Alef Logo
يوميات
              

صمود

فواز القادري

خاص ألف

2013-05-26

معجزة وراء معجزة، صمود يتتالى، من أقصى الروح إلى أقصى الحياة. لا مكان للرثاء، الجرح أكبر من الكلام والقصائد، الجرح نهر لا يعرف إلى أين امتدّت ضفّتاه؟ الكلام خاسر والقصائد، الوصف يتلفّع بكلمات قصيرة الثياب، ويشمخ عالياً فعل الصمود. الروح الشعبيّة لا يمكن حصارها، أثبتت المدن السوريّ في الثورة، صحّة هذه المقولة، بشكل ليس قابلاً للالتباس. من درعا جنوباً، من داريا إلى حمص التي في قلب القلب، من عشرات القرى والمدن، إلى ابنة الفرات التي يركع لها الشموخ، ديرالزور، أثبت الدم السوري جدارته بمعنى الحريّة العميق.

القصير ملحمة الصمود التي لن تتيح لك أن تتعلم منها شيء يا "حسن نصر الله"! ملحمة وليست نزهة لعارك الطائفيّ الذي غلّفْته بقشرة المقاومة السطحيّة الرقيقة! الملحمة التي عرّتك كما تفعل العاصفة برجل من قشّ، لهذا لن تستفيد من صمود القصير بوجه كلابك لتتعلّم، لم يعد لديك ما يغطّي عورتك الطائفيّة، وتجارة "المقاومة والممانعة" أصبحت مكشوفة ولم تعد قابلة للتسويق، مادام دربك إلى فلسطين " كما ادعيت مراراً" صار يمرّ على أشلاء أطفال ونساء القصير.

امرأة من القصير الصامدة على قناة "الجزيرة" تصرخ: حسن نصرة الله جاي يقتلنا.. هاد الي كنّا حاطين صوره في بيوتنا جاي يقتلنا!!! حزب الله عم يقتل نسوان واولاد هيك ماتو الجيران!!

هل بالإمكان إضافة شيء على ما قالته امرأة من القصير "لسيد المقاومة" الكاذب؟ أنا لا أستطيع إضافة كلمة واحدة على ما سمعتُه!!!

"القصير" منقول عن الفيس بوك:

"القصير تحترق و تتدمر بالكامل مئات القذائف و الصواريخ بكافة اشكالها تسقط على المدينة .
مجازر الان ترتكب في المدينة عدد الشهداء يزيد عن 25 شهيد و عشرات الجرحى اغلبهم من المسنيين وكبار السن و العدد قابل للزيادة بسبب استمرار القصف العنيف و المكثف على المدينة".
هذه أحد "انتصارات" جرائم الأجير "المقاوم" حسن نصر الله التي تُرتكب في القصير. للعلم القصير محاصرة من أسابيع، ومن كل الاتجاهات، والقصف بكلّ أنواع الأسلحة مروراً بطائرات الممانع التي لا تترك فرصة لأطفال القصير أن يناموا على حلم بلا قصف رحيم! ولم يستطع مرتزقة النظام "الممانع" ومرتزقة الطائفي "المقاوم" الدخول إلى قلب القصير الذي ينبض بآلاف الأطفال والنساء والمسنين المحاصرين وهذا المذكور في الأعلى، ليس إلا مجزرة واحدة من المجازر التي ترتكب في القصير، مثلما تُرتكب في كلّ مكان من سورية!

سيّد "مقاومة" قتل السوريين بصفاقة يخجل منهل أعتى المجرمين، ظهربكلّ شكله الطائفي البشع، في خطابه الأخير المهزوز، ولم يعد لديه ما يخجل منه، (هذا إذا كان يعرف الخجل أصلاً!) لن يستطيع أن يفهم كيف تصمد القصير بوجه مرتزقته المسلّحين بكلّ عتاد "المقاومة" الثقيل، إلى جانب طائرات "الغلام الأجير الآخر" الذي يؤجّل الردّ على أربابه في "إسرائيل" إلى يوم القيامة، لن يفهم حتى لو كان يعرف ما سأكتبه تالياً:
اتصلت بنا إحدى الصديقات السوريات من تركيا التي كانت تتابع حالة ابنها هناك، ابنها الذي ينطبق عليه مقولة خالد بن الوليد: " لم يبق في جسدي مكان (لشظيّة) أو لطعنة رمح" ابنها الذي اصبح شبه مقعد والذي أمّنت له "الرابطة السورية الالمانية" في فرانكفورت دعوة إلى ألمانيا من العلاج، اتصلت أمّه بنا، ليس من أجل أن نتابع حالته التي تحتاج إلى عناية خاصة، اتصلت من أجل إقناعه أن لا يعود "عبود" إلى الداخل في حال تحسّن وضعه الصحّي، بسبب إصابته في العمود الفقري، عبود يصر على أن رفاقه يحتاجونه في دير الزور، وهو لا يستطيع أن يخذلهم ولن يجلس ويسمع أخبارهم من بعيد!

لو يعرف حسن نصر الله أن من يقاتلهم في القصير، لا يختلفون عن عبود بشيء، وهناك في سورية آلاف الأشخاص الذين يشبهون عبود، لبقي مرتدياً قناع المقاومة العتيق وصمت!


سيقبل منك غناءك محراب الفرات
حين تتجه عيناك خاشعتين إلى القصير.

تتقاسم قلبي والقصائدَ البلادُ
بطين في الفرات وبطين في القصير
أذين هنا وصمّام هناك
الشهيق محتار والزفير
كيف يُرمّمان وريدي المعطوب؟
وتصعد مع النبض إلى أعالي الدم.

لم تكن يدا القصير مرفوعتين براية بيضاء
هذا شعاع أرواح أطفالها الصاعدة
لم يكن الخوف من يأخذ قلبي
وليس حزناً من قلّبني على رماحه
هذه حصة دراسيّة في مدرسة الخلود
والتاريخ التلميذ الوحيد الذي يجلس عاقلاً
ويتعلّم درس الصمود في الصف.










تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مديح يوم جديد

01-شباط-2015

الشعراء الذين شبعوا موتاً

12-كانون الثاني-2015

سنة وجع جديدة

03-كانون الثاني-2015

أمر بسيط

29-تشرين الثاني-2014

أنا....

09-تموز-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow