويداً رويداً
وأستحضر الآخر
وأقترب من نفسي أكثر حتى تغمرني الصور وتلونني أقلام الحنين
أنا لست الآخر..
يا ليتني كنتُ
يا ليتني...
لو كنت الآخر ما ملكني الحنين يوماً.

في ظلال شجرتها
غدت فطراً،
أحيا بالقليل من الضوء
وأقتات الظل والتراب
أتسلق الجذع عالياً،
بحثاً عن النور،
حيث موتي
أو صعودي.

الفطور هي أصل الثورات،
عليها تتغذى
وبها تموت.